الوسطية الغائبة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الوسطية الغائبة

 فلسطين اليوم -

الوسطية الغائبة

د. يوسف رزقة

تزامن في هذا العام عيدان. الأول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، والآخر عيد رأس السنة الميلادية. من المعلوم أن عيد رأس السنة هو احتفال يخص المسيحيين والنصارى، بينما المولد البنوي الشريف هو يوم ذكرى للمسلمين على وجه الخصوص، ولكن الأمور لا تمشي في عالمنا المعاصر على أصول، فهي مضطربة جدا كاضطراب النظام العربي في بلاد العرب والمسلمين. 
قديما لعن بعض أهل المعرفة ( ساس يسوس ) لما تتضمنه من نفاق، وكذب، وتدليس. هذا ولم تكن الحياة اليومية ، وبالذات ( الدينية والسياسية) مضطربة على هذا النحو من الاضطراب في أيامنا، حيث أفسدت السياسة الدين، والأخلاق، والمجتمع، إفسادا ما كان له مثيل من قبل. 
تداولت وسائل الإعلام احتفالات عيد الميلاد في دبي مثلا بدولة . وهي دولة دين شعبها الإسلام، ولغتها اللغة العربية، وهي من أقرب النقاط جغرافيا إلى (مكة، وطيبة) موطن الهدى والرحمة، وركزت وسائل الإعلام في تناولها على حجم الإنفاق الضخم ، الذي انفقته الدولة على الاحتفال بعيد الميلاد ، وهو احتفال يخص الأخوة المسيحيين بالدرجة الأولى، حيث قدر الإنفاق بحوالي (٥٠٠) مليون دولار، وقيل إنه الإنفاق الأعلى في العالم، حيث لم ينفق مثله الفاتيكان، ولا أي من العواصم الأوربية أوغيرها. 
من البدهي أن يسأل المراقبون عن جدوى هذا الإنفاق، وعن مبرراته، وهل الغرض منه اقتصادي استثماري، بهدف جلب السائحين، وتحقيق مكاسب مالية ؟! أم أن الهدف منه اجتماعي سياسي لمكافحة التشدد( الإسلامي؟!) وغيره،؟! وهل هذا هو الصواب في بحث الدولة عن الإسلام الوسطي؟! أو هل هذا هو ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين من بعده؟! 
هل أنفقت دولة الإسلام الأولى مالا على مثل هذه الاحتفالات ؟! المسلمون مختلفون فيما بينهم حول جواز أو منع الاحتفال بالمولد النبوي نفسه، ولكل له وجة نظره، وحججه،ونحن هنا لا نناقش الأمر فقهيا، وإنما نناقش السياسة وأثرها على هوية البلد، حيث لكل أمة أعيادها، التي تعبر عن هويتها، ولكل أهل دين أو شريعة أعيادهم التي يجدر بمن يخالفهم في الشريعة أن يحترمها ويحترم أصحابها. 
إن أنفاق نصف مليار دولار على احتفالات عيد الميلاد هو إنفاق ضخم، وهو عند كثير من الناس إنفاق في غير مكانه، بينما الفقر والجوع ينهش قلوب الأطفال في سوريا وغيرها من البلاد، وهو عند إنفاق فيه بهذه المناسبة إجحاف مقصود بهوية البلد ، وثقافته الموروثة عن الأباء والأجداد. 
إن ما يصاحب أعياد الميلاد من لهو وعبث، وانحراف في السلوك، ومجافاة للأخلاق الكريمة، كاف لإثارة أهل الغيرة على الأخلاق وعلى المال، ليعبروا عن سخطهم على مقترفي هذا العبث، ممن يزعمون البحث عن الوسطية؟!! بينما الوسطية الحقيقية غائبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوسطية الغائبة الوسطية الغائبة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday