سورية الدراما على الشاشة؛ التراجيديا على الأرض
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

سورية: الدراما على الشاشة؛ التراجيديا على الأرض!

 فلسطين اليوم -

سورية الدراما على الشاشة؛ التراجيديا على الأرض

حسن البطل

من بوابة مسلسل "باب الحارة" مرّت الدراما السورية: مسلسلات ومسرحيات وأفلام، لتجاور الدراما المصرية الأعرق.. ثم لتتجاوزها في رأي بعض النقاد.
اللهجة الشامية صارت مفهومة عربياً، حتى في دول المغرب العربي، وبخاصة تونس كما قيل لي. الجزء السادس من المسلسل جرى تصويره في الخليج.
أقول لعشاق هذا المسلسل في مقهاي، إنه لو كانت سورية "حارة" من حارات دول الربيع العربي، فإن بابها والسقف والجدران.. قد انهارت!
إن صارت الدراما السورية في الطليعة، فإن سورية كانت الثالثة في مسلسل "الربيع العربي". تونس كانت باكورة، ومصر لحقتها، أمّا سورية فكانت نوارة هذا الربيع، إن كنتم تتذكرون "ربيع دمشق" الذي تفتح في العام 2005 ثم ذبل سريعاً، أو أغلق النظام الباب عليه!
على الشاشة تستمر حلقات الجزء السادس، وتستعيد بعض الفضائيات حتى الأجزاء الأولى منه.. لكن، على شاشة الفضائيات كما على أرض الواقع فإن "دراما" على الشاشة صارت مأساة على أرض الواقع. "البهورة" على الشاشة والمجازر على الأرض.
يقولون في الأخبار "دمشق" ويقول السوريون عن دمشق "الشام"، كما يقولون "القاهرة" ويقول المصريون عنها "مصر"، فإن كانت دمشق أعرق العواصم، فلعلّ سورية هي أعرق أسماء الدول العربية. هكذا اسمها قبل المسيح، وهكذا يبقى اسمها السرياني.
يُقال إن اسم دمشق مشتق من السريانية بدوره، وهو تركيب لـ "دم ـ شقيق" حيث تقول الأسطورة إن قابيل وهابيل اقتتلا على سفوح جبل قاسيون.
الآن، تقتتل سورية والسوريون، ويصير قتالها مأساة وتراجيديا، متفوقة فيها على باقي دول الربيع العربي، ربما لأنها موطن فكرة العروبة، وصارت عنوان فشل النظام السوري والسوريين في امتحان الربيع العربي.
قمة الدراما التي صارت تراجيديا أن دمشق ـ الشام ـ سورية هي بداية الإسلام ـ دولة عربية، مع "مجد بني أمية"، والآن ينخر في شجرة الفكرة العربية سوس الحركات الأصولية الجهادية، الإسلامية ـ الظلامية.
يقولون عن السيئ والأسوأ؛ عن الشر والشر المستطير؛ يقولون عن الخيار بين الكوليرا والطاعون.. ويقولون في أساطير الأولين إن المعركة الفاصلة بين قوى النور وقوى الظلام ستدور في "أرماجيدون"!
أين تقع هذه الـ "أرماجيدون"؟ هل في شمال فلسطين، التي هي جزء من بلاد الشام، أم في سورية التي هي "الشام" ودمشق عاصمة سورية تحيط بها جنة تسمى "غوطة دمشق" وهي إحدى ثالث جنائن العالم.
إمّا الأغنية الشعبية "يا مال الشام" أي يا مال دمشق وسورية؛ وإما هذه الأغنية النشاز المسماة "داعش" التي تطلب الحياة الآخرة في الحياة الدنيا، وصار لها بالسيف والخنجر، كما في تكنولوجيا وسائل الاتصال "دولة" ولهذه الدولة صار لها بئر نفطية ومطار حربي، وطائرة سوخوي، أيضاً، وصواريخ ودبابات من الغنائم.. وسبايا، كما ليس لحركات وميليشيا تفرعت من الحركات الإسلامية الأصولية الشيعية والسنية المتناحرة، التي دفعت بالحركات الليبرالية المعارضة المسلحة إلى وراء المسرح، وهذه والنظام دفعا للوراء بأروع حركات الاحتجاج الشعبي في بداية الربيع العربي بسورية.
مأساة بلاد "يا مال الشام" (وهي الوحيدة بين الدول العربية التي تجمع شيئاً من الزراعة، إلى شيء من الصناعة، إلى شيء من التجارة، إلى شيء من السياحة) أن نظامها غبي وجائر، وحركات المعارضة الإسلامية أكثر منه غباءً وبطشاً!
لو حارب نظام سورية إسرائيل ما كانت الحرب ستفعل في سورية ما فعل الاحتراب. لو سالم النظام السوري إسرائيل في الجولان، لدفع ليس أكثر مما دفعته مصر والأردن.
النظام هذا صدق كذبته بأن هدف حرب حزيران 1967 كان إسقاطه، وليس احتلال الأرض والسيطرة على المياه. لم يلتحق بكامب ديفيد المصري ـ الإسرائيلي.. فلحق به وبشعبه وبلاده خراب عميم!
في الشمال والشرق هناك "داعش" وفي الجنوب صار هناك "النصرة" على خطوط فصل القوات في الجولان.. وفي الأخبار حرب كرّ وفرّ، وأن النظام "حرّر" وأن المعارضة "احتلت"، وأن دول الجوار ودول العالم تدخلت أو تفكر في التدخل.. "الطاسة ضايعة"!
ماذا بقي من الشام؟ من دمشق؛ من سورية غير أجمل كلمات نشيد وطني عربي وفيه "عرين العروبة حمى لا يُضام".
أين سورية من العروبة؛ والعروبة من سورية.. وأين ربيع دمشق الموؤود عام 2005 من تراجيديا الربيع العربي في سورية؟
"ما في بعد الشام"
تعقيباً على عمود، الأمس، الثلاثاء:
Abeer Haidar: فرحت أنك تتابع ما أكتب يا حسن.. تأثرت بالمقال، ويا رب يرجعوا ولاد سورية قريباً للبلد.. ما في بعد الشام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية الدراما على الشاشة؛ التراجيديا على الأرض سورية الدراما على الشاشة؛ التراجيديا على الأرض



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday