نصف قرن من الزمن الفتحاوي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نصف قرن من الزمن الفتحاوي

 فلسطين اليوم -

نصف قرن من الزمن الفتحاوي

د. عاطف ابو سيف

حين انطلقت حركة فتح في الفاتح من الفاتح العام 1965 أخذت على عاتقها صوغ وتطوير وقيادة الحركة الوطنية الفلسطينية. 
ولم تنطلق «فتح» من نفي الماضي والتنكر لمن سبقها بل اعتبرت نفسها امتداداً لنهر الوطنية الفلسطينية العظيم الذي سقته دماء الثوار الفلسطينيين خلال النضال ضد الاحتلال البريطاني والمستوطنين اليهود. 
شكلت فتح ذروة اكتمال الوطنية الفلسطينية وشكلها الأبهى وحلتها الأكثر فلسطينية، حيث لم تقل فتح، رغم إقرارها بالعمق العربي والإسلامي والبعد الإنساني للقضية الفلسطينية، بأي لون للوطنية الفلسطينية لا يحمل فلسطين خالصة مخلصة في هويته. 
من هنا أخذت فتح فرادتها في ذلك الزمن الذي تزاحمت فيه الأيدلوجيات وتناحرت فيه الهويات وتصارع فيه المنظرون وكانت العبارات فيه أكبر من الأفكار والبيانات بعيدة كل البعد عن تفاصيل الواقع. 
في ذلك الزمن المضطرب، زمن التراجع والهزائم، زمن الأنظمة والدعاية والأيدلوجيا، زمن الهويات العريضة والثورات الوهمية، زمن التنظير والتفيهق، جاءت فتح ببساطة القضية وبسؤالها الحقيقي لا بأسئلة الأيدلوجيا ولا إجابات البيانات، جاءت فتح من رحم الحقيقة الفلسطينية الخالصة، الحقيقة القائمة على الحقوق الفلسطينية المسلوبة التي يجب أن تسترد، ويجب على من يريد أن يقود الحركة الوطنية أن يقدم إجابات بسيطة وواضحة ومباشرة عن تلك الأسئلة، لا أن يحرف بوصلة النقاش نحو جدل أبعد من تخوم الجغرافيا. كان الزمن الفتحاوي فلسطينيا بامتياز.
نصف قرن من زمن فتح الجميل القائم على المواجهة المستمرة مع الاحتلال حتى لو اختلفت طرق المواجهة وتنوعت مستوياتها. 
ففتح كحركة تحرر قائمة ومؤسسة على فكرة المواجهة مع الاحتلال لأنه في اللحظة التي تنتهي المواجهة يزول سبب وجود الحركة. 
من هنا فإن الزمن الفتحاوي هو زمن المواجهة بكل أشكالها مع الاحتلال، إنه زمن عيلبون والكرامة والسافوي والساحل والدبوية وديمونا والانتفاضتين كما هو زمن الاعتراف بالشعب الفلسطيني كشعب له حقوق سياسية وليس مجموعة من اللاجئين ضحايا حروب العرب مع إسرائيل كما كانوا يسمون في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، إنه زمن الحضور الفلسطيني في كل زاوية وشارع وممر برلمان وسفارة من أجل وضع فلسطين على الطاولة، زمن القرارات الدولية والدولة والاعتراف. إنه زمن المواجهة مع إسرائيل على الأرض وحولها وفي المؤسسات الدولية. 
كانت خلال كل ذلك فكرة المواجهة في صلب فهم فتح عن طبيعة الصراع. إنها مواجهة من أجل أن توجد فلسطين ومن أجل أن يعود الشعب الذي أريد له أن يصبح مثل الهنود الحمر مجرد شعب كان ومضى في غياهب التاريخ.
فتح آمنت بأن بقاء الفلسطينيين في فلسطين ووجودهم عليها هو الرد الأكبر على النكبة وما مثلته من اجتثاث للفلسطينيين من أرض آبائه وأجداده ونفيه في ديار الغير. 
شكلت رحلة البحث الفتحاوية أوديسة فلسطينية بامتياز، إنها الوعود التي نذرتها العاصفة في بيانها الأول والتي ظلت في صلب وكنه أدبيات فتح على مدار العقود الخمسة السابقة.
نصف قرن وفتح عامود الخيمة الفلسطينية وحاملة الشعلة وموقدة النار وحارسة الحلم. 
في سنين قليلة نجحت فتح في أن تجعل من نفسها أم الوطنية الفلسطينية وبيت الهوية والتعبير الأكثر صراحة عن الشخصية الفلسطينية. 
لم يكن هذا صدفة ولم يأتِ بفعل قوة سحرية ولا بفعل ظروف زمكانية. لأنه لو كان بفعل سحر لزال مع زوال السحر ولو كان بفعل ظرف لزال بزوال الظرف، بل تأتى ذلك لفتح بفعل فهمها العميق للحالة الفلسطينية ومقدرتها على الاستجابة السريعة للشرط الفلسطيني. 
لقد تميزت إجابات فتح دائماً بأنها الأكثر قرباً من نبض الجماهير لذا يطيب لفتح أن تقول عن نفسها إنها حركة الجماهير. 
لا يوجد شيء اعتباطي في الأدبيات الفتحاوية، لأنها أدبيات لم تكتب في صوامع التنظير ولا مكاتب التأليف، بل صيغت من رحم معاناة الناس والاشتباك اليومي بأشكاله المختلفة مع الاحتلال. 
لذا أيضاً ليس عجباً أن فتح أثرت الخطاب الوطني بكل مفرداته وزودته بكل تعابيره، ويكاد يصعب التمييز بين خطاب فتح والخطاب الوطني برمته. 
وأيضاً ليس عجباً أن شأن فتح الداخلي هو شأن فلسطيني عام وبامتياز، فحين تجري انتخابات منطقة تنظيمية صغيرة وربما شعبة في فتح تجد كل الحيز الجغرافي يتحدث عنها ويتداول تفاصيلها، فيما بعض التنظيمات بل كلها تعقد مؤتمراتها العامة وتنتخب مكاتبها السياسية أو ما يوازيها ولا يهتم أحد إلا القلة المتابعة، أما في فتح فالأمر مختلف.
كل ذلك يضع على كاهل فتح مسؤولية كبيرة وهي تجتاز عقدها الخامس. إنها ذات المسؤولية التي استشعرها آباء فتح قبل أكثر من نصف قرن وهم يوقدون شعلة العاصفة التي ستنير درب الحركة الوطنية طوال تلك السنين. فثمة الكثير من المخاطر والآلام والصعاب وتحديات متنوعة ومختلفة ومتفاوتة. 
وربما يقع في قلب تلك كلها مهمة استكمال المواجهة حتى تحقيق المطالب الوطنية خاصة مع اشتداد المواجهة مع الاحتلال والضغط الجاد باتجاه إنهاء الاحتلال ومحاصرة إسرائيل بالقرارات الدولية وتجسيد دولة الأمر الواقع شاءت إسرائيل أم أبت.  
ولا يقل أهمية عن ذلك ضرورة تعزيز وتطوير مؤسسات الدولة الفلسطينية العتيدة. 
يتطلب هذا ما نذرت فتح نفسها له من تحقيق الوحدة الوطنية والقتال من أجل تجسيدها فعلاً لا قولاً، فرغم ما قطعته المصالحة من خطوات إلا أنها بحاجة للمزيد من الإجراءات من أجل أن تصبح حقيقة لا مجرد شعارات. يشمل هذا منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وابتداع صيغ خلاقة لتطوير النظام السياسي وتعزيز المشاركة والديمقراطية فيه.
ويظل البناء التنظيمي واستكمال عملية التصحيح والتطوير مهمة فتح الداخلية خاصة الحاجة لعقد المؤتمر الحركي السابع كاستحقاق فتحاوي ووطني وإعادة الهيبة إلى الحركة وتصليب عودها. 
وفي كل ذلك يظل إيلاء المزيد من الاهتمام لمناطق اللجوء وأهلنا في الشتات أولوية، فالزمن الفتحاوي هو الزمن الفلسطيني بامتياز.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصف قرن من الزمن الفتحاوي نصف قرن من الزمن الفتحاوي



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday