القنبلة والقرار
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

القنبلة والقرار

 فلسطين اليوم -

القنبلة والقرار

د.فايز ابو شمالة

القنبلة، لفظة يعشقها الفلسطينيون المقهورون بالخذلان، والقنبلة في المفهوم الفلسطيني العام تعني المواجهة والتحدي والكرامة ورفض الظلم، وللقنبلة تأثير معنوى على مزاج شباب فلسطين، الذي يشعر بالفخر والزهو، وهو يحمل القنبلة، ويلقي بها على تجمعات العدو، لذلك اختار السيد محمود عباس لفظة قنبلة، وأقحمها في مسيرته التفاوضية مع الإسرائيليين، فقال: سألقي قنبلة خلال خطابي أمام الجمعية العامة، ولست مستعداً للكشف عن محتواها الان.
فهل استخدام السيد محمود عباس للفظة القنبلة فيه تعويض عن نقص، أم فيه مباهاة ومنافسة لخصومة السياسيين الذين يكثرون من استخدام الألفاظ القتالية الدالة على المقاومة والتحدي، فأراد الرجل أن ينافس في هذا المضمار، فجرد قنابله اللفظية من غمدها؟
أزعم أن استخدام لفظة قنبلة سيوفر لشباب حركة فتح مادة نقاش حارة، لأن هذه اللفظة ستمكنهم من منافسة خصومهم السياسيين في التنظيمات الأخرى، ولاسيما أولئك الذين يتفاخرون ليل نهار بأنهم قصفوا تل أبيب، وأنهم يتدربون على السلاح، ويحملون القنابل، ويطلقون القذائف، في الوقت الذي جرد فيه السيد عباس شاب حركة فتح من سلاحهم، ومنع عليهم التدرب على المواجهة المسلحة، من هنا فإن استخدام لفظة قنبلة بالمفهوم السياسي تحمل رداً شافياً، وتؤكد أن لدى جميع التنظيمات قنابل، وبغض النظر إن كانت قنابل تتفجر في ميادين المواجهة مع العدو الإسرائيلي، أو كانت قنابل تتفجر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كل ما سبق من تفسير قد جاء على هامش مقالي هذا، فلم أكن حريصاً على تفسير المدلول النفسي للفظة قنبلة، وبالتأكيد لا أقصد بمقالي هذا تسليط الضوء إلى المفاجأة في قنبلة السيد عباس؛ والتي فسرها البعض بالتخلي عن اتفاقية أوسلو، ووقف التنسيق الأمني، وترجمها البعض بالإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية، وبالغ البعض حتى قال: إن القنبلة هي الإعلان عن نهاية المفاوضات المباشرة، وطلب التحكيم الدولي في النزاع مع الإسرائيليين.
إن ما قصدته بمقالي هذا عن القنبلة هو التأكيد على حجم الغياب السياسي الذي يعاني منه أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، ولاسيما أن بعضهم قد أظهر جهلاً مريباً بمحتويات القنبلة التي سيلقيها السيد عباس، إنه الجهل الذي يشكل إهانة للصف القيادي الذي لا يدري عن أمر فلسطين شيئاً، وصار يجتهد في حل اللغز، هذا الجهل بمضمون القنبلة ينسحب على معظم أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة؛ الذين أثبتوا أنهم في هذا المضمار أطفال أبرياء، وليس لهم دراية بفن القيادة، وهذا بدوره ينسحب على كل اعضاء المجلس المركزي وأعضاء المجلس الوطني الذين يرقدون على البيض، دون معرفة من تحت أي دجاجة قد تم جمعه.
وبغض النظر عن فحوى قنبلة السيد محمود عباس، وبغض النظر عن صداها ودويها في الأوساط السياسية، فإن أهم ما يميز القنبلة هو الاعتراف الرسمي بغياب المؤسسات الفلسطينية، والاستعاضة عنها بشخص الرئيس، ليصير القرار الفلسطيني في قبضة رجل واحد اسمه محمود عباس، ويصير مصير الشعب الفلسطينية كله محكوم بمزاج هذا الرجل الذي نجح في اختزال تضحيات الشعب الفلسطيني وتاريخيه وعذاباته وقراره بشخصية الرئيس.
من حق البعض أن ينفي عن الرئيس تهمة التفرد بالقرار، ومن حق البعض أن ينفي غياب المؤسسات الفلسطينية عن القرار، ولكن من حقنا على هذا البعض أن يرشدنا إلى المؤسسة أو اللجنة التي ناقشت مضمون ومحتويات القنبلة مع السيد محمود عباس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القنبلة والقرار القنبلة والقرار



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday