عُشاق الطعام القذر
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عُشاق الطعام القذر

 فلسطين اليوم -

عُشاق الطعام القذر

بقلم : أسامة غريب

تجتاح مصر ظاهرة جديدة لم تعرفها إلا فى السنوات الأخيرة، وهى ظاهرة الشهرة المدوية التى حصلت عليها مطاعم شعبية كانت موجودة طوال الوقت دون أن تحظى بأهمية استثنائية، أو أن تكون مقصداً لعلية القوم. كان الموسرون من الطبقة العليا يفضلون تناول الطعام فى المطاعم التى تقدم الطعام الغربى، سواء فرنسى، سويسرى، إيطالى، جريجى.. وكان أغنياء التجار وأفراد الطبقة المتوسطة يجدون كل السعادة فى ارتياد مطاعم الكباب، وبالذات المشهور منها فى وسط البلد.

لكن فى السنوات الأخيرة، بدأت ظاهرة ابتدعها الشباب «الكول»، وهى الإقبال على المطاعم الشعبية التى تقدم الكبدة والسجق وغيرهما، وهم عندما فعلوا هذا فإنهم لم يتناولوا طعامهم فى صمت وإنما استخدموا وسائل التواصل الاجتماعى كماكينات دعاية شديدة الفاعلية فى دعم بعض هذه المطاعم والتعريف بها على أوسع نطاق، حتى بدأ الذين لم يذهبوا إلى مطعم «فوزى تلوث» أو مطعم «عباس النتن» يشعرون بالتخلف عن ركب الحياة الجديدة.

ولعلنا نلاحظ أن مناخ الغلظة والبذاءة والمباهاة بتدهور الإحساس قد دفع بمجموعات الشباب إلى الالتقاء بهذه الأماكن، باعتبارها قادرة على إطعامهم وتغذية الجموح والشوق إلى التمرد فى داخلهم..

ومن هؤلاء انتقلت العدوَى إلى أهاليهم، فصرنا نرى عائلات محترمة تشد الرحال فى المساء لتقضى السهرة على رصيف قذر فى حارة طافحة بالمجارى ليحظوا بشرف الذهاب للمطعم الشهير ويتناولوا الطعام من أيادٍ لا يغسلها أصحابها حتى بعد دخولهم الحمّام! ولعل من أسباب تزايد شهرة هذه الأماكن وضخ المزيد من المعجبين إليها أن بعض الفنانين ولاعبى كرة القدم أصبحت هذه الأماكن هى مطاعمهم المفضلة، وبعد أن كانت ليلى مراد وأنور وجدى وفريد شوقى وهدى سلطان وصالح سليم وعصام بهيج يرتادون المطاعم النظيفة التى يديرها محترمون، سواء كانوا أجانب أو مصريين، فإن غياب التعليم وشيوع التفاخر بالجهل قد دفعا نجوم الزمن الحالى إلى ادعاء البساطة بأخذ الصور فى الحوارى القذرة بصحبة أصحاب المطاعم وصبيانهم!.

وما يثير الدهشة فى المسألة أن أى ربة بيت مصرية تستطيع عمل الملوخية بالطشة الشهية أفضل من أى مطعم من هؤلاء، كذلك تستطيع أى أم أن تطبخ الكوارع والممبار والسجق وطواجن البامية وورقة اللحمة والحواوشى خيرا من طهاة الرصيف أصحاب المناظر المفزعة الذين يعطسون ويسعلون فى الطبيخ الذى يطهونه. لن أتحدث عن نوع الحيوان الذى يطهون لحمه، لأن هذا لن يفرق مع زبائن لا تسترعى انتباههم السجائر المشتعلة فى يد العاملين، ولا شىء يحملهم على الشعور بالقرف من أماكن لا تعرف ألف باء النظافة. أنا أعرف بحكم الخبرة والتجربة أن هذه الظاهرة عبارة عن موضة أو موجة ستعبر، وسوف يتخطاها الناس ليتعلقوا بموضة جديدة، فهذه هى سُنة الحياة، لكن ما يشغلنى أنها قد طالت بأكثر مما ينبغى ومازالت تحصل على وقود يومى يطيل من عمرها، وهذا الوقود يتمثل فى تدنى الذوق وشيوع ثقافة الاستمتاع الغليظ المخلوط بالتدين الذى لا يرفع من وعى الناس ولا إحساسهم بالجمال، وإنما يزيدهم وكسة على وكسة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عُشاق الطعام القذر عُشاق الطعام القذر



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday