عندما ترتد لعبة تصدير الإرهاب على إيران
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عندما ترتد لعبة تصدير الإرهاب على إيران

 فلسطين اليوم -

عندما ترتد لعبة تصدير الإرهاب على إيران

بقلم :خير الله خير الله

لا يمكن إلا إدانة أي عمل إرهابي بغض النظر عن الطرف الذي تعرّض لمثل هذا العمل. الإرهاب اسمه الإرهاب ولا شيء آخر غير ذلك. الأهم من ذلك كلّه، أنه لا يمكن إيجاد أي تبرير للإرهاب حتى عندما يضرب في طهران وحتّى عندما تكون إيران، بمشاركة النظام السوري، لعبت دورا في قيام “داعش”، وهو التنظيم المشكو منه والذي يبدو أنّه وراء الهجومين على مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) وعلى مرقد آية الله الخميني مؤسس “الجمهورية الإسلامية” في إيران.

قتل ما لا يقل عن اثني عشر شخصا في الهجومين الإرهابيين وأعلن “داعش” مسؤوليته عنهما. هل هذا صحيح أم لا؟ لماذا اختار “داعش” أخيرا مهاجمة هدفين في طهران؟ هل توقيت الهجومين بريء؟ الأكيد أن الهجومين، في حال كانا حقيقيين، يمثلان تحديا لا سابق له للنظام الإيراني الذي اعتقد أنه يتحكم بالإرهاب في المنطقة، أكان هذا الإرهاب سنيا أو شيعيا.

هناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها، ولكن لنفترض حسن النيّة وأن إيران ضحية عملين إرهابيين يقف وراءهما “داعش”. هذا يعني، بكلّ بساطة، أنّه بات على إيران إعادة النظر في كلّ سياساتها في المنطقة نظرا إلى أنّ هذه السياسة تقوم على الاستثمار في إثارة الغـرائز المذهبية من جهة، وعلى الإرهـاب الذي تمارسه الميليشيات المذهبية التابعة لها أكان ذلك في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن… أو البحرين من جهة أخرى. هذه اللائحة، لائحة الميليشيات المذهبية الإيرانية التي تمارس الإرهاب، يمكن أن تطول وتشمل عددا أكبر من البلدان في ضوء النشاط الكبير الذي تقوم به إيران. تعمل إيران في غير منطقة من العالم، بما في ذلك أفريقيا. تعمل أيضا في أوروبا وأميركا، خصوصا في أميركا الوسطى والجنوبية، علما أن أفريقيا لا تزال من الأماكن المفضلة لديها، مع تركيز خـاص على شمال القـارة حيث الوجود العربي وصولا إلى بلدان مثل نيجيريا أو غامبيا…

منذ قيام النظام الإيراني الحالي، نجد لديه رغبة واضحة في زعزعة الاستقرار في المنطقة. لم تستطع إيران السيطرة على المنطقة سلما في يوم من الأيام، لذلك عملت على اختراقها معتمدة على كل من شأنه إثارة الغرائز بكلّ أنواعها، فضلا بالطبع عن المتاجرة بالقضية الفلسطينية من أجل إحراج العرب والمزايدة عليهم. هناك دليل على ذلك هو “يوم القدس” في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان. تنظم إيران تظاهرات في “يوم القدس”، لكنّه لم يوجد من يسألها ماذا فعلت من أجل القدس غير القيام بكل ما من شأنه إفشال ياسر عرفات، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، الذي سعى إلى تسوية تشمل القدس واستعادة القسم الشرقي من المدينة في إطار صفقة شاملة معقولة ومقبولة، كان يطمح إليها، تؤمن الحدّ الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني.

مرة أخرى، لا يمكن إلا إدانة الإرهاب الذي ضرب إيران هذه المرة. كان ملفتا أن عددا لا بأس به من الزعماء العرب لم يتردد في إرسال التعازي إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، علما أن المسؤولين العرب الذين يمتلكون حدّا أدنى من الوعي يعرفون تماما طبيعة العلاقة القائمة بين طهران والإرهاب، بما في ذلك “القاعدة” و“داعش”

بعيدا عن الذي حصل في طهران وما إذا كان ذلك حقيقيا أم لا، وبعيدا عن الاتهامات التي وجّهها عدد من المسؤولين الإيرانيين إلى جهات عربية، على رأسها السعودية، هناك تساؤل مرتبط بالتوقيت. هل شعرت إيران أنّ الولايات المتحدة باتت بعد قمم الرياض، وما صدر عنها من مواقف جدية، حاسمة في موقفها منها ومن دورها في دعم الإرهاب بكل أشكاله؟

يمكن أن يكون الموضوع كله مرتبطا بأن إيران تجد نفسها للمرّة الأولى أمام إدارة أميركية تعرف تماما تاريخ العلاقة بين كلّ ما له علاقة بالإرهاب في المنطقة، وبين “الجمهورية الإسلامية” منذ اليوم الأول لإعلانها. هذه الجمهورية الإسلامية لم تكن بعيدة عن الاضطرابات التي شهدتها المنطقة الشرقية من السعودية، وهي منطقة ذات أكثرية شيعية، في وقت كان المتطرف جهيمان العتيبي يسيطر مع مسلحيه على الحرم المكّي الشريف. من لديه أدنى شكّ في أنّ الحدثين لم يحصلا في معرض الصدفة يستطيع العودة إلى كتاب “حصار مكة” لياروسلاف توفيموف الصحافي في “وول ستريت جورنال” الذي يغطي بالتفاصيل المملة تلك العلاقة بين حصار مكة وما حدث في المنطقة الشرقية من السعودية بتأثير من قيام “الجمهورية الإسلامية” في إيران. إنها تغطية تساعد في فهم العلاقة العميقة التي قامت باكرا بين الإسلام السنّي المتطرّف والإسلام الشيعي الذي كان ينادي به الخميني والذي لا يزال يتحكّم بإيران.

هناك فرصة لإيران كي تؤكّد أنها تستطيع أن تلعب دورا بناء على الصعيد الإقليمي، بدل السعي إلى استغلال الخلافات الخليجية للشماتة بأهل المنطقة. فقطر دولة مهمّة بين دول الخليج إذا أخذنا في الاعتبار ما تملكه من ثروات، لكن قطر لا يمكنها أن تكون حصان طروادة لإيران في داخل دول مجلس التعاون، حتّى لو شاءت ذلك نظرا إلى أن الموقف الذي اتخذه منها زعماء الخليج لم يترك مجالا لأيّ تراجع من أي نوع كان.

ليس أمام إيران سوى أن تنصرف إلى شؤونها الداخلية والتوقف عن ممارسة سياسة الهروب إلى خارج حدودها. الهجومان الإرهابيان، أكانا صحيحين أو مزيفين، يشكلان جرس إنذار لطهران. فمن يستثمر في الإرهاب لا يستطيع أن يكون في منأى هذا الإرهاب عاجلا أم آجلا. في الماضي القريب، استثمرت الولايات المتحدة عبر أجهزتها الأمنية في أسامة بن لادن إبان الاحتلال السوفياتي لأفغانستان في ثمانينات القرن الماضي. كانت النتيجة انقلاب السحر على الساحر في بداية القرن الواحد والعشرين عندما حصلت غزوتا واشنطن ونيويورك في أيلول- سبتمبر 2001.

ما نشهده في هذه الأيام هو انقلاب الاستثمار الإيراني في الإرهاب بكل أشكاله على إيران نفسها. من يساهم في قيام “داعش” ومن يسهّل استيلاء “داعش” على الموصل عندما كان رجل إيران في بغداد، أي نوري المالكي رئيسا للوزراء في العراق في مثل هذه الأيام من العام 2014، يجب أن لا يستغرب انقضاض مثل هذا التنظيم المتوحش على الذين صنعوه. هذا كلّ ما في الأمر. هل تتحمّل إيران مسؤولياتها أم أن النظام فيها لا يستطيع العيش خارج لعبة الهروب إلى خارج أراضيه، وهي لعبة ارتدت على إيران نفسها نظرا إلى صعوبة القدرة على ممارستها من قبل أي دولة من الدول باستمرار. هناك دول أكبر من إيران مارست هذه اللعبة الخطرة. كانت النتيجة أنّها لم تسلم من عواقبها في يوم من الأيّام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما ترتد لعبة تصدير الإرهاب على إيران عندما ترتد لعبة تصدير الإرهاب على إيران



GMT 03:23 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

ستون عاماً على الزلزال السوري

GMT 07:48 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

الحقد … بديل رفيق الحريري

GMT 06:52 2020 الخميس ,02 تموز / يوليو

هروب الدولار من لبنان

GMT 06:21 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

رهان عربي على مصر.. من ليبيا

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday