إقليم على صفيح ساخن
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

إقليم على صفيح ساخن

 فلسطين اليوم -

إقليم على صفيح ساخن

د. عاطف ابو سيف

يمر إقليم الشرق الأوسط بجملة من الاهتزازات التي ستترك بصمتها على الحراك السياسي وعلى المواقف فيه. مثل رحيل الملك عبد الله عاهل السعودية نقطة التحريك والدافع لمثل هذا الحراك، بجانب الوضع غير المستقر في مصر وتصاعد العمليات الإرهابية في سيناء وعدم مقدرة المجتمع الدولي على حسم الحرب على "داعش". 
هي مفاعيل تعتمل في وعي المقاربات الجديدة في الإقليم، والتي تدور حول إعادة تركيب المواقف والتوجهات الدولية فيما يتعلق بالقضايا العالقة فيه. وربما كانت القضية الأبرز في ذلك هي الموقف من التغيرات التي تمت في مصر حين خرج جماهير مصر لتخلع نظام مرسي ومن ثم تمت الانتخابات الرئاسية التي قادت إلى فوز المشير السيسي بالرئاسة. 
الولايات المتحدة لم تعترف بشكل نهائي بهذه التغيرات وهي وقفت موقفاً مناهضاً لها. الذي يحدث الآن ان المقاربة الأميركية الجديدة وتحديداً بعد وفاة الملك عبد الله الذي دعم وبقوة التغيرات التي قام بها السيسي، تحاول أن تقنع الملك سلمان بالتخلي عن السيسي وبالعمل على رأب الصدع مع الإخوان. واشنطن وتحديداً الـ"سي.أي.ايه" يقترحان أن الضرورة الأمنية في المنطقة لابد لها أن تمر عبر التمييز بين الإسلام المعتدل وبين الإسلام السياسي. 
إنها نفس المقاربة التي تحدثت عنها كونداليزا رايس وقبلها مادلين أولبريت وأوصت بها مراكز التفكير الأميركية حتى قبل عقدين من الزمن. 
ظلت فكرة التعامل مع الإسلام السياسي جزءاً من التفكير في مستقبل المنطقة خصوصاً في ظل قناعة واشنطن أن الأنظمة العربية التي لا تستند إلى جماهيرية شعبية وحاضنة مجتمعية ستنهار في لحظة ما، لذا من الأفضل البحث عن تحالفات مستقبلية. 
وكان الإسلام السياسي يمثل الحليف المرتقب، هذا من جانب ومن آخر فإن الرؤية الأميركية استندت إلى استخدام دعم الإسلام السياسي لابتزاز الأنظمة الممانعة او تلك التي لا تتوافق مع رؤى واشنطن. 
لاحظوا نفس الشيء يحدث مع مصر الآن حيث تقوم واشنطن بفتح قنوات اتصال مع جماعة الإخوان المسلمين من أجل ضعضعة مصر وإضعاف السيسي الذي لم يتورع عن التوجه لمنافسة واشنطن الشرسة موسكو بطبعتها البوتينية، ولم تكن صوره مع الرئيس بوتين إلا رسائل سياسية لم تكن واشنطن بحاجة لها لتشعر بالتهديد وبضرورة العمل على كبح جماح الجنرال الشاب، فخلال الشهرين الماضيين رشحت أنباء لقاءات تستضيف فيها واشنطن مسؤولين من أقطاب الإسلام السياسي المصري والعربي وخاصة من جماعة الإخوان المسلمين لبحث سبل تعزيز الإخوان وتمكينهم. 
فكرة واشنطن تنطلق من هاجس امني افتراضي يقول إن الإسلام المعتدل أفضل من الإسلام المتطرف، وان جزءاً من محاربة "داعش" والأصولية السياسية الإسلامية تكمن في تعزيز مواقع الإسلام المعتدل في النظم السياسية. 
كان هذا الفهم جزءاً من النقاشات الأميركية مع الحكم السعودي الجديد، خاصة خلال زيارة أوباما التي قيل للتعزية ولقائه بالملك العاقل والمتزن سلمان، غير الراغب في الخوض في أزمات من اليوم الأول. 
سلمان يخشى على مصر ويعرف أن أي ضعضعة في الوضع المصري ستنعكس على مستقبل الوضع في الخليج. بل إنه يعتبر استقرار مصر جزءا من استقرار الخليج، إنه نفس التوجه الذي حمله سلفه. بل إن البعض كان يعتقد أن سلمان سيقوم بالاقتراب من الإخوان المسلمين ورمي السيسي جانباً، منطلقين من أن توجهات الرجل دينية ومحافظة.
الجزء الآخر من هذا التوجه هو إضعاف مكانة السعودية في المنطقة عبر تعزيز مكانة قطر ودور تركيا. من الواضح ان مواقف هاتين الدولتين في موضوعة "الإخوان" و"داعش" تتوافق مع واشنطن وبالتالي فإن تعزيز وجودهما سيكون على حساب الرياض. لم يكن الصراع على البيان الذي صدر عن مجلس التعاون الخليجي إلا تعبيراً عن صراع الإرادات داخل المجلس الذي بات في مهب الريح في ظل إصرار قطر على حرف بوصلة العمل العربي المشترك والعمل الخليجي المتوافق. بدون حزم خليجي فإن المصالح الخليجية كما العربية ستتعرض للمزيد من الاهتزازات بسبب الطيش القطري. بالطبع أيضاً يتم استخدام فزاعة التطرف الذي قد يصل المملكة السعودية من أجل الضغط على الرياض للموافقة على المقترح الأميركي بالتقارب مع الإخوان. السعودية تعرف أن القصد هو إضعاف السيسي ليس إلا ولا علاقة للأمر بالإخوان وبحقيقة "عشق" واشنطن لهم.
المحصلة التي تريدها واشنطن هي إضعاف كل من مصر والسعودية من خلال استمرار المشاكل في مصر ومن خلال إضعاف مكانة السعودية كقوة فاعلة في الإقليم الجديد.
بالطبع فإن واشنطن لا تعبر عن قناعات حين تتحدث عن دمج وتوطين الإخوان في النظام السياسي العربي، إذ إن الديمقراطية ليست بضاعة ترغب واشنطن أن تجدها في أسواق الشرق الأوسط، بل هي أداة لهز النظم السياسية التي لا تتوفق مع تطلعاتها. لذا وجب عربياً التمييز بين الحاجة لإجراء مصالحات داخلية مع "الإخوان" على قاعدة الالتزام باستقرار النظم السياسية والتفكير في المستقبل وليس في الماضي، وبين الموقف وردة الفعل على تدخلات واشنطن السافرة في الشؤون العربية. وإن علاقة مصرية سعودية قوية من شأنها أن تشكل الحاضنة لذلك. 
أين نحن من كل هذا؟ بالطبع لم تكن زيارة الرئيس أبو مازن والاستقبال الذي حظي به من قبل الملك الجديد – صديقه الشخصي - بعيدة عن هذا النقاش. كما أن الوضع الفلسطيني والوقوف الأميركي الصلف خلف تل أبيب جزء من هذا، إذ إن واشنطن تريد أن تقوم إسرائيل بكل شيء دون أن يكون للفلسطينيين ردة فعل. وهي تريد أن تستخدم السعودية في الضغط على أبو مازن. 
من هنا فإن التشكيل الثلاثي الضاغط في المنطقة عربياً ضمن هذه التحولات سيضم الرئيس أبو مازن للثقة العالية التي يحظى بها ولدوره المهم في حفظ هذا التوازن العربي الجديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إقليم على صفيح ساخن إقليم على صفيح ساخن



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday