المقاومة الفردية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

المقاومة الفردية

 فلسطين اليوم -

المقاومة الفردية

د. يوسف رزقة

حمزة محمد حسن متروك ، شاب فلسطيني من طولكرم المحتلة، يبلغ من العمر ثلاثا وعشرين عاما، قام أمس بعملية فدائية طعن ممن خلالها عددا ممن يحتلون وطنه ويعتدون على شعبه. لماذا قام الشاب حمزة بعملية الطعن هذه وسط تل أبيب وهو يعلم جيدا أنه سيقتل أو يعتقل في نهاية العملية؟! هذا هو السؤال الذي يجب أن يبحث عن إجابته المجتمع المدني الصهيوني في دولة الاحتلال. 

هذه عملية فردية، قام بها حمزة منفردا، بلا تخطيط كبير، وبدون انتماء لأي من الفصائل الفلسطينية، وبدون أن يمتلك سلاحا ناريا قاتلا، لأنه لا يستطيع الحصول عليه، ولو استطاع امتلاكه لقتل عددا كبيرا وأصاب أخرين. وهذا مما تقوله تحليلات الطرف الصهيوني نفسه.
ما قام به حمزة من عملية انتقام، هو نوع من الدفاع عن النفس، وعن الأهل، وهو ما يفكر به كل فلسطيني حرّ يرفض الاحتلال، ويرفض ممارسات الاحتلال العدوانية، سواء على غزة، أو على الأقصى، أو على أي مكان في فلسطين المحتلة. 
حمزة قام بكتابة حقه، وحق شعبه في الحرية بسكين متوسطة الحجم، لأنه لا يمتلك أداة غيرها ليعبر بها عن كرامته، وعن مشاعره الوطنية، وعن إنسانيته التي ترفض العدوان، وتقاوم إرهاب الدولة. 
حمزة في نظر كل فلسطيني هو نموذج للتضحية الفذة في سبيل الدين والوطن والأهل، وهو مثال للشجاعة والكرامة الفلسطينية التي حاولت أن تجهضها اتفاقية أوسلو، وعمليات التنسيق الأمني والعمالة للمحتل. حمزة في نظر طولكرم افتتح عام ٢٠١٥م بعمل من أعمال البطولة الفردية، التي لا تمتلك عمليات التنسيق الأمني القدرة على إحباطها قبل التنفيذ. 
العمليات الفردية هي أخطر ما تواجهه قوات الاحتلال والشرطة، لأن عمليات التجسس، والاستخبارات، لا تستطيع التكهن بها، ولا تستطيع هذه الأجهزة تقديم تحذيرات للمجتمع قبل وقوعها، ولأنها خطرة على هذا النحو نجدهم يضاعفون عقوبة منفذيها؟!
المقاربة المنطقية ينبغي أن تتجه نحو الأسباب التي أدت إلى عملية الطعن، ولماذا كانت من شاب غير منظم، أو منضوي في سلك الفصائل؟! لماذا يضحي الشباب بأنفسهم ، ومن أجل ماذا؟! 
حين فكر الاستعمار القديم بإجابة هذه الأسئلة البسيطة قرر الجلاء عن البلاد العربية المحتلة. وحين تفكر قيادة دولة الاحتلال بالإجابة ان هذه الأسئلة، يمكن أن تنسحب من الأراضي الفلسطينية المحتلة؟! وكلما تأخرت الإجابة وتأخر الانسحاب ، كلما تكررت العمليات الفردية، لا في تل أبيب وحدها، بل وفي كل مكان يمكن أن تصل له السكين الفلسطينية الشابة. 
شباب فلسطين لا يتقبلون الاحتلال والعدوان والظلم كغيرهم من شباب العالم ، والوعي الفلسطيني اليوم في أوجه، وهو ليس كالأمس، ومن امتلك وعيا، وإرادة، وشجاعة، وإقبالا على التضحية لا بد أن يصل إلى الحرية والاستقلال، رغم تفوق العدو المحتل بالسلاح والعتاد. 
ما قام به حمزة فك الله سجنه، سيقوم غدا به غيره بإرادته الذاتية، ودون توجيه من أحد، لأن الدفاع عن الكرامة والحق في الحياة الحرة لا يحتاج توجيها ولا تحريضا، فقد ولد الناس أحرارا يرفضون العبودية والاحتلال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقاومة الفردية المقاومة الفردية



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday