أميركا في سورية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

أميركا في سورية

 فلسطين اليوم -

أميركا في سورية

د. يوسف رزقة

يبدو تصريح ( جون برينان) مدير وكالة الاستخبارات الأميركية أمام مجلس العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي حول سوريا لافتا للنظر، ومثيرا للاهتمام أيضا عند من يبحث في كيفية إدارة أميركا لمناطق الصراع في المنطقة العربية والإسلامية . 
لقد قال رجل وكالة الاستخبارات بصراحة غير مسبوقة : ( إن أميركا وروسيا ودول المنطقة التي تحيط بسوريا لا تعمل على إسقاط نظام الأسد، لأن سقوط الأسد يعني الفراغ، ويعني سيطرة القوى الإسلامية المتطرفة على سوريا؟!).
المثير في تصريح( برينان) ليست صراحته وهي مهمة ، وليست مكانته ومسئولياته وهي مهمة أيضا، وليست وثائقية قوله ورسميته، حيث كانت شهادته شهادة رسمية حكومية أمام أعضاء من الكونجرس، وهي مهمة من ناحية ثالثة. ليس لكل ما تقدم وحده ، بل إن الأهم والمثير بعد ما تقدم هو ما يقف خلف التصريح من رؤية أميركية. 
يكشف التصريح أن الرؤية الأميركية تقوم على قاعدة التلاعب، والعبث في الثورة السورية وغيرها من الثورات. أميركا تبحث دائما عن مصالحها ، وهي مصالح غالبا ما تلتقي في المنطقة العربية والإسلامية مع الأنظمة الاستبداية القائمة على الحكم الفردي أو الحكم العائلي . 
اعترافات (برينان ) تجعلنا على حق حين ندين الموقف الأميركي ، ونتهمه بالعدوانية، حيث تخلو مواقفها من القيم والمبادئ. 
لقد غدت الحالة السورية النموذج الأسوأ في تاريخ تجارب الشعوب مع من يحكمها. والتجربة الأسوأ في القرن الحديث في تاريخ إدارة أميركا للأزمات الخارجية كدولة عظمى وحيدة. 
سوريا تسير باتجاه مزيد من الدمار والهدم، بعد أن فقدت الآلاف ، بل مئات الآلاف من أبنائها بين قتيل وجريح ومهاجر وطريد. لقد هجرت الملايين أماكن سكناها هربا من القذائف والقتال، وبات الشعب السوري في معاناة لا مثيل لها. ومع ذلك ما زالت أميركا الدولة الأعظم تقف موقف اللامبالي، والمتفرج، ثم المستثمر للأزمة ، بحيث يتم توجيه مخرجاتها نحو خدمة اسرائيل والمصالح الأمريكية ، تحت عباءة محاربة تنظيم الدولة، والجماعات الإسلامية. وهنا ننوه أنه ليس بالضرورة الحديث في التدخل العسكري، ولكن ثمة ضرورة لحل سياسي يجنب سوريا مآلات هذه النيران المشتعلة في كل مكان. 
لم تنجح قيادات المعارضة السورية في تغيير موقف أميركا الذي حدده (برينان) ، ولم تنجح أنظمة عربية في تحقيق رغبتها في تغيير الموقف الأميركي، لأن كلمة دولة الاحتلال حاسمة في تحديد رؤية أميركا وموقفها من صراعات المنطقة. ( إسرائيل ) تود إبقاء الصراع حتى آخر مواطن سوري، وآخر جندي سوري. وهي في الوقت نفسه تود أن ترى العراق وليبيا واليمن ومصر في حروب داخلية حتى آخر رصاصة في يد المتقاتلين. 
بعض المحللين أسند سياسة أوباما التي نوه إليها ( برينان) إلى ضعف الرجل في القرار الذي يتعلق بمواطن الصراع خارج أميركا. ولكن قول ( برينان )لا يقول هذا، وإنما يقول : إن أصول الرؤية الأميركية، والموقف الأميركي هو الموجه للموقف الأميركي المذكور آنفا. إنها رؤية انتهازية، تتماهى مع الرؤية الإسرائيلية. 
لست أدري كيف يثق العرب (أنظمة وشعوبا) في الإدارة الأميركية ومزاعمها لخدمة المنطقة وقضايا الأمة العربية. أميركا التي ترعى الاستبداد على حساب شعوب المنطقة العربية ، لا يمكن أن تقدم حلولا للأزمات تقوم على العدالة والديمقراطية، وحقوق الإنسان. ويجدر بنا أن نتوقع منها الأسوأ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا في سورية أميركا في سورية



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday