بين دونالد ترامب… ودوايت  أيزنهاور
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

بين دونالد ترامب… ودوايت أيزنهاور

 فلسطين اليوم -

بين دونالد ترامب… ودوايت  أيزنهاور

بقلم : خير الله خير الله

لا مكان في الشرق الأوسط والخليج إلّا لدونالد ترامب، وما إذا كانت جولته الخليجية ستجيب عن السؤال الأساسيّ: من رئيس الولايات المتّحدة، المقيم في البيت الأبيض… أم بنيامين نتنياهو؟ يتعلّق الأمر بالدور القيادي الأميركي في المنطقة والعالم، وما إذا كان في استطاعة دونالد ترامب تأكيد أنّ اليمين الإسرائيلي، بقيادة رئيس الحكومة الحالي، بأجندته المخيفة، لا يتحكّم بالسياسة الأميركية، لا في الشرق الأوسط ولا في الخليج.

المطروح خلال وجود دونالد ترامب في المنطقة موضوع النظرة الأميركيّة للشرق الأوسط والخليج في إطار يتجاوز المنطقتين. يرتبط هذا الإطار بما إذا كان في استطاعة دونالد ترامب أن يكون الرئيس دوايت أيزنهاور الآخر الذي امتدّ عهده بين 1953 و1961.

يفرض السؤال، المتعلّق بالدور القيادي الأميركي، نفسه في ضوء قول نتنياهو لأحد الزعماء العرب في الماضي القريب: “لماذا تذهب إلى واشنطن؟… من الأفضل لك المجيء إلى عندي. أنا رئيس الولايات المتّحدة الأميركية”. هل آن أوان وضع ترامب حدّاً لعنجهية رئيس الوزراء الإسرائيلي التي يبدو أنّها من النوع الذي لا حدود له، خصوصاً أنّه يؤمن بإمكان تصفية القضيّة الفلسطينية.

مثل هذا الإيمان بتصفية القضيّة الفلسطينية مستحيل، لا لشيء إلّا لأنّ القضيّة، بغضّ النظر عن الفشل الذي يجسّده محمود عبّاس (أبو مازن) و”حماس” في آن، لا يلغي وجود الشعب الفلسطيني بأيّ شكل. أكثر من ذلك، لا مجال للاستقرار الحقيقيّ في المنطقة كلّها من دون تسوية سياسية تأخذ في الاعتبار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. تشهد على ذلك الأحداث التي تهزّ المنطقة، وهي أحداث في أساسها رعونة “حماس” التي شنّت هجوم “طوفان الأقصى” انطلاقاً من قطاع غزّة في السابع من أكتوبر (تشرين الأوّل) 2023. من هنا يأتي تأكيد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بالأمس في مؤتمر صحافي بعد انتهاء زيارة ترامب على الموقف السعودي الثابت بشأن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. مما يؤكّد أنّ دول الخليج داعمة ومتماسكة في مسعاها لقيام دولة فلسطين…
ليس مستبعداً أن يعيد التاريخ نفسه عن طريق جعل رئيس الولايات المتّحدة إسرائيل تأخذ حجمها الطبيعي

الرّئيس الحقيقيّ للولايات المتّحدة

من المتوقّع أن تكشف الجولة الخليجية لترامب مَن الرئيس الحقيقي للولايات المتّحدة في ضوء نجاح “بيبي” في السنوات الماضية، خصوصاً في عهد باراك أوباما، في تأكيد أنّه يمتلك في مجلسَي الكونغرس (مجلس الشيوخ ومجلس النوّاب) نفوذاً يفوق نفوذ المقيم في البيت الأبيض. في عام 2011، خطب “بيبي” في الكونغرس وتفادى، عن قصد، المرور على البيت الأبيض، أقلّه للسلام على باراك أوباما. تحدّى نتنياهو رئيس الولايات المتّحدة في عقر داره من دون أن يرفّ له جفن!

ترامب

كشفت أحداث الأيّام الأخيرة أن ليس في الإمكان الاستخفاف بدونالد ترامب. أجرت إدارته، في قطر، مفاوضات مباشرة مع “حماس” من خلف ظهر نتنياهو واستطاعت إخراج الجندي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسيّتين الأميركية والإسرائيلية من الأسر. أفهم ترامب “بيبي” أنّه ليس باراك أوباما، بل يمكن أن يصير دوايت أيزنهاور الذي أجبر الإسرائيليين على الانسحاب من سيناء في عام 1956. وقتذاك، علم أيزنهاور متأخّراً بالعدوان الثلاثي على مصر، في ضوء تأميم جمال عبدالناصر لقناة السويس. أجبر أيزنهاور البريطانيين والفرنسيين على الانسحاب من مدن القناة وأجبر إسرائيل على الانسحاب من سيناء بعد انضمامها إلى بريطانيا وفرنسا في حملة عسكرية تستهدف تأديب عبدالناصر.

كانت حجّة أيزنهاور، قائد القوّات الأميركيّة في الحرب العالميّة الثانية، أنّه لا يحقّ لبريطانيا وفرنسا شنّ حرب من نوع حرب السويس من خلف ظهر الولايات المتّحدة وبالتفاهم مع إسرائيل. كانت رسالته أنّه يوجد نظام دولي جديد لا بدّ من احترامه. لم يكن ممكناً تحقيق انتصار للحلفاء على هتلر من دون الجيش الأميركي.
المطروح خلال وجود دونالد ترامب في المنطقة موضوع النظرة الأميركيّة للشرق الأوسط والخليج في إطار يتجاوز المنطقتين

أمر أيزنهاور رئيس الوزراء البريطاني أنتوني إيدن بوقف حملة السويس وانسحاب الجيشين البريطاني والفرنسي من منطقة قناة السويس وإخلاء إسرائيل لسيناء. لم يضطرّ إلى التدخّل شخصيّاً في ذلك. تولّى وزير الخارجية جون فوستر دالاس ذلك. قال الوزير الأميركي لإيدن ما معناه أنّه إذا لم يحصل الانسحاب البريطاني – الفرنسي من السويس، لن يعود الجنيه الإسترليني صالحاً لغير تلميع الأحذية. لم يجد دالاس حاجة إلى الاتّصال بالجانب الفرنسي من أجل تنفيذ تعليمات أيزنهاور.

التّاريخ يعيد نفسه

ليس مستبعداً أن يعيد التاريخ نفسه عن طريق جعل رئيس الولايات المتّحدة إسرائيل تأخذ حجمها الطبيعي. في النهاية لم يكن في استطاعة إسرائيل الذهاب بعيداً في حربها على غزّة ثمّ القضاء بشكل شبه نهائي على “الحزب” من دون الدعم الأميركي الذي أخذ أشكالاً عدّة. لن تستطيع إسرائيل منع “الجمهوريّة الإسلاميّة” من امتلاك سلاح نووي من دون دعم عسكري وسياسي أميركي.

تبقى إسرائيل إسرائيل وتبقى أميركا أميركا. تحكّم بنيامين نتنياهو بالقرار الأميركي منذ خروج بيل كلينتون من البيت الأبيض. كان كلينتون آخر رئيس أميركي يحاول بالفعل إيجاد تسوية سياسية تعيد للفلسطينيين بعضاً من حقوقهم. فعل ذلك عندما جمع ياسر عرفات وإيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتذاك، في منتجع كامب ديفيد في عام 2000. كان ذلك في آخر ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة.
كشفت أحداث الأيّام الأخيرة أن ليس في الإمكان الاستخفاف بدونالد ترامب

تغيُّر في المزاج الأميركيّ

ستكون خطوة دونالد ترامب الأخيرة المتمثّلة بإطلاق الجندي الأميركي– الإسرائيلي، والتي سبقها فتح مفاوضات أميركية – إيرانية بوساطة من سلطنة عمان، مؤشّراً إلى تغيّر في المزاج الأميركي تجاه إسرائيل وشخص بنيامين نتنياهو بالذات.

يُفترض أن تكشف الأيّام القليلة المقبلة هل يستطيع دونالد ترامب السير على طريق دوايت أيزنهاور في ضوء اكتشافه أنّ لدى الولايات المتّحدة، بين الدول العربية وفي مقدّمها المملكة العربيّة السعودية، حلفاء تاريخيّين في المنطقة، وأنّ لهؤلاء وزناً لا يمكن تجاهله… في حال كان يريد بالفعل السير في شعار “لنجعل أميركا عظيمة مجدّداً”. لا يمكن لأميركا أن تكون عظيمة في حال نظرت إلى العالم من زاوية مصلحة اليمين الإسرائيلي و”بيبي” نتنياهو بالذات!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين دونالد ترامب… ودوايت  أيزنهاور بين دونالد ترامب… ودوايت  أيزنهاور



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:12 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 06:05 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ديلما روسيف تكشف حقيقة ما جرى وتدحض اتهامات الفساد

GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:33 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارج الأسد الأفريقي ضمن الأنواع المهددة بالإنقراض

GMT 21:37 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 17:47 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ريم قشمر تختار الفساتين القصيرة لتصميماتها في 2017

GMT 20:29 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العقيد سرور يؤكد استعداد الشرطة البحرية لمواجهة موسم الشتاء

GMT 00:41 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة مي عز الدين تفند شائعات ارتباطها بأحد رجال الأعمال

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

اتبعي الطرق الصحية لتنظيف فراشك مرة كل شهر

GMT 02:29 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم رائعة من السيراميك الأنيق للمنازل بتوقيع "الشريف"

GMT 22:38 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

جالطة سراي يضمّ ماريانو لصفوف الفريق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday