يهودية الدولة، إعلان مرحلة من الصراع المفتوح
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

يهودية الدولة، إعلان مرحلة من الصراع المفتوح

 فلسطين اليوم -

يهودية الدولة، إعلان مرحلة من الصراع المفتوح

طلال عوكل

يبدو للبعض أن حماسة بنيامين نتنياهو لاستصدار تشريع من قبل الكنيست يطابق بين القومية والدين، وكأنه نموذج لأنانية السياسي، الذي يمكن أن يفعل كل شيء وأي شيء، لضمان بقائه على رأس السلطة. هذا صحيح بالنسبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي يواجه تحدياً كبيراً داخل حزبه من قبل كتلة داني دانون المتطرفة، ويسعى إلى استعادة مكانته كزعيم لليكود، من خلال المزايدة على اليمين المتطرف، بتطرف أشد لتقويض القاعدة التي يقوم عليها تكتل دانون. لكن السؤال يذهب إلى ما هو أبعد من الدوافع الشخصية لنتنياهو، فموضوع استراتيجي خطير من نوع إقرار الطابع اليهودي للدولة، يستجيب للاتجاهات المتطرفة السائدة في المجتمع، كما في المشهد السياسي الحزبي. في هذه المرحلة تتزايد نسبة المتدينين الشرقيين، المعروفين باهتمامهم بمسألة الإنجاب الكثير ومع تزايد نسبتهم في المجتمع يتراجع حجم ودور ومكانة العلمانيين واليهود الغربيين، الذين يفضلون تحديد النسل، إلى أن يصبحوا الأغلبية في المجتمع. كما أخذت كتلة المستوطنين، الذين تتزايد أعدادهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، ليشكلوا جزءاً فاعلاً في التأثير على سياسات ومواقف الأحزاب، وهو أمر يتضح تأثيره اليوم على تركيبة الحكومة الإسرائيلية، فما بالنا غداً حيث تتسع وتتصاعد حمى الاستيطان في القدس والضفة الغربية؟.
وإذا كانت بعض الأحزاب المعارضة، والمشاركة في الحكومة ممن يُعرّفون أنفسهم باليسار، وبالوسط السياسي، مثل حزب العمل، و"يوجد مستقبل"، وكتلة تسيفي ليفني، يحذرون من أن إقرار هذا القانون سيقضي على الطابع الديمقراطي للدولة، فإن أي تحليل موضوعي، سيضيف على هذا الاستنتاج أبعاداً أخرى لا تقل خطورة.
بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أشار بجرأة الى أن إقرار هذا القانون يعني إغلاق الطريق أمام حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، وينهي إمكانية تحقيق رؤية الدولتين، بما أنه يعني أن السياسة الإسرائيلية تتجه نحو تنفيذ مشروع إسرائيل الكبرى الذي يشمل كل أرض فلسطين التاريخية، فضلاً عن أن القانون ينهي وثيقة الاعتراف المتبادل.
بيان اللجنة التنفيذية للمنظمة ربما يمتنع قصداً عن الإشارة إلى أن هذا القانون، ينطوي على مخطط إسرائيلي لا يتوقف عند حدود رفض حق عودة اللاجئين، وإنما يتجاوزه لطرد الفلسطينيين المتشبثين بأرضهم في مناطق 1948، ويشكلون نسبة 20% من مواطني دولة إسرائيل.
هؤلاء عملياً يخضعون كل الوقت لإجراءات وقوانين عنصرية، ويتم التعامل معهم، كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة، فكيف سيكون عليه الأمر بعد إصدار هذا القانون؟
القانون عملياً يُحوّل دولة إسرائيل إلى دولة عنصرية، تلزم حكوماتها باتباع سياسة تطهير عرقي، أو إبادة جماعية كما يحصل اليوم في مدينة القدس التي تتعرض وأهلها إلى مخططات عملية تستهدف معالمها الحضارية التاريخية ووجودهم فيها.
منذ فترة طويلة، وحتى حين كانت هناك مفاوضات لم تتوقف إسرائيل عن التصريح بأنها تنظر للضفة الغربية على أنها "يهودا والسامرة"، وبأن القدس هي عاصمتها الموحدة الأبدية، وها هي اليوم تؤكد عبر هذا القانون الذي يحظى بدعم ستة عشر وزيراً، بأن إسرائيل تقطع مع كل خيار التفاوض والبحث عن السلام.
كان من المفروض أن تبادر القيادة الفلسطينية إلى الإعلان عن فشل خيار المفاوضات، وبأن إسرائيل ومن يقف وراءها، ويدعمها هم المسؤولون عن فشل هذا الخيار، والعودة إلى مربع الصراع والاشتباك الواسع. لقد سبق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القيادة الفلسطينية بإعلانه أول من أمس عن فشل الجهود الجماعية الدولية في التوصل إلى تسوية، ما يعني أن المجتمع الدولي يدرك هذه الحقيقة، التي تضع حداً للمحاولات الأميركية الفاشلة التي تستهدف إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات.
التوصل إلى هذه الحقيقة وإعلانها والبناء عليها فلسطينياً يعني رفض محاولات الإدارة الأميركية، لاستئناف المفاوضات، بعد أن تكون اسرائيل قد أقرت هذا القانون، إذ ان مثل هكذا مفاوضات ستشكل غطاءً لممارسات إسرائيل العنصرية، ولإمعان إسرائيل في تنفيذ المزيد من المخططات الاستيطانية والتهويدية.
مشروع القانون الإسرائيلي بشأن يهودية الدولة، يخلق مناخات جديدة، تفتح الأبواب مشرعة أمام الصراع، الأمر الذي يُلقي على كاهل القيادات والفصائل الفلسطينية التفكير والعمل بطريقة مختلفة ووفق خيارات واستراتيجيات مختلفة عما سبق.
لا نريد استباق الأحداث المرتبطة بخيار التوجه إلى الأمم المتحدة وماهية ردود الفعل الأميركية والإسرائيلية على مثل هذا الخيار، والتي ستؤدي إلى تأجيج الصراع، ولكن إذا كان أيسر الخيارات، خطيراً بالنسبة للفلسطينيين، فإن قيادات العمل الوطني تتحمل مسؤولية تاريخية إزاء استعادة الوحدة الوطنية، والقفز عن كل الخلافات التي أدت إلى فشل المصالحة، واستمرار حالة الانقسام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يهودية الدولة، إعلان مرحلة من الصراع المفتوح يهودية الدولة، إعلان مرحلة من الصراع المفتوح



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday