بقلم : د. يوسف رزقة
قرأت باهتمام من نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، يوم الثلاثاء ٢٤/١/٢٠١٧م، في تقرير مفصل عن النقاشات التي وقعت داخل المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي "الكابينيت" إبان العدوان على قطاع غزة عام 2014.
فوصلت إلى نتيجة مفادها أن قيادة العدو الصهيوني ومؤسساته ليست على النحو الذي نظنه من العظمة والترتيب، والمتابعة الدقيقة ، والمعرفة الجيدة لغزة، والمقاومة، والأنفاق، والرؤية الكامنة في قلب وعقل المقاومة،
ووفق الصحيفة العبرية،" فإن الخلافات بين وزراء المجلس الوزاري المصغر وصلت حد الانفجار، وأن معارك نشبت بينهم فيما يخص عدم جاهزية الجيش في مواجهة تهديد الأنفاق على حدود قطاع غزة" .
وهذا يعني أن المقاومة كانت ناجحة وموفقة في إخفاء معلوماتها، وأنفاقها، وما تريد فعلة، بحيث يمكن الزعم بأن المقاومة كانت على جاهزية عالية، وربما على معرفة معقولة بما يريد العدو فعله بعد مقتل اليهود الثلاثة في الخليل، وبعد استشهاد رجال الأنفاق الستة في رفح.
لم تكن الخلافات بين أعضاء المجلس الوزاري المصغر( الكبينيت ) بين يعلون وزير الجيش، وبين بينيت فقط، بل ذكرت الصحيفة خلافات بين نيتياهو ويعالون أيضا حول آلية التعامل مع الأنفاق، وامتد إلى الخلاف إلى بينيت وغيره في المجلس.
ثمة شيء ملفت للنظر والتفكير في نقطتين : الأولى أن هناك كان بحثا عن إمكانية قيام حماس والمقاومة بهجوم استباقي على قرى غلاف غزة، لذا يجب( إسرائيليا) الخروج إلى المعركة قبل أن تفعلها حماس؟! ولم يصدر عن حماس معلومات رسمية في هذا الموضوع، والسؤال هنا هو ما مدى معقوليته في تفكير حماس السياسي والعسكري؟! وهل هو لخطف جنود، أم لشيء آخر؟!.
والنقطة الثانية : هو أن فيما نشرته الصحيفة ما يمكن اعتباره مسكونا بالتضليل، حيث حاولت أن تقدم المجلس الوزاري المصغر بأنه صاحب مسئولية ولا يريد الحرب، وأنه يريد استبقاء التهدئة، وأنه هو لم يبدأ الحرب واسعة النطاق؟!
وهذا أمر تكذبه الوقائع، فقرار الحرب الموسعة اتخذه المجلس المصغر، وحدد مسبقا اسم المعركة ب( الجرف الصامد)، ومن ثمة يمكن القول إن دولة العدو تتحمل كامل المسئولية عن هذه الحرب القاسية والمدمرة، وعلى المجتمع الدولي محاسبتها على هذا الأساس. ويؤكد هذا ما قالته صحيفة يديعوت:" من أنه في 30 يونيو من العام 2014، وبعد عملية بحث استمرت 18 يوما، عن الجنود المفقودين الثلاث في الخليل المحتلة، كان الاقتراح من قبل "بينيت" بشن هجوم واسع على قطاع غزة؟!"
ويؤيده ما قاله نيتنياهو ليعالون حسب الصحيف أيضا : "إن الأنفاق تشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل، لكننا يمكننا العمل على تغيير التوازن بيننا وبينهم، ووجه كلامه لوزير حربه، بالقول "أود أن تقدم خطة غدا، بما في ذلك الاستيلاء على فتحات الأنفاق؟! ."
دولة العدو ، وبغض النظر عن الخلافات بن أعضاء المجلس المصغر، كما نشرتها الصحيفة، على ضوء قرار مراقب الدولة الذي يقول فيه إن الجيش الإسرائيلي كان يفتقر إلى الاستعداد لخطر الأنفاق؟! فإن دولة الاحتلال والعدوان تبقى تتحمل كامل المسئولية التاريخية والقانونية وغيره عن هده الحرب غير المسبوقة في مداها الزمني، وفي أضرارها ؟! والمشكلة ربما تكمن في المجتمع الدولي الذي يغط الطرف عنها وعن معاركة ضد غزة.