حين يلتصقون بالدولار تهبط المفاهيم
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حين يلتصقون بالدولار تهبط المفاهيم

 فلسطين اليوم -

حين يلتصقون بالدولار تهبط المفاهيم

د. يوسف رزقة

بينما اشتعل الحديث بين الفرقاء في الجلسة على أزمة الكهرباء وموجة الحر الشديد القادمة لغزة من شبه الجزيرة الهندية كما تقول الأرصاد الجوية، سال سائل من الحضور باستهجان : ( ما نوع القيادة الفلسطينية التي تتحكم في قرار السلطة الفلسطينية؟! ) كان السؤال بسيطا ولكن الحضور أبدوا عجزا في في الأجابة. قيادة السلطة عندنا في رام الله لا تقبل التعريف، ومن المستحيل وصفها بأوصاف معروفة أو متفق عليها، فهي فوق الوصف وفوق التعريف تماما كمشكلة كهرباء غزة التي لا تقبل تعريفا ولا وصفا، ولا حلا ؟! .
الحديث في كهرباء غزة هو حديث من يدخل في متاهة معقدة لها مخرج واحد ضيق لا يبين عن نفسه، وقد تلسعك حرارة الهند بلهيبها (فتزرب ) عرقا وزفرا وزنخا، من ضيق الطريق وطول المتاهة، التي تحمل علامات (صنع في المقاطعة في رام الله؟!). المقاطعة في رام الله تستولي على مال الشعب الفلسطيني ومقدراته وضرائبه وما يأتيه من منح وقروض ميسرة، ولا ترسل منها لغزة الجريحة غير النذر اليسير بعد أن تُدخل سكانها في متاهات مضلة، وامتحانات مذلة، واتهامات معيبة.
لماذا تتمتع الضفة الغربية بكهرباء دائمة على مساحة أربع وعشرين ساعة في اليوم والليلة بلا انقطاع؟! ولماذا لا تعاني مصانع رام الله ونابلس والخليل من انقطاع الكهرباء، وأصحابها لا يحتاجون مولدات كهرباء بديلة؟! بينما غدت المولدات الكهربائية البديلة هي الأساس والأصل في غزة ؟! . أصحاب مزارع الدجاج البياض واللاحم فقدوا جلّ ما عندهم في مزارعهم هذا الشهر في ظل موجة الحرّ الهندية الأخيرة لأنهم لم يجدوا كهرباء لتبريد مزارعهم واستبقاء صيصانهم على قيد الحياة.
هذه القيادة التي احتكرت قرار السلطة وتسلطت على الشعب بدون انتخابات حرة ونزيهة، تصرّ على تحصيل ضريبة ( البلو) على كل لتر سولار مقدم لشركة الكهرباء؟! قيادة السلطة وحكومة التوافق الفاشلة تصر على تكبير ميزانيتها بجمع ضرائب وقود باهظة من قطاع غزة الذي يعاني من بطالة تزيد على ٤٠٪ ، ومتوسط دخل الموظف لا يزيد عن ألف شيكل في الشهر. و(٥٠٪) من الأسر تحت خط الفقر.
هذه القيادة التي لا تقرأ الواقع ولا تقدر الحال، وتعاقب مليوني مواطن هم سكان غزة، من خلال صناعة الأزمات له، وإدخاله في متاهات مضلة لتركيعه، هي قيادة غاشمة لا تقرأ التاريخ، ولا تعتبره بمن سبقها. ما وجه الحق أو العدل في إصرار السلطة والحكومة على الحصول على ( دولار) كامل ضريبة عن كل لتر سولار يدخل لمحطة الكهرباء، التي تحتاج يوميا إلى (٥٠٠) لتر، لتزويد المواطنين بالكهرباء لمدة ثمان ساعات فقط؟!
كل المواطنين يرون أنه ليس في عمل السلطة والحكومة هذا دين، ولا حق، ولا منطق، لأن مجتمع غزة مجتمع بطالة، ومحاصر، وفقير، ومن واجبات السلطة عندما تكون وطنية أن تخفف عنه، وأن تخفض أسعار حاجياته اليومية، وأن تضيء بيته، ومستشفياته، وأن تحرك عجلة مصنفان عه، وأن تحمي صيصانه من حرّ الهند ؟!.
هذا النوع من السلطات والحكومات لا تعريف لها، ولا وصف لها، حتى وإن أضافت (الوطنية ) لعنوانها، فالوطنية ليست دعوى كلامية ، الوطنية أن يتساوى مواطن الضفة وغزة في الكهرباء، لا سيما عند كوارث الحرّ القادم فجأة من مناطق استوائية لم يعتد الناس على التعامل معها. الوطنية أن يتساوى دجاج غزة بما في رام الله. هذا هو مفهوم الوطنية حين تكون القيادة نازلة ومشدودة إلى الأرض ، أو إلى الدولار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين يلتصقون بالدولار تهبط المفاهيم حين يلتصقون بالدولار تهبط المفاهيم



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday