كان أمة، ومدرسة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

كان أمة، ومدرسة

 فلسطين اليوم -

كان أمة، ومدرسة

د. يوسف رزقة

في مثل يوم أمس الثاني والعشرين من مارس ٢٠٠٤م كان استشهاد الشيخ المعلم والقائد أحمد ياسين رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. آمين. 
إننا حين نتحدث عن الشيخ في ذكرى استشهاده، نشعر بعظم ما فقدنا، وبجسامة ما فقدت الساحة الفلسطينية الكبيرة، فالشيخ رحمه لم يكن قائدا عاديا، بل مثل قيادة استثنائية في تاريخ فلسطين ، حيث تفرد بصفات القيادة بين أقرانه ومريديه، رغم أنه كان عليل البدن مقعدا. 
كان الشيخ قعيد البدن، لا قعيد الإرادة، لم يستسلم للمرض، بل غالبه وتغلب عليه بالصبر والتوكل على الله، فكان أكثر قادة حماس حركة وتجولا في واحات الدعوة في قطاع غزة، فلقد سابق أصحاء البدن فسبقهم بلا منازع، بل وأقام الحجة الشرعية على كل صحيح متكاسل، لذا رأيت الجميع يقف أمامه خجلا، حيث لم يترك رحمه الله عذرا لمعتذر. 
إننا اليوم حين نتذكر الشيخ ونفتقده، إنما نفتقد مدرسة كاملة، فلقد كان أمة، في حمل أمانة الدعوة لله، وكان أمة في قيادة التنظيم ، فقد كان نافذ الكلمة، تلتف القلوب حوله حبا وولاء، وكان يشمل الجميع من حوله بلطف شمائله، وحسن أخلاقه، ووجاهة ما يحمل من علم، وغيرة على الإسلام والدعوة لله. 
كان بيته قبلة يومية لأتباعه ولكوادر الحركة، وكان حديثه الدائم معهم عن الدعوة، وآليات جمع القلوب والأتباع، وكيفية إعداد الجيل لتحرير فلسطين، وتطهير الأقصى. إنك حين تستمع إلية وهو يتحدث عن الأقصى، أو عن تحرير فلسطين، تظن أنك أمام قائد عظيم لقوات كبيرة عظيمة، وأن التحرير قادم وقريب، وأنه سيتحقق في السنوات القليلة المتبقة من حياته. 
مدرسة الشيخ مدرسة التفاؤل القائم على التوكل وعلى العمل، وكان سلاح الإيمان هو أمضى سلاح امتلكه الشيخ في حياته، وكان هو أهم ما ورثه لأصحابه والقادة من بعده، فقد كان يتفقد إيمان من حوله من مساعديه كما يتفقد المرء مطالب نفسه، أو مطالب والديه وأبنائه، لذا كان يبادر الآخرين بالسؤال والاستفسار. وما كان يوما شاكيا، أو باكيا لوجع في بدنه، ولكنه كان يبكي أمة الإسلام ودعوة الإسلام، وقد ترجم بكاءه إلى عمل، فكانت كتائب القسام الأمل الذي سقاه أحمد ياسين دموع الغيرة على الدين والوطن بشكل فريد. 
مدرسة الشيخ مدرسة جهاد وتضحية، إنه جهاد الفقيه الوسطي، الذي لا يعرف غلوا، ولا مغالاة، ولا تطرفا، وكانت هذه المعايير الحاكمة لعملية الجهاد، هي سرّ النجاح الذي أودعه برفقه المعتاد في قادة كتائب القسام، وقادة حماس، ممن ساروا على درب الشيخ ممن قضوا نحبهم، وممن ينتظر. رحم الله الشيخ ، وأسكنه فسيح جناته، وعوض الله الأمة الأسلامية والشعب الفلسطيني عنه عوض خير ورحمة. آمين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كان أمة، ومدرسة كان أمة، ومدرسة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday