لماذا يغضب الثورجية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

لماذا يغضب الثورجية؟

 فلسطين اليوم -

لماذا يغضب الثورجية

بقلم معتز بالله عبد الفتاح

أتذكر أننى تحدثت من قبل عن ندوة عقدتها مكتبة «ألف» عن كتابى «مصر التى نريد»، وقفت واحدة من الحضور، ومعها مفكرة تدون فيها ملاحظاتها، لتقول إنها حضرت لى ندوة فى يناير ٢٠١٢ مع زملاء آخرين، ثم قرأت عدداً من تعليقاتى آنذاك، وكنت أقل المتحدثين حماساً وأكثر تشككاً فى مستقبل الثورة المصرية مقارنة بالآخرين الذين كانوا أكثر حشداً للمشاعر الثورية، ولم تخف السيدة الفاضلة علناً أمام الناس أن هذا كان أحد أسباب ضيقها منى آنذاك، إلى أن تبين لها أن مخاوفى كان لها ما يبررها.

وذكرتها بما كتبت فى فترة مبكرة من ثورة يناير عن شروط نجاح الثورة الشعبية فى مصر، وحذرت من أنه لم يكن متوافراً منها سوى شرط واحد، وهو عادةً أصعبها، لكننا عملنا الأصعب وفشلنا فى الأسهل نسبياً، كى تنجح أى ثورة شعبية فى مجتمع شديد المحافظة، بل وتسيطر الرجعية على بعض أفراده ومؤسساته، فلا بد لها من خمسة شروط:

أولاً، حالة ثورية بما تحمله من فعاليات الاعتصام والإضراب والتظاهر وغيرها، وهذا كان الأصعب الذى تحقق.

لكنها، ثانياً، بحاجة لقيادة ثورية حتى لا تتحول الثورة إلى فوضى، ولم أفهم سر سعادة البعض بأنها ثورة بلا قيادة إلا الرومانسية الثورية التى تملكت البعض ممن يبكون على الثورة الآن، فكان واضحاً أن غياب القيادة جعل أى مجموعة من الأفراد يعطون لأنفسهم الحق فى أن يثوروا على طريقتهم، فيعطلون الطرق أو يحرقون المؤسسات، حتى كره قطاع واسع من المصريين الثورة والثوار، واعتبروها عملية تخريبية كبيرة ضد الصالح العام، وكان قمة الخلل فى غياب القيادة الثورية حين ترشح باسم الثورة تسعة مرشحين يتحدثون باسمها فى الانتخابات الرئاسية، فتفتتت الأصوات، وتقدم فى انتخابات الإعادة ممثل عن النظام القديم، الفريق شفيق، والتنظيم العتيق، الدكتور مرسى، وفى وضع كهذا أطلق رموز الثورة رصاصة النهاية على ثورتهم، وأيقنوا أنها ثورة ستظل فى الميدان، لأنها لم تكن منظمة بالقدر الذى يسمح لها بأن تصل إلى البرلمان أو الديوان. وهى ثالثاً بحاجة لتنظيم ثورى يجعل «دريكسيون» القيادة متصلاً بعجلات مركبة الثورة، لكن ما حدث عملياً أن غياب التنظيم الثورى جعل عملية تعبئة الموارد البشرية عشوائية، وإذا اجتمع قادتها كباراً وصغاراً، فلا ينفعون صديقاً ولا يضرون عدواً. وشاعت عبارات من قبيل أن لا أحد يوجه الميدان، وأن الثورة مستمرة، وكأننا نقول عملية جراحية مستمرة فى جسد واهن غير قادر على الاستمرار طويلاً على نفس الوضع. وتحتاج رابعاً إلى أيديولوجية ثورية، أو على الأقل رؤية واضحة بشأن ما المرفوض، وما المطلوب، وهذه الأيديولوجية ينتج عنها برنامج عمل، الثورة هى فعل سياسى من أجل تغيير سياسة الدولة، لتكون أكثر اتفاقاً مع مصالح السواد الأعظم من الناس. وإذا لم تكن قيادة الثورة لديها برنامج عمل لتحقيق هذا الهدف، فهى تدمر القائم، ولا تقدم بديلاً عنه سوى وعود لن تنجح فى تنفيذها، لأنها لا تملك البنية التنظيمية أو الكوادر لتحقيقها. ثم أخيراً كوادر ثورية تعمل من أجل الرؤية العامة، وليس بهدف خصخصة الثورة، وكأن مصر والمصريين فى خدمة الثورة والثوريين، وليس الثورة فى خدمة مصر. والكوادر مصطلح أعقد كثيراً من الهتيفة والشتِّيمة المستعدين للنزول للميادين للساعات الطوال، أو الذين يستخدمون قدراتهم «الفيس بوكية والتويترية» لتشويه مخالفيهم. المقصود بالكوادر هم خبراء وساسة قادرون على تولى ملفات الدولة لإصلاحها وإعادة توجيهها للصالح العام.

ولغياب القيادة والتنظيم تحول كل شخص يقبل منصباً عاماً إلى هدف مشاع للشتيمة والتشويه، لينالوا منه مهما كانت كفاءته ورغبته فى خدمة البلد. وأصبح يمارس زعماء «فيس بوك»، و«تويتر» حق النقض الملزم على أى شخص يبرز للخدمة العامة، فتراجع كثيرون وتقدم آخرون أقل كفاءة وقدرة، طالما رضى عنهم هؤلاء الفوضويون.

الثورجية أخطأوا فى حق ثورتهم وفى حق مصر، ولكن قدر ولطف.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يغضب الثورجية لماذا يغضب الثورجية



GMT 07:57 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

لا تنجح مؤامرة متآمر إلا بتقصير مقصر

GMT 06:01 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 23:15 2017 الثلاثاء ,21 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 04:03 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 23:13 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday