مشانق على الطريق
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

مشانق على الطريق

 فلسطين اليوم -

مشانق على الطريق

د. يوسف رزقة

في المعارك التي لا تنهي بنصر كامل واستسلام أحد طرفي القتال، يكون الطرف الأقوى سلاحا، والأوفر اقتصادا، والأوسع في تحالفاته الإقليمية والدولية، هو الأقدر على استثمار مخرجات المعركة لكي يحقق بالمفاوضات، والإجراءات السياسية، والاقتصادية، والإدارية، ما لم يحققه في القتال في أثناء المعركة.
لقد توقفت عمليات القتال على حدود غزة مؤقتا ، لتبدأ فورا معركة استثمار مخرجات المعركة وتوجيهها نحو الأهداف الاستراتيجية التي لم تتحقق بالقتال.
ما من شك أن نزع سلاح المقاومة كان، ومازال هدفا رئيساً (لاسرائيل)، ولمن تحالف معها في الظاهر والباطن، ومن ثمة يرى هذا الطرف المتحالف أنه ثمة فرصة ذهبية سانحة للوصول الى هذا الهدف، بالاستثمار المتدرج، والضغط المتواصل.
حين تعمدت حكومة نيتنياهو سياسة الهدم والتدمير في الحرب الأخيرة، ( اربع مليارت طن ردم هي من مخرجات سياسة الهدم في غزة ؟!) . حكومة الاحتلال كانت تعرف ما تريد من الهدم والتدمير، وكانت تهيئ المسرح لعملية استثمار وابتزاز للوصول الى أهدافها بعد وقف إطلاق النار والتهدئة. التدمير واسع النطاق ، وقد أخذ شكلا ممنهجا، لذا لم يكن عبثا بغرض التدمير فحسب، بل استهدف استخدام كل مخرجاته، وكل متعلقات إعادة الإعمار للوصول الى سلاح المقاومة.
سلاح المقاومة ليس هدفا (لاسرائيل) فحسب، بل هو هدف لها ولكل من تحالف معها، أو وقف متفرجا على ذبح غزة، وهو هدف عند أطراف عربية وفلسطينية؟!، لذا لا يتوقع عقلاء غزة أن تسفر مفاوضات الأطراف برعاية مصر في الأيام القادمة عن تسهيلات اسرائيلية، أو عربية، أو دولية لإعادة الإعمار.
كما لا يتوقع أهل الخبرة مؤتمرا دوليا سخيا لتوفير أموال إعادة الإعمار، وسيربطون تبرعاتهم بعدم عودة القتال والهدم والتدمير، وعيونهم في هذا الربط على سلاح المقاومة.
وهنا يذكروننا الخبراء أيضا بمؤتمر شرم الشيخ في ٢٠٠٩ لإعادة الإعمار، والذي رصد على الورق خمسة مليارات دولار لم يصل منها دولار واحد الى غزة.
أطراف التحالف مع اسرائيل يعدون مجموعة من (المشانق) للمقاومة ولسلاحها، بشكل مباشر وغير مباشر، من خلال عملية استثمار طويلة لمخرجات الحرب الأخيرة، و من هذه المشانق التي يتهيأ لها مسرح الأحداث مشنقة إعادة الإعمار، فكل الأطراف المخاصمة لغزة وللمقاومة لا تتعجل التسهيلات، ولا تتعجل تدفق الأموال، وتضع أثمانا باهظة لكل خطوة تخطوها، وهي تدرك حجم الأثقال الضاغطة على المقاومة، واليمن عندها يجب أن يكون من سلاح المقاومة.
إن قرار أطراف التحالف الداعية الى ترسيخ سلطة محمود عباس في غزة من خلال إجراءات سياسية، واقتصادية، ومالية، ومنها المعابر، والتصرف بصندوق إعادة الإعمار بدون شراكة مع حماس، مع إزاحة حماس عن المشهد، بمهاجمتها بشراسة، وتحميلها مسئولية تأخير إجراءات إعادة الإعمار، وتجميد دور حكومة الوفاق في غزة، و اختراع عباس لما يسمى حكومة الظل، والتهديد بفك الشراكة، وتسويف الإجراءات ذات العلاقة بملفات المصالحة، ليست إلا محاولة ثانية تعزز سابقتها في عملية نصب مشنقة للمقاومة ولسلاحها.
إن نصائح توني بلير لنيتنياهو في أثناء الحرب الأخيرة قالت: ( لا تقاتلوا الفلسطينيين، ودعوهم يقتتلون، ويقتل بعضهم بعضا، ووفروا لهم بيئة القتال اللازمة ) وأحسب أن هذه البيئة باتت تهددنا أكثر فأكثر مع ملف إعادة الإعمار، وملف بسط سلطة عباس وأجهزته الأمنية، بمسميات مختلفة، وتحت ضغط الرواتب والحصار ومتطلبات الإعمار. ومن ثمة كان الحديث عن مفاوضة العدو في هذه البيئة خطأ ومربكا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشانق على الطريق مشانق على الطريق



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday