مزاعم باطلة و مآلات كارثية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

مزاعم باطلة.. و مآلات كارثية

 فلسطين اليوم -

مزاعم باطلة و مآلات كارثية

د. يوسف رزقة

تتبعت الغارات ( الأميركية الخليجية) المشتركة على تنظيم الدولة في العراق والشام، فوجدت أن جلّ الغارات المدمرة كانت تستهدف مصالح المواطنين السوريين والعراقيين المدنية، كمصافي النفط، ومعامل تكرير الغاز، و المؤسسات المدنية، والطرق، وشبكات الاتصال، ولم أجد بينها هدفا عسكريا بحتا على الإطلاق، سوى بعض العربات وناقلات الجند، وهنا برز في نفسي سؤال محير مثير، يقول: هل أعلنت أميركا الحرب على إرهاب تنظيم الدول، أم أعلنت الحرب على ما يخدم المواطنين والسكان المدنيين في الأرض الواقعة تحت سلطة تنظيم الدولة، مما هو عادة ملك للشعب بغض النظر عن الحاكم؟!
أميركا ومعها دول التحالف، يزعمون أنهم بقتال تنظيم الدولة، يقدمون خدمات للشعب السوري، والعراقي، ولشعوب الأرض قاطبة، بل وللإسلام أيضا، ويوفرون الأمن للجميع ؟! ، ولكن هذا الزعم لا يبدو واقعيا ولا منطقيا، لأن هدم أبار النفط، وتدمير مصافيه، وتدمير المؤسسات ذات المنافع المزدوجة هو تدمير لأملاك الشعب، وحاضره، ومستقبله، ولا أجد سوريا أو عراقيا منتفعا من هذه المصافي، والمؤسسات مسرورا بهذا القصف أو معجبا به، حتى ولو كان من خصوم تنظيم الدولة.
إن استراتيجية الهدم والتدمير التي سلكها التحالف، لا تقضي على تنظيم الدولة ولا تهزمه، ولكنها تقضي على الخدمات التي يتلقاها المواطن المدني من مؤسسات النفط والغاز وغيرها، ومن ثم تتزايد حمى الكراهية لأميركا وحلفائها، وتستقطب التنظيمات أعدادا جديدة اليها من الغاضبين، ممن تضررت حياتهم اليومية بالقصف والعدوان.
استراتيجية الهدم والتدمير من أجل هزيمة تنظيم الدولة، هي عينها استراتيجية الهدم والتدمير التي قامت بها اسرائيل في الحرب الأخيرة ضد حماس والمقاومة في غزة، فقد انتهت بتعظيم خسائر المدنيين وآلامهم، ولم تهزم حماس والمقاومة، بل زاد عدد الملتحقين الجدد بالمقاومة.
أن تتماهى إسرائيل وأميركا في استراتيجية القتل والهدم والتدمير الشامل فهذا أمر بدهي لا يثير استغرابي، ولكن أن يتماهى نظام الخليج العربي المشارك في هذه الاستراتيجية، وهو الوارث الطبيعي، أو قل هو الوارث الطبيعي المفترض لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال، فهو ما يثير الاستغراب والحنق، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخلفاء من بعده، رضي الله عنهم، المقاتلة من الجنود ألّا يهدموا بيتا، أو صومعة، والّا يقطعوا شجرة، وألّا يقتلوا مسالما،أو طفلا، أو امرأة عند قتالهم الجند من أعداء الله.
كيف بهذا التحالف (المثير لريبة والقلق عند المسلمين كافة)، أن يدعي خدمة الاسلام المعتدل، وخدمة المدنيين، ومناهضة التطرف، وهو الذي يبدأ القتال بتطرف شرس، ويدمر مصالح المواطنين اليومية، بحجة حرمان المقاتلين من البترول والغاز وغيره، في مخالفة صريحة لهدي رسول الله والخلفاء؟! بينما هو ينال بالهدم هذا النيل البليغ من المدنيين والسكان، بلا مبررات عسكرية قوية، غير خشيته من القتال البري، والمواجهة العسكرية رجلا لرجل. لقد كانت مآلات حرب أميركا والتحالف على العراق كارثية، عليه وعلى جيرانه، وبالتأكيد ستكون مآلات حرب أميركا الجديدة هذه الأيام كارثية أيضا لا على العراق وسوريا فحسب، بل وعلى السعودية والخليج على وجه الخصوص، وستكون اسرائيل هي الرابح الوحيد مما يجري الآن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مزاعم باطلة و مآلات كارثية مزاعم باطلة و مآلات كارثية



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday