بقلم د. يوسف رزقة
احتلت ( إسرائيل) الجزء الأكبر من فلسطين في عام ١٩٤٨م، ومنذ ذلك التاريخ يكافح الفلسطينيون المقيمون في مناطق عام ٤٨ من أجل (العدالة والمساوة) في الحقوق مع الإسرائيلين، ولكن دون نتائج تذكر، وما زالوا في كفاح مستمر ضد العنصرية الإسرائيلية حتى الآن، وسيستمر كفاحهم في المستقبل أيضا، لآن حكومات العدو المتعاقبة لا تملك إرادة العدالة والمساوة، بل هي تملك إرادة (التمييز والهدم والاضطهاد ) بأشكال مختلفة، وتتعامل مع الموطنين العرب تعاملا أمنيا في أغلب الأحيان، وتحرمهم حقوقهم، أو قل الحدّ الأدنى من حقوقهم في العدالة والمساوة باعتبارهم سكان البلاد، ويحملون الهوية الزرقاء.
إن آخر فصل من التمييز العنصري ونشرته الوكالات قائلة:" في خطوة غير مسبوقة على المستوى الدوليّ، واستمرارًا لمساعي القيادات العربية (لتدويل ) قضايا المواطنين العرب في إسرائيل واطلاع السلك الدبلوماسي الدولي على سياسات التمييز والإقصاء التي تنتهجها حكومات (إسرائيل) المتعاقبة ضد الجماهير العربية، وخاصةً بعد عمليات الهدم الإجرامية في قلنسوة وأم الحيران بالنقب واستشهاد (يعقوب أبو القيعان) ، الاجتماع ا رفيع المستوى الذي جمع بين قيادات الجماهير العربية وبين كافة سفراء الدول الأوروبية في (إسرائيل)، وقد حضر الاجتماع 28 سفيرًا أوروبيًا بالإضافة إلى سفير الاتحاد الأوروبي، (لارس- فابرغ اندرسون) ، وذلك في قاعة اجتماعات دول الاتحاد الأوروبي في تل أبيب.
وقد تمّ عرض سياسات التمييز العنصري التي تنتهجها حكومات ( إسرائيل) المتعاقبة بحق المواطنين العرب في اسرائيل. كما وتم تخصيص جزء كبير من النقاش لقضايا الأرض والمسكن والتخطيط والبناء، بالإضافة إلى الهدم الإجرامي الذي تقوم به الحكومة في البلدات العربية مؤخرًا مثل ( أم الحيران والعراقيب ). وطالب المشاركون السفراء بالضغط على حكومة( إسرائيل ) من أجل تغيير سياساتها التمييزية والاقصائية بحق المواطنين العرب وإحقاق المساواة القومية والمدنية.
هذا جهد طيب، ومتابعة جيدة من قيادات الجماهير العربية في أراضي ٤٨، وهو أقل ما يعملونه دبلوماسيا للدفاع عن حقوقهم المسلوبة، ولكن للأسف غالبا ما تذهب شكواهم للدول الأوربية أدراج الرياح بسبب اللوبي الإسرائيلي المتنفذ في الدول الغربية، وهذا لا يعني التقيل من أهمية هذا الحراك السياسية في الكفاح ضد التمييز، حتى لو قيل: " إن كفاحهم كالمستجير من الرمضاء بالنار". وأحسب أن المتابعة الجيدة، تعطي نتائج جيدة، لا سيما وهم أهل خبرة عالية بالشخصية الإسرائيلية الحاكمة وبطرق مواجهتها، ولكن المؤسف أن عرب ٤٨ لا يجدون أنصارا على المستوى العملي في النظام العربي، الذي يسعى عدد مهم منه نحو التطبيع مع العدو، لذا لجئوا إلى تدويل مشكلتهم من خلال هذا اللقاء لأنهم لم يجدو النظام العربي بجانبهم؟!.
ستون عاما ونيفا وعرب فلسطين المحتلة يناضلون ويكافحون من أجل العدالة والمساوة مع اليهود، ولكن لم يحصلوا عليهما حتى الآن؟! ، وهذا سبب من الأسباب التي يجدر أن تدفعنا للإصرار على دولة ذات سيادة في الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧م، حتى لا نكرر معاناتهم.