بقلم: د. يوسف رزقة
تقول ( حوتوبيل) نائبة وزير خارجية دولة الاحتلال، إنه “يجب إعادة النظر في الأسئلة الجوهرية حول طبيعة الصراع ودفع حلول جديدة للوضع، من بينها تسوية إقليمية بحيث لا نعتمد على الفلسطينيين غير القادرين على التوصل إلى حل؟!"
يبدو أن تحديد طبيعة الصراع هو المشكلة الرئيسة في الرؤية الصهيونية، فبينما تحددها دولة العدو بالصراع ( العربي الإسرائيلي )، تحد تا السلطة بأنها صراع ( فلسطيني - إسرائيلي)، والفارق بينهما كبير في الرؤية وفي الإجراءات. ففي كونه صراعا مع العرب، فإنه يحمل أمرين في الرؤية الإسرائيلية: الأولى- إنكار المستوى الفلسطيني من الصراع. والثاني- البحث عن حل إقليمي مع العرب، لفرضه على الفلسطينيين، بوصف الفلسطينيين غير قادرين على اتخاذ قرار بالحل؟!
الحل الإقليمي يعني وفاة ما يسمى حلّ الدولتين، وهو أمر يعني أن الدولة الفلسطينية غير قابلة للقيام في عهد محمود عباس، ومن ثم تبحث حكومة العدو، ووزارة الخارجية فيها على حلّ مع دول عربية تستطيع أن تفرض الحل على الفلسطينيين، بعد تطوير المبادرة العربية، لذا تجد دولة العدو تحاول تضخيم الخطر الإيراني، لاستبدال المشكلة، وتغيير الأولويات في الأجندات القادمة.
في الوقت الذي تبحث حكومة العدو عن الحل الإقليمي بحسب الرؤية الصهيونية، تؤكد (حوتوبيل) أن. “حكومة إسرائيل ستواصل البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، لأنه ليس عقبة في طريق السلام”. وأن “الحكومة الحالية اختارت أن تمارس حق الشعب اليهودي بالبناء في كل أنحاء البلاد، ونحن ملزمون باحترام شعب إسرائيل الذي اختارنا كي نبني”.
هذا الكلام الواضح، بل الواضح جدا، يفيد أن دولة الاحتلال ترى فلسطين الانتدابية هي أرض اليهود، وأن من حق اليهود الاستيطان فيها في أي مكان يريده اليهود، وهو خلاف ما يعرف بالأرض ( المتنازع عليها) حسب أوسلو، والأرض المحتلة حسب قرار مجلس الأمن ٤٤٢ لعام ١٩٦٧
هذه الرؤية الصهيونية التي تحملها وزارة الخارجية الصهيونية، تحاول أن تستغل فرصة رئاسة ترامب، وتأييدة للاستيطان.
(إسرائيل) ترى في حكم ترامب فرصة ذهبية لا تعوض، لإنهاء المشكلة الفلسطينية، من خلال حلّ إقليمي، وتوسيع التعاون مع دول الخليج برعاية أميركية، في مواجهة الخطر الإيراني. هذه بعض ملامح الحل الإقليمي استيطان في كل مكان، وشراكة عربية ضاغطة على الجانب الفلسطيني ، الذي لا يعرف مصلحته بحسب أقوال قيادات حكومة نيتنياهو.