إيران بعد اتفاق لوزان
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

إيران بعد اتفاق لوزان

 فلسطين اليوم -

إيران بعد اتفاق لوزان

د.فايز ابو شمالة

ذكرت مصادر إسرائيلية أن أمريكا العظمى تنتظر التوقيع على اتفاقية لوزان مع إيران بلهفة، وأكدوا أن أمريكا تبدي ليونة غير معهودة في المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الإيراني.
فما الذي يكمن وراء هذه اللهفة الأمريكية؟ هل هو الضعف الأمريكي، أم هو التخوف من القوة الإيرانية الصاعدة التي لا تقهر؟
قد يترجم البعض اللهفة الأمريكية خذلاناً لدول الشرق الأوسط وانحيازاً لإيران؟ وقد يدعي البعض أن هنالك مؤامرة أمريكية لتقاسم البلاد والعباد والمصالح في الشرق بين أمريكا وإيران، وقد يتشكك البعض بالسياسة الأمريكية إلى حد الاتهام بأنها تقوم بتسليم المنطقة إلى إيران بعد أن استغنت عن نفط العرب، ولن تصير أمريكا حارساً لمصالح الصين واليابان.
كثيرة هي التأويلات لمضامين اللهفة الأمريكية لانجاز اتفاق الملف النووي مع إيران، ولكنني أزعم أن اللهفة الأمريكية على إرضاء إيران قد بدأت منذ الغزو الأمريكي للعراق، من تلك اللحظة التي سلمت فيها أمريكا مقدرات العراق عن وعي ودراية إلى إيران، بهدف تشجيعها على التوسع في المنطقة، ومن ثم التمكين في أكثر من بلد عربي، ولا يأتي ذلك من منطلق الحب والحنان على دولة إيران، وإنما من منطلق التحريض الطائفي الهادف إلى استنهاض السنة، وحثهم على مواجهة الشيعة، لتحترق بالحرب الطائفية المنطقة وفق مخطط رامزفيلد وكندليزارايس.
الحرب الطائفية هي غاية المصالح الأمريكية في هذه المرحلة، وقد بدأت الحرب الطائفية على أرض العراق قبل عشر سنوات، واتسعت بالتدريج حتى تجاوزت سوريا ولبنان ووصلت حدود اليمن، إنها الحرب الطائفية التي رعتها أمريكا، وعملت لها سنوات، ووقع الجميع في فخها، ولن يجني ثمارها إلا أمريكا نفسها، ولن يزدهر من خرابها للأرض العربية والإسلامية إلا إسرائيل.
إن الإحساس الإيراني بنشوة القوة والانتصار لن يجلب لها الهدوء في الشرق، بمقدار ما سيفجر روح العداء والتنافس، فالضد يظهر حسنة أو قبحه الضد، والصعود الإيراني وقوة هذا البلد ستثير حنق وغضب جيرانها الذين بدءوا يشعرون بالخطر، وبدءوا بترتيب التحالفات لمواجهة الدولة الإيرانية أو الفارسية التي تمددت في المنطقة تحت سمع وبصر أمريكا. وستكون إيران بعد اتفاق لوزان أقل عداء للغرب وأمريكا مع مزيد من الأعداء في الشرق، وستدخل إيران مرحلة من الضائقة الاقتصادية جراء اتساع رقعة الحرب التي تخوضها بشكل مباشر أو غير مباشر، ولن ترى إيران الازدهار جراء رفع الحصار الاقتصادي المضروب عليها. 
بقى أن أشير إلى الخوف الإسرائيلي من توقيع الغرب على اتفاقية الملف النووي مع إيران، وهنا أزعم أن الغضب الإسرائيلي مردة إلى توجس الريبة من نتائج الحرب الطائفية التي اندلعت في المنطقة، والتي ستكون نتائجها تحت أسوأ الظروف لا تخدم دولة الإسرائيليين، فلا المذهب الشيعي يعترف بهذه الدولة ولا المذهب السني، فالخلاف المذهبي لا يلغي الصراع العقائدي. 
قبل الميلاد بثلاثمائة سنة تعاظم الحشد العسكري بين الدولة الفارسية المسيطرة على الشرق، وبين الدولة الأغريقية الصاعدة، والتي تسيطر على الغرب، وقبل اندلاع المعركة الحاسمة بين الطرفين، عرض القائد الفارسي "داريوس" صلحاً على الإسكندر المقدوني، بحيث يكون الشرق للدولة الفارسية، ويكون الغرب للدولة المقدونية، هذا العرض الذي استوجب النقاش في أعلى المستويات القيادية لدى الإغريق.
يقول لنا التاريخ: إن قادة الأغريق قد استحسنوا الفكرة، بعد مناقشتها من كل الزوايا، وقد وافق عليها "بارمينيو" النائب الأول للقائد الإسكندر المقدوني، الذي ظل يستمع إلى الآراء دون أن ينبس ببنت شفة، حتى سأله نائبة "بارمينيو"، فما رأيك أنت أيها قائد؟
كان رد الإسكندر حازماً حين قال: لو كنت بارمينيو لوافقت على مقترح داريوس، ولكنني الإسكندر المقدوني، الذي لن يوافق على تقاسم المصالح مع الفرس.
في القرن الواحد والعشرين لا أظن أمريكا ستوافق أن تكون بارمينو الإغريقي، ستظل أمريكا هي الإسكندر المقدوني، ولكن على طريقتها الخاصة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران بعد اتفاق لوزان إيران بعد اتفاق لوزان



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday