نحو انتخابات في اتحاد الكتّاب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نحو انتخابات في اتحاد الكتّاب

 فلسطين اليوم -

نحو انتخابات في اتحاد الكتّاب

د. عاطف ابو سيف

مرت خمسة أعوام على إجراء آخر انتخابات للأمانة العامة لاتحاد الكتاب وقد انتهت الفترة القانونية للأمانة العامة بما لها وما عليها، وحان الوقت لإجراء الانتخابات التي تضمن تغيير الدم في عروق الاتحاد الذي شهد خلال سنواته الأخيرة تراجعاً واضحاً في حضوره وأدائه، وخمولاً في فعاليته الثقافية. 
والحقيقة أنه يمكن رد الكثير من هذا التراجع إلى سنوات سابقة لعمل الأمانة العامة الحالية – التي أنا عضو فيها -، وهذا ليس من باب رد الحقيقة إلى غير مسار، بل إن ثمة الكثير من هذا التراجع مرده سنوات عجاف سابقة. 
لكن أيضاً الحقيقة أن الجزء الأكبر من هذا القصور والخمول والتراجع مرده عدم فعالية الأمانة العامة الحالية وعجزها عن القيام بمهامها بشكل لائق.
أسهل شيء أن يسوق المرء المبررات والأعذار، وأظن أن واجب المسؤول ليس خلق الأعذار وابتداع الذرائع بل تقديم الحلول. 
بمعنى أنه يمكن لأي شخص أن يقول إن هذا القصور بسبب كذا وكذا، ويمكن لهذه الأسباب أن تتسع لتشمل التراجع في الحالة الوطنية التي يشكل الانقسام وعدم وحدة الحال أهمها، كما يمكن رمي عبء كبير على كاهل الغيب وعلى شمّاعة الحالة المجهولة وعدم الاستقرار. 
وإذا فتحنا قربة الأعذار فإن الريح الوافدة منها تكفي لتقنعنا بأن إنجاز المشروع الوطني أمر مستحيل وان قدرة خارقة وحدها يمكن أن تنقذ الاتحاد من ويلات تراجعه.
كما أن سوق الانتصارات وحده لا يكفي، إذ إن البطولات الدونكشتية وخرافات أبطال الحكايات عن القدرات الرهيبة لم تعد تقنع العجائز اللاتي يروينها. 
حيث لا يمكن تصوير بعض التصرفات الصغيرة بوصفها منجزات كبرى، كما لا يمكن أن يكون ثمة قدرات خارقة وراء واجبات هي أقل ما يمكن أن يتم القيام به. 
إن القول بهذه المنجزات لا يقل خطورة عن التبريرات الوهمية التي يمكن سوقها، لأنها تعني ضمن أشياء كثيرة حرف النقاش وشخصنته وتقديم الأداء السيئ بوصفه اجتراحاً لبطولة غير موجودة. 
والحال كذلك فإن الحديث عن العمل ضمن ظروف قاهرة والحديث عن مؤامرة ليس إلا من باب تركيب أطراف اصطناعية للروبوت والقول إنه بات إنساناً.
الحقيقة دائما في مكان ما يسهل الزعم بامتلاكها، بل يسهل دائماً تغطيتها بطبقة من "كريمة" الأعذار والأداء البطولي، لكن الشيء الوحيد المؤكد حول الحقيقة دائماً أنها تكشف عن غيابها بمجرد التأكيد على وجودها، لأن وجودها لا يحتاج لمناقشتها. 
بمعنى لو أن أمور الاتحاد على ما يرام لما خرج النقاش الكبير الذي يدور الآن حول أداء الاتحاد، والذي جعل بعض أعضاء الأمانة العامة للاتحاد وخاصة من غزة المهمشة في الاتحاد يكتبون على صفحاتهم وفي بعض المواقع حول الاتحاد وسوء حاله. 
وعليه فإن الادعاء بأن الحقيقة هي شيء آخر هو تأكيد فعلاً على أن الحقيقة غير موجودة في الرد غير المقنع الذي يمكن تغليف الخطابات الجوفاء بها. 
والحقيقة أن مستوى النقاش كان هابطاً خاصة بعض التصريحات والعبارات التي تم صوغها وشتم بعض الكتاب والمثقفين بها. 
إن استحواذ الحقيقة على طريقة التطرف الأصولي والتكفير والتجريم والتخوين لا يمكن أن يصدر عن مؤسسة هي حامية التعدد والتنوع في الثقافة، وهي التي تنظم الحرية الفكرية وتعمل على صونها. 
وإن الادعاءات الزائفة حول المنجز والتبرير اللذين ذكرناهما مصحوبة باتهامات لكتاب وشعراء مرموقين ليس إلا التأكيد على أن الاتحاد لم يعد اتحاداً للكتاب، بل هو مجرد مؤسسة اخرى. 
إن المصلحة تقتضي أن يتم إجراء انتخابات حتى يقرر أعضاء الاتحاد المسار الذي يقررونه لمؤسستهم التي ترأسها كتاب وشعراء خالدون أمثال درويش وأبو سلمى وغيرهما بالطبع، وإعادة الاعتبار لمؤسسة كانت بوصلة الثقافة وليس مجرد لافتتها.
من المحزن أن يصل حال الاتحاد لهذا الحد الذي يجعله يفقد خصوصيته الأساسية في الوعي الثقافي الفلسطيني بوصفه مؤسسة تجمع ولا تفرق، بوصفه الحاضنة الكبيرة للكتاب على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم. 
لم يعد الاتحاد للأسف بسبب بعض النزعات الفردانية والحنق الشخصي يشكل هذه الحاضنة ولم يعد يشكل نقطة جذب للكتاب ولا نقطة التقائهم. حيث بات الكثيرون يفكرون في هجره وتركه لأنهم لا يشعرون أنه يمثلهم ليس بمكانته المفقودة في الفعل الثقافي بل في عجزه عن القيام بالصفة التمثيلية التي يرونها فيه.
إن الحالة الجديدة التي يجب البحث عنها يجب أن تستند إلى العناصر المفقودة في مكانة الاتحاد. 
يبدو هذا الكلام مهماً في ظل السعي الحثيث من المؤسسة السياسية وتأكيدها على ضرورة تجديد الشرعيات والعمل على تدعيم العمل المؤسساتي والديمقراطي في أداء الهيئات المختلفة، كما أنه يبدو أكثر إلحاحاً في ظل سعي حركة فتح إلى تجديد دمائها عبر الانتخابات التي تجرى في هياكل وأطر الحركة المختلفة وصولاً لعقد المؤتمر العام السابع. 
إن عملية التغيرات الديمقراطية التي تصيب المؤسسات الحزبية لا يمكن أن تظل بعيدة عن الاتحاد ويظل عصياً عليها تحت ذرائع لا يعرفها أحد. بالطبع سيخرج من يقول إن الأمر سيتم قريباً، لكنني وبصفتي عضواً في الأمانة العامة كنا قد طالبنا في غزة بإجراء الانتخابات منذ عامين وجددنا طلبنا هذا في كل مرة. 
يبدو إجراء انتخابات مخرجاً من الحالة الراهنة التي تعصف بالاتحاد، كما يبدو تنفيساً لحالة الاحتقان والنقاش اللتين تدوران حول مستقبل الاتحاد ورد الاعتبار له ولهيئاته. 
ليس من شك أن الديمقراطية وحدها يمكن أن ترضي الجميع، ولكن ديمقراطية على أساس تصويب عمل الاتحاد ورده كحاضنة جمعية لكل المثقفين والكتاب، وعدم إعمال محاكم التفتيش في تصنيف الكتاب ورميهم بالتهم، لأنه في هذه الحالة لا يصير الاتحاد "اتحاداً" للكتاب بل مفرقاً ومنفراً لهم؛ أليس الحق أن يعود الاتحاد "اتحاد الكتاب" وبيتهم الجامع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو انتخابات في اتحاد الكتّاب نحو انتخابات في اتحاد الكتّاب



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday