حين تمرض الجذور
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حين تمرض الجذور

 فلسطين اليوم -

حين تمرض الجذور

د. يوسف رزقة

الجدل الذي دار حول ضريبة التكافل كما يسميها البعض، أو التعلية الجمركية كما يسميها آخرون كشف عن عيوب النظام السياسي الفلسطيني من ناحية، وعن عيوب الحياة الحزبية من ناحية أخرى. وأنا هنا أودّ أن أناقش هذين العيبين، لأنهما أصل وجذر في نشأة المشكلة وغيرها من المشاكل، وسأترك نقاش التفاصيل والفروع والسلوكيات المصاحبة لأنها تحتمل وجهات نظر متعددة، والنقاش هنا لا يعني أفرادا بعينهم ، وإنما يهتم بالمبادئ.
أولا- أما في الناحية الأولى فقد قال الرافضون لقرار المجلس التشريعي: إن رفضهم له كان إجرائيا لأن المجلس التشريعي معطل، واجتماعاته لا تكتمل، والحاضرين من التغيير والإصلاح فقط؟! إذ تغيب عنها فتح والشعبية والديمقراطية؟! . والغائبون هم الرافضون للقانون . ( حسنا).
وهنا أجد نفسي مضطرا لسؤالهم أليست المشكلة إذا في تعطيل المجلس التشريعي أصلا وابتداء؟! وهل يجوز أن يحكم عباس الشعب لأكثر من سبع سنوات بدون مجلس تشريعي يشرع ويراقب ويحاسب؟! ومن ثمة أين دوركم لاستكمال النقص في النظام السياسي الفلسطيني، ( على الأقل بعد اتفاق الشاطئ قبل عام؟! ) أما كان الواجب الوطني يدعوكم إلى تفعيل المجلس القائم، وفرض ذلك على عباس، ثم الذهاب لانتخابات جديدة تجدد الشرعيات؟! لماذا تقبلون بقاء هذا النقص بعد أن تشكلت حكومة توافق ؟ أليس هذا التقص هو الحالة المرضية ؟! ولماذا تلومون من يحاول استنفاد ما يمكن استنقاذه من عمل التشريعي المعطل، لمعالجة بعض القضايا العاجلة للمواطنين، ولو بإجراءات مؤقتة لحين إعادة الاعتبار للتشريعي القائم؟!
إن مَثَل من انتقدوا قانون ضريبة التكافل من الناحية الإجرائية، كمثل طبيب فاشل يهتم بعلاج جرح خارجي في جسد مريض بالسرطان، ولا يعطيه دواءا للسرطان نفسه؟! لذلك تجد المنقدين ( لعلمهم المسبق بحقيقة مرض التشريعي ) يذيّلون رفضهم بعبار: مع ضرور تفعيل دور المجلس التشريعي؟!
ثانيا- ومن الناحية الأخرى فقد كشفت المواقف الحزبية عن مزايدات إعلامية لا تعبر عن الواجبات الوطنية، التي يدعي الجميع حملها، والعمل بموجبها، فمن شرّع ضريبة التكافل بشكل مؤقت لحين قيام حكومة التوافق بواجباتها، قال إن هدفه جمعها وانفاقها في رواتب الموظفين ، لرفع نسبة ما يدفع لهم من أربعين في المائة إلى ستين في المائة، حتى يتمكن هؤلاء من القيام بواجبات وظائفهم الخدمية للمواطنين، وخاصة في مجال الأمن والتعليم والصحة، إذا لا يعقل أن توفر الشرطة مثلا الأمن للمواطنين بينما رجل الشرطة لا يجد جزءا من راتب يطعم به أولاده؟! ولست أدري من أين جاء أحدهم بمقولة حماس تفرض ضريبة تكافل لتنفق على فقراء حماس؟! هل في هذا الكلام منطق وحجة، أم مناورة ومكايدة ؟!
ثمّ والشيء بالشيء يذكر: ألم تفرض حكومة حماس على الموظفين اقتطاع بنسبة 5% من رواتبهم شهريا تكافلا مع العمال والبطالة، وأدى الموظفون ما عليههم، وتقبلوه؟! ولم تنتقد يومها الأحزاب اليسارية حكومة حماس، ولم يعترض منها أحد. وكان الاقتطاع بدون قانون من التشريعي. والحقيقة التي أعلمها أن هذا الاقتطاع أسهم في علاج بعض مشاكل البطالة والعمال.
لماذا الآن لا تنظر الأحزاب الوطنية للموظف الذي أعطى أمس بإيجابية، وقد تحول بتخلي عباس وحكومة التوافق عنه إلى فقير يفرح بكبونة شئون إجتماعية نظرة إيجابية ؟! أليس للموظف الذي يخدمك في الصحة والتعليم والأمن واجب عليك( سواء أكنت من اليسار أو من اليمين) أن توفر له جزءا من راتبه وأنت عضو في المجلس التشريعي ؟! مع الأخذ بالحسبان أن السلطة الوحيدة التي تتمتع بشرعية قانونية هو المجلس التشريعي لا عباس. أم الواجب هذا مناط بحماس فقط سواء أكانت في الحكومة، أو كانت مغادرة للحكومة. ( الحقيقة اللبيشوف العمى وبتعامى مش عاقل؟!). كان يمكن المنتقدين والرافضين أن يشاركوا في النقاش تحت قبة البرلمان ويحسنوا المخرجات بحسب ما يرونه مناسبا، وعندها فقط سيستمع الناس لهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين تمرض الجذور حين تمرض الجذور



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday