حلب و مفهوم النصر
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حلب و مفهوم النصر

 فلسطين اليوم -

حلب و مفهوم النصر

بقلم : د. يوسف رزقة

تبادل بوتين التهاني مع الأسد بمناسبة تحرير مدينة حلب؟! وتجري في مدينة حلب احتفالات بالنصر يقوم بها كل من أنصار الرئيس الأسد، وحلفائه من الطوائف الأخرى. بينما تمشط القوات السورية المنطقة الشرقية وتنزع الألغام والعبوات التى تركتها قوات المعارضة. 

في تعليق لافت لجهات سعودية قالت بشكل تهكمي هذا أول نصر سوري بعد هزيمة ١٩٦٧م، وعليه فالاحتفالات جائزة،؟!وهذا القول يذكرنا باحتلال إسرائيل للجولان السوري منذ عام ١٩٦٧م، وحتى تاريخه، بل إن إسرائيل أعلنت ضم الجولان إليها دون أن تفعل الدولة السورية شيئا طوال هذه المدة البالغة لعقود مديدة. 

ربما يجوز لروسيا والطوائف المشاركة في قتال حلب أن تفرح وأن تحتفل بالنصر، ولكن هذا الاحتفال غير مفهوم من طرف النظام السوري، لأن المدينة التي دمرت هي ثاني مدينة سوريا بعد دمشق، والقتلى سوريين، والجرحى سوريين، والمهجرين رغما سوريين، فهل هذه الأمور تبعث على الاحتفال.

نحن نعيش في عصر غريب يضربنا العدو في عقر عواصمنا وقواعدنا العسكرية، ولا نتمكن من الرد على عدوانه، بل وأحيانا لا نعلق على اعتداءاته، ونفضل أن تبقى طي الكتمان خشية الفضيحة، بينما نسمي ما جرى في حلب نصرا، وتجري له الدولة احتفالات، بينما حلب جرح غائر في قلب سوريا، كما كانت حمص جرحا نازفا في الخاصرة السورية. 

النصر الذي يحتفل به الأسد وحلفاؤه لا يعني توقف الدم السوري عن النزيف بعد حلب. سوريا تنزف من عام ٢٠١١م، وما زالت تنزف في مناطق مختلفة، والاستقرار بعيد عنها بعد المشرقين كما يقولون، حتى مع بقاء تدخل الروس والطوائف الأخرى. 

مفهوم النصر هنا مفهوم شخصي ينتمي إلى تعريف النظام له فقط، وهو في نظر غير النظام ليس نصرا بالمفهوم العام، لأن القتال لم يتوقف، ولم تستسلم المعارضة لإرادة النظام، وما زالت الحرب دائرة في مواقع مختلفة من بلاد الشام العزيزة على قلب كل مؤمن يحب هذه البلاد، ويحب شعبها وأهلها. 

إن خروج المدنيين من شرق المدينة مهجرين إلى غربها أو إلى إدلب لا يعد نصر، وإن خروج المقاتلين بأسلحتهم الخفيفة من حلب الشرقية إلى إدلب مركز تجميع المعارضة لا يعد نصرا بأي حال من الأحوال. ألنصر أن يستسلم أحد الطرفين للآخر، وان يفرض الطرف المنتصر إرادته وتصرفاته على الجميع. 

في العالم العربي مهارة قديمة في تحديد مفهوم النصر بشكل مخالف لطبيعة الأشياء، فهزيمة ١٩٦٧م كانت مجرد نكسة وليست هزيمة، مع أنها أبلغ الهزائم في العصر الحديث، وحرب ١٩٧٣م كان نصرا رغم أن الإسرائيل دخل إلى الضفة الغربية وحاصر الجيش الثالث، وظل محتفظاباحتلاله و بتفوقه في الجولان السوري، نحن للأسف نحدد مفهوم النصر في ضوء رؤية الرئيس وفي ضوء ما يرضي الرئيس، وكأن العالم لا يرانا، وليس لديه مفاهيم واضحة عن النصر والهزيمة. شيء مؤسف ومؤلم، ولكن هذا هو حال العرب للأسف أيضا، عالمنا أشبع بالنعامة؟! .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلب و مفهوم النصر حلب و مفهوم النصر



GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 22:05 2017 الأربعاء ,02 آب / أغسطس

لا هجرة بعد درس النكبة

GMT 05:13 2017 الخميس ,27 تموز / يوليو

ثقافة القتل

GMT 21:36 2017 الإثنين ,24 تموز / يوليو

من تداعيات الأزمات العربية

GMT 16:45 2017 الأحد ,23 تموز / يوليو

الأقصى يوحد الأمة

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday