الخيارات تضيق على طهران
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الخيارات تضيق على طهران

 فلسطين اليوم -

الخيارات تضيق على طهران

بقلم : وليد شقير

لجأت طهران مرة أخرى إلى المواجهة بالواسطة مستخدمة الميليشيات التي تستطيع إدارتها، في ردها على تصاعد العقوبات الأميركية ضدها بإلغاء الإعفاءات لثمان دول من شراء نفط إيران، ومنعها من تصدير الحديد والصلب منذ مطلع الشهر الجاري، بعد تصنيف "الحرس الثوري" منظمة إرهابية مطلع الشهر الماضي.

في وقت كانت واشنطن ترصد إمكان استهداف قواتها ومصالحها في العراق، بعد المعلومات التي تلقتها عن نصب ميليشيا حليفة لـ"الحرس الثوري" صواريخ قرب إحدى القواعد الأميركية في بلاد الرافدين، استخدم "الحرس" الحوثيين، لاستهداف حلفاء واشنطن، في شاطئ دولة الإمارات ثم خطوط النقل النفطية السعودية. يتجنب حكام طهران الاحتكاك المباشر مع الأميركيين.

الجانبان لا يريدان الحرب كما أعلن كل من دونالد ترامب، الذي لا ينوي تكرار مغامرة جورج دبليو بوش الذي دخلها من دون خطة للخروج منها، هي غير متوافرة حاليا، والمرشد الإيراني علي خامنئي الذي طمأن شعبه القلِق إلى أن الحرب "لن تقع" مع الولايات المتحدة. يدرك الإيرانيون كلفة أي خطأ قد يدفع واشنطن إلى المواجهة. فالحرب إذا وقعت لن تكون برية وباحتلال أميركي لأراضٍ إيرانية، كما في أفغانستان والعراق، بل بقصف مجنون ضد المنشآت العسكرية والنفطية والاستراتيجية لا قدرة لها على احتماله، مهما كان رد فعل طهران عليه قوي حيال دول المنطقة الحليفة.

في رأي الخبراء أن الترسانة الأميركية الموجودة في القواعد العسكرية في المنطقة وفي البحر، لا تحتاج إلى تعزيزات لأنها كافية لمواجهة أي طارئ وعديدها يناهز الـ150 ألف عسكري. والحشد الأميركي لحاملات طائرات وقاذفات استراتيجية في مياه الشرق الأوسط ليس هدفه الحرب بقدر الردع من جهة، وحماية إجراءات الضغوط على الاقتصاد الإيراني من سعي الحرس الثوري إلى تفريغها من فعاليتها، بالالتفاف عليها، من جهة ثانية.

ما زال رهان ترامب على تدهور الوضع الاقتصادي الإيراني، أساس خطته نحوها، وهو ما جعله يعلن أنه "واثق بأنها سترغب قريبا في إجراء محادثات". المعطيات الواردة من الداخل أن الاقتصاد يسوء أكثر فأكثر، إلى درجة النقص في مواد غذائية أساسية منها السكر مثلا، ويتسبب باحتجاجات شبه يومية في الشارع يجري طمسها في الإعلام، تتصاعد إلى درجة أن "البزدران" اضطر قبل أيام إلى إغلاق بعض الجامعات ومحاصرتها لإبقاء التظاهر في داخلها والحؤول دون انتقاله إلى الشوارع. كيف لشعب أن يحتمل بلوغ التضخم نسبة 40 في المئة، وفرض المزيد من القيود عليه إلا بتصاعد آلة القمع؟

قد لا يكون حكام طهران بلغوا مرحلة الإقبال على التفاوض وتقديم التنازلات بعد كما قال خامنئي، معتبرا أن "مبدأ التفاوض مع واشنطن خاطئ حينما تريد استهداف صواريخنا ونفوذنا الإقليمي".

وقد يعتقد المتشددون في طهران أن بإمكانهم اللعب على حافة الهاوية مع ترامب، لأن بينهم من يؤمن بقدرتهم على مقابلة الضغوط بالصمود وبالتسبب بالإزعاج والضغط الأمني على دول الخليج، بالواسطة كما حصل في الأيام الماضية، وأن هناك ساحات عدة تتيح ذلك، أو لأن من يتصدرون ديبلوماسيتهم يرون أن ترامب لن يتشدد معهم بالقدر الذي يظهره في مواقفه المعلنة، لأن أولويته كوريا الشمالية لا إيران. إلا أن هناك جملة عوامل تعاكس المقامرة الإيرانية الرافضة للتفاوض، وتضيّق الخيارات على طهران في "صراع الإرادات" كما سماه خامنئي. فخفضها تعهداتها في الاتفاق النووي بالعودة إلى رفع نسبة تخصيب اليورانيوم، وإمهال الدول الخمس الباقية المعارضة لانسحاب ترامب منه، بما فيها الصين وروسيا، مدة شهرين، لقي رد فعل معاكس من هذه الدول. فالفقرة نفسها في قرار مجلس الأمن، التي تنص على التزامات طهران، تنص أيضا على عودة العقوبات الأممية عليها، في شكل تلقائي من دون العودة إلى الأمم المتحدة. ولربما هذا ما جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلق على ذلك بموازاة لومه واشنطن، بالقول بعد يوم من استقباله وزير الخارجية الأميركي جورج بومبيو: "روسيا ليست فريق إطفاء ولا يمكنها أن تنقذ كل شيء وحدها.. (الأمر) لا يعتمد علينا وحدنا، بل على جميع شركائنا". بات معروفا أن القيصر يتقاطع مع ترامب وأوروبا في شأن دور "الحرس الثوري" في سورية، ويراعي الموقف الخليجي في ما يخص اليمن. يضاف إلى ذلك السؤال الذي فرضته الأفعال العسكرية للحوثيين: هل ستتفرج واشنطن على طهران تُفلت أذرعها بهذا الشكل، أم أنها ستنحاز أكثر إلى الحلفاء في اليمن، سواء حربا أم سلما؟

مع تحييد ساحة لبنان، حتى إشعار آخر، ونجاح قادة العراق في اعتماد سياسة التوازن، يصبح خيار التفاوض تحديا كبيرا على طهران التي يخشى متشددوها من أن يتسبب بضعف النظام وسقوطه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيارات تضيق على طهران الخيارات تضيق على طهران



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:12 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 06:05 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ديلما روسيف تكشف حقيقة ما جرى وتدحض اتهامات الفساد

GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:33 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارج الأسد الأفريقي ضمن الأنواع المهددة بالإنقراض

GMT 21:37 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 17:47 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ريم قشمر تختار الفساتين القصيرة لتصميماتها في 2017

GMT 20:29 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العقيد سرور يؤكد استعداد الشرطة البحرية لمواجهة موسم الشتاء

GMT 00:41 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة مي عز الدين تفند شائعات ارتباطها بأحد رجال الأعمال

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

اتبعي الطرق الصحية لتنظيف فراشك مرة كل شهر

GMT 02:29 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم رائعة من السيراميك الأنيق للمنازل بتوقيع "الشريف"

GMT 22:38 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

جالطة سراي يضمّ ماريانو لصفوف الفريق

GMT 02:16 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طوني عيسى يُحضّر لأغنية جديدة بعد "أهلية بمحلية"

GMT 08:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

سنحاريب ملكي يعتذر عن قبول عرض "الهلال" في الوقت الحالي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday