رهان إيراني على شلل إدارة ترامب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

رهان إيراني على شلل إدارة ترامب

 فلسطين اليوم -

رهان إيراني على شلل إدارة ترامب

بقلم : خير الله خير الله

يعطي إعلان إيران عن إنتاج طائرة حربية جديدة فكرة عن مدى الإفلاس الإيراني. تبيّن أن الطائرة من طراز “أف- 5″ أميركية الصنع من بقايا السلاح الذي استورده الشاه من الولايات المتحدة في سبعينات القرن الماضي. كانت المملكة العربية السعودية تمتلك عددا لا بأس به من هذه الطائرات. أهدت سربا منها لليمن الشمالي في عهد علي عبدالله صالح في العام 1979 عندما دخل في تلك السنة، بعد عام فقط على توليه الرئاسة، في مواجهة مع اليمن الجنوبي الذي كان مدعوما إلى أبعد حدود من الاتحاد السوفياتي. بل كان اليمن الجنوبي في تلك المرحلة مجرّد موطئ قدم لموسكو في شبه الجزيرة العربية.

يعطي الإعلان عن تطوير إيران لمثل هذه الطائرة واعتبار أنّها طائرة حديثة فكرة عن حال الانفصام التي يعيشها النظام في طهران مع اقتراب السنة الأربعين لقيامه على أنقاض ما كان يمكن أن يكون دولة حديثة من بين الأكثر تطورا بين دول العالم الثالث. حال دون استمرار تلك الدولة تردّد محمّد رضا بهلوي الذي أمضى السنوات الخمس الأخيرة من حكمه يعاني من مرض السرطان الذي ما لبث أن انتصر عليه بعد خروجه إلى المنفى.

مثل هذه الطائرة ليست سلاحا إيرانيا حديثا يمكن استخدامه في أي مواجهة مع الولايات المتحدة. مثل هذه الطائرة ليست سوى خدعة تستخدم للاستهلاك الداخلي في إيران وإقناع بعض الجهلة، وما أكثر هؤلاء، بأنّ هناك مجالا لإقامة توازن استراتيجي مع الولايات المتحدة. مثل هذا التوازن ليس واردا في أيّ وقت وفي أيّ ظروف. ليس لدى النظام في إيران ما يقدّمه في مجال التكنولوجيا المتطورة. لديه القدرة على الإيذاء، إيذاء الإيرانيين ودول الجوار ودول المنطقة، من جهة والقدرة على الاستفادة من الغباء الأميركي من جهة أخرى.

يمكن للنظام الإيراني أن يستفيد هذه الأيّام من احتمال تعرّض دونالد ترامب لمشاكل داخلية، خصوصا بعد قبول محاميه السابق مايكل كوهين أن يكون “مذنبا” في قضية مرفوعة ضده مرتبطة بالتهرب من دفع الضرائب. مثل هذه القضية يمكن أن تكون مرتبطة بترامب نفسه الذي استطاع إلى الآن تحصين نفسه في مواجهة كلّ الحملات التي تعرّض لها، بما في ذلك الدعم الروسي في حملته الرئاسية التي كان يواجه فيها هيلاري كلينتون.

 ليس سرّا أن الرئيس فلاديمير بوتين كان يفضّل دونالد ترامب على هيلاري التي ارتكبت خطأ التحريض عليه في الداخل الروسي. لدى بوتين رعب من التحريض على قيام تظاهرات كبيرة في المدن الروسية سيجد أنّ عليه قمعها بالقوّة. لديه هاجس سقوط جدار برلين عندما كان ضابطا في الاستخبارات شاهد بنفسه كيف استطاع جمهور كبير تغيير التاريخ بمجرد تحطيمه الجدار الذي كان يفصل بين الشرق والغرب في تلك المدينة. كان ذلك إيذانا بانتهاء الحرب الباردة وبدء العدّ العكسي لتفكّك الاتحاد السوفياتي.

يمكن لإيران الإفلات من دونالد ترامب في حال اشتد الخناق عليه في الداخل الأميركي، خصوصا بعدما بدأ القضاء الأميركي يلاحق أيضا أحد مساعديه المباشرين السابقين بول مانافورت المتورط في قضايا مرتبطة بإخفاء ملايين الدولارات بغية التهرّب من الضرائب.

إذا لم يلحق ضرر بترامب بسبب قضيتي كوهين ومانافورت، لن تقدّم الطائرة التي أعلن الرئيس حسن روحاني عن إنتاجها تحت اسم “كوثر” أو تؤخر. ما سيقدم أو يؤخر هو المأزق الذي سيجد ترامب نفسه فيه بسبب محاميه السابق ومساعده السابق مانافورت الذي لعب دورا كبيرا في إيصاله إلى الرئاسة.

متى عرضنا الموقف الأميركي من إيران منذ وصول آية الله الخميني إلى طهران في شباط – فبراير 1979 وحتّى قبل ذلك، نجد أنّ التواطؤ كان السمة التي ميّزت تصرفات كل الإدارات الأميركية مع إيران. في البداية كان عهد جيمي كارتر الذي سكت عن احتجاز إيران ديبلوماسيي السفارة الأميركية في طهران طوال 444 يوما.

 كشف كارتر الضعف الأميركي الذي شجع إيران على الذهاب بعيدا في تحديها لأميركا وصولا إلى المشاركة الفعّالة مع إدارة جورج بوش الابن في تغيير التوازن الإقليمي بعد التخلص من نظام صدّام حسين، الغبيّ الآخر الذي قاوم إيران ونظامها بين 1980 و1988 وانتهى ألعوبة في يدها بعد ارتكاب جريمة احتلال الكويت في العام 1990.

هناك للمرّة الأولى منذ 1979 إدارة أميركية تعرف تماما ما هو النظام الإيراني. تختلف هذه الإدارة كلّيا مع إدارة باراك أوباما التي تغاضت كليا عن نشاطات إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفي كلّ مكان تعمل فيه إيران من اجل إثارة الغرائز المذهبية.

تكمن أهمّية إدارة ترامب في أنّها لا تتغاضى عن النشاط الخارجي لإيران ولا عن تطوير صواريخ باليستية تطلق حاليا من اليمن في اتجاه المملكة العربية السعودية. فوق ذلك كلّه، بدا أنّ هناك فهما أميركيا لما هو على المحكّ في العراق حيث تحاول إيران فرض حكومة موالية لها وربّما إعادة نوري المالكي إلى موقع رئيس الوزراء.

ليست قوّة إيران في السلاح الذي تصنعه. معروف مصدر معظم ّ ما تملكه من تكنولوجيا، بما في ذلك تكنولوجيا الصواريخ. هذا المصدر هو كوريا الشمالية ولا أحد غيرها. لم تتخذ الولايات المتحدة في أيّ يوم قرارا بالدخول في مواجهة مع إيران قبل وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. أكثر من ذلك، فتح ترامب كلّ ملفات إيران المرتبطة بالإرهاب. بدأ بالكلام عن احتجاز ديبلوماسيي السفارة الأميركية في طهران ووصل إلى نشاطات إيران في العراق ولبنان وسوريا مرورا بتفجير السفارة الأميركية في بيروت في العام 1983 وتفجير قاعدة المارينز قرب مطار العاصمة اللبنانية في تلك السنة أيضا.

هل يحصل التغيير الكبير في واشنطن ويدخل الرئيس الأميركي في دوامة مشاكل داخلية سيكون صعبا عليه الخروج منها. يمكن لهذه المشاكل، خصوصا أنّ مانافورت كان في مرحلة معيّنة مدير الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي، أن تشلّ الإدارة كلّيا.

استطاعت إيران اختراق كل الإدارات الأميركية منذ 1979. حققت انتصارا تاريخيا على العراق في العام 2003 بفضل جورج بوش الابن الذي لم يدرك معنى سقوط هذا البلد العربي وانعكاس ذلك على التوازن التاريخي بين العرب والفرس في الشرق الأوسط.

ليس الخوف من إيران بسبب طائرة “كوثر” التي تضحك أكثر مما تبكي. الخوف من شلل في واشنطن تستطيع طهران الاستفادة منه إلى أبعد حدود، على غرار استفادتها من إدارة باراك أوباما.

مثل هذا الشلل سيجعل إدارة دونالد ترامب أشبه ببطة عرجاء لفترة طويلة على الرغم من كل الجهود التي بذلها الفريق المحيط بالرئيس الأميركي لبناء سياسة متماسكة تضع حدّا للمشروع التوسّعي الإيراني الذي لا همّ له سوى تفتيت كل دولة من الدول العربية في المنطقة خدمة لمشروع توسّعي يريد الظهور في مظهر القادر على إنتاج طائرات تنافس الطائرات الأميركية، طائرات تخلت عنها المملكة العربية السعودية قبل أربعين عاما!

المصدر : العرب

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رهان إيراني على شلل إدارة ترامب رهان إيراني على شلل إدارة ترامب



GMT 03:23 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

ستون عاماً على الزلزال السوري

GMT 07:48 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

الحقد … بديل رفيق الحريري

GMT 06:52 2020 الخميس ,02 تموز / يوليو

هروب الدولار من لبنان

GMT 06:21 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

رهان عربي على مصر.. من ليبيا

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday