السعادة المؤجَّلة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

السعادة المؤجَّلة

 فلسطين اليوم -

السعادة المؤجَّلة

بقلم: أسامة غريب

مساكين هؤلاء الذين يؤجلون السعادة في الغربة انتظاراً ليوم العودة إلى الوطن. مساكين لأنهم يضيعون أعمارهم في الخارج دون أن يجسر الواحد منهم على تخيل شكل السعادة بعيدا عن الديار، ودون أن يتمكن من الإحساس بروعة اللحظة الآنية أو الاستمتاع بما في يده اليوم، انتظاراً للجنة الموعودة بعد الإياب من الغربة.

كثيراً ما تطوف برأسى الأفكار عن حال هؤلاء، لأن هذا الموضوع شغلنى شخصياً وعِشت ويلاته أيضاً، أنا الذي قضى سنوات طوالاً من عمره خارج بلده. لقد عشت في كندا حياة مرفهة، وسكنت بيوتاً أشبه بالجنة، ومع ذلك أذكر أننى قضيت سنوات أنظر إلى غرفة الجاكوزى داخل البيت في تهيّب، ولا أجرؤ على أن أخطو داخل المغطس لأعيش هذه التجربة التي يقولون إنها ممتعة ومريحة.. كنت أحاول إقناع نفسى بأن السبب هو أننى لا أريد التعود على هذا النمط من العيش، لأنه مؤقت، ثم أعود بعدها إلى بيتى في مصر حيث لا جاكوزى.. كانت الحجة كما ترون واهية، لأننى ببساطة أستطيع تركيب جاكوزى في مصر، والأمر ليس معضلاً، لكنى كنت أتجاهل السبب الحقيقى، وهو أننى لا أستطيع أن أشعر بالسعادة الحقة بعيداً عن بلدى، ذلك أن الإحساس بوقتية الحالة يجعل القلق يسرق الفرح ويقف عائقاً بينك وبين السعادة.

الأمر نفسه حدث في السنوات التي عشتها في بعض البلدان العربية، وقد كنت في أحدها أقيم بمسكن رائع بأحد الأبراج السامقة المطلة على الخليج. كان المنظر من التراس أكثر من ساحر، والجالس بالبيت تكاد تلامس يداه صفحة الماء.. ما أجمله من مسكن وما أروعه من «فيو».. لكنى مع ذلك كنت أقضى الوقت أو معظمه خارج البيت، لأن إحساساً بالضيق كان ينتابنى كلما تخيلت أن هذه الشرفة كان ينبغى أن تكون على النيل في القاهرة حتى تكتمل الراحة والسعادة.

وقد أحسست بذلك أيضاً عندما رأيت إعلانات في رومانيا وفى المجر وغيرهما عن شقق وشاليهات للبيع بأسعار رخيصة، أقل من ربع الأسعار في مصر، وكان المعروض منها يقع في أماكن طبيعية بديعة على ضفاف بحيرات أو بالقرب من مرتفعات مزروعة بالخضرة والورود، ورغم ذلك لم تراودنى أبداً فكرة الشراء، لأنه لا قيمة لمسكن لا أستطيع الوصول إليه إلا بعد الحصول على تأشيرة، قد تكون متاحة اليوم لكنها قد تصبح متعذرة غداً بفعل السياسة وغيرها، لا قيمة لمسكن في بلد تفصلنى عنه جمارك وجوازات وصالات انتظار ورحلات طيران. والأمر هنا يختلف عن السفر للسياحة، لأن من طبيعة السياحة ولزوم الاستمتاع بها إدراك المرء أنه غريب، بل استمتاعه بكونه غريباً، وهو الأمر الذي يختلف تماماً عن الإقامة لسنوات.

لاشك أن الواقعيين والعقلانيين يُغضبهم هذا النوع من البشر الذين تشغلهم متابعة الحلم عن عيش الواقع، ويُفنون العمر وهم يؤجلون الحياة في انتظار سعادة في الغالب لن تأتى.. أفهم هذا كله، لكنى أتفهم أيضاً إحساس الشاعر بدر شاكر السياب وهو يكتب لحبيبته من الغربة:

لو جئتِ في البلد الغريب إلىَّ ما كمُل اللقاء.. الملتقى بك والعراق على يدىَّ هو اللقاء

أتعاطف دوماً مع دوافع الحالمين المنتظرين، لأننى ببساطة كنت واحداً منهم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعادة المؤجَّلة السعادة المؤجَّلة



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday