وقاحة نتنياهو في ميزان العلاقة مع أميركا
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

وقاحة نتنياهو في ميزان العلاقة مع أميركا

 فلسطين اليوم -

وقاحة نتنياهو في ميزان العلاقة مع أميركا

طلال عوكل

لا يمكن اختصار الخلاف العلني والصريح بين الإدارة الأميركية، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، حول كيفية التعاطي مع البرنامج النووي الإيراني، على أنه صراع شخصي، مؤقت وعابر، ومرهون استمراره أو توقفه بغياب أحد طرفيه أو الطرفين عن سلطة اتخاذ القرار.
الخلاف بين الرئيس الأميركي، وبنيامين نتنياهو حول الملف النووي الإيراني، وموقفه من الأولويات، هو خلاف أقدم من عمر المفاوضات الجارية بين إيران وخمسة زائد واحد، والتي تقترب، من إنهاء السطر الأخير في اتفاق متوقع كما تفيد وسائل الإعلام.
منذ بداية عهد الرئيس أوباما، حاولت الإدارة الأميركية الربط بين الموقف من الملف النووي الإيراني، وعملية سلام الشرق الأوسط، وعلى أساس ذلك باشر السناتور الأميركي جورج ميتشل، مهامه في التوسط بين إسرائيل وفلسطين من أجل استئناف المفاوضات، وكان عليه أن يقنع الإسرائيليين بمعادلة الربط بين ملف النووي الإيراني وملف السلام، لكنه سرعان ما أن تخلى عن مهمته، بعد أن استشرف الفشل مبكراً وخلال أشهر قليلة.
الولايات المتحدة من موقعها الدولي ووفق استراتيجيتها التي تتصل بمصالحها على الساحتين الدولية والشرق أوسطية، تتفق مع الكثير من دول العالم بما فيها إسرائيل على ضرورة منع إيران من استكمال برنامجها النووي، لكنها تختلف مع إسرائيل حول وسائل تحقيق ذلك.
إسرائيل التي تعاني من هواجس وجودية في حال امتلكت إيران قدرات نووية لا ترى سبيلاً لوقف البرنامج الإيراني، واستبعاد تداعياته الخطيرة على وجودها إلاّ من خلال وسيلة واحدة، وهي الحرب والدمار. لكن إسرائيل غير مستعدة لأن تتحمل العبء الأساسي في تحمل تكاليف حرب تنطوي على نتائج كارثية، ولذلك فإنها تسعى لتحفيز الولايات المتحدة على اتخاذ قرار وتشكيل تحالف دولي حربي للقيام بالمهمة.
ولأن إسرائيل تملك نفوذاً في التأثير على القرار السياسي الأميركي، بسبب قوة اللوبي اليهودي، وانطلاقاً من العبث في التناقضات الداخلية بين الديمقراطيين والجمهوريين، وأيضاً لأن الولايات المتحدة من موقعها الدولي هي القوة القادرة على إدارة التحالفات الدولية، لخفض الحروب، فإن نتنياهو مستعد لتحمل ما قد ينجم عن تحديه السافر لإدارة الرئيس أوباما.
لكن ثمة شيئا آخر، وهو أن نتنياهو اختبر هذه الإدارة مرات عديدة خلال السنوات الست الماضية، وخاض ضدها العديد من التحديات، ووجه لها ولرجالاتها العديد من الإهانات، والمحصلة كانت في معظم الأحيان، تراجع الإدارة الأميركية عن مواقفها، والاصطفاف خلف المواقف الإسرائيلية، لا بل إن الضغط الإسرائيلي على إدارة أوباما كان يحفز الإدارة الأميركية على تقديم المزيد من المكافآت، والمزيد من الدعم لإسرائيل.
نتنياهو اختار هذا الوقت لتصعيد الخلاف مع الإدارة الأميركية، ودفع الأمور نحو مزيد من التأزم، لتوظيف هذه الأزمة، في الانتخابات الداخلية التي ستجري بعد أقل من أسبوعين. يتفق الكل بما في ذلك الإسرائيليون أن نتنياهو يحاول أن يقدم نفسه بطلاً قومياً، لا أحد سواه مؤهل لمواجهة المخاطر التي تستهدف أمن ووجود إسرائيل، حتى لو كلفه ذلك غضب الحليف الأميركي، الذي يكرس كل قوة الولايات المتحدة لحماية إسرائيل، وضمان أمنها وتفوقها.
يعلم نتنياهو أنه لن يواجه أية ردود فعل قوية مؤثرة على إسرائيل، نتيجة إقدامه على هذا التحدي الوقح، الذي يقتحم أصول الدبلوماسية والعمل السياسي، ولا يجرؤ أحد على أن يفعلها تجاه أي دولة أخرى، فكل ما صدر عن إدارة الرئيس أوباما، لا يتجاوز حدود المقاطعة الجزئية، والتصريحات التي تعبر عن عدم الرضى.
في الواقع فإن الخلافات الأميركية الإسرائيلية، لا تقف عند حدود الخلاف حول الملف النووي الإيراني، فلقد أقصت الولايات المتحدة إسرائيل من التحالف الدولي الذي تقوده ضد "الإرهاب" في المنطقة العربية، وهي ليست المرة الأولى، وأيضاً ثمة خلاف حول ملف المفاوضات وعملية السلام، والاستيطان، لكن كل هذه الخلافات، محكومة لأساسيات العلاقة بين الدولتين، التي تضمن استمرار العلاقة على نحو متميز.
موضوع إسرائيل والولايات المتحدة، يذهب إلى طبيعة المشروع الصهيوني الذي يقدم خدمة استراتيجية للدول الاستعمارية التي تسعى لضمان مصالحها في هذه المنطقة الحساسة، وبما يجعل إسرائيل دولة وظيفية لا يمكن أن تتغير وضعيتها، إلاّ بنهوض عربي، يشتغل مع الآخرين، مع كل الآخرين وفق سياسة المصالح.
على أنه إذا كانت العلاقات الإسرائيلية الأميركية والأوروبية، قائمة على أساس المصالح، والتوظيف، فإن التاريخ كفيل بحل هذه المسألة، فلقد بادرت الولايات المتحدة لنشر قواعدها العسكرية، وتعزيز وتوسيع وجودها العسكري والأمني المباشر في المنطقة، لتعتمد عليها بالدرجة الأولى في تنفيذ استراتيجياتها وتلبية مصالحها. إسرائيل المدعومة أميركياً، لا تزال، بل أصبحت على مقاعد الاحتياط، بعد أن كانت لعقود تشكل رأس حربة المشاريع الاستعمارية في المنطقة، فلقد تم إقصاؤها عن المشاركة في كل الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في العقود الأخيرة على المنطقة من أفغانستان إلى العراق والخليج إلى ليبيا إلى العراق وسورية مجدداً.
وإذ لا يمكن المراهنة على الخلاف الأميركي الإسرائيلي في هذه المرحلة فإنه من الخطأ تجاهل هذا السياق، والأهم انه من الخطأ تجاهل مسؤولية العرب إزاء كيفية تعاطيهم مع مصالحهم ومصالح الآخرين بما يؤدي إلى تراجع الدور الوظيفي لإسرائيل، التي ستبدو في وقت ما مستقبلاً عبئاً على المصالح الغربية بما في ذلك مصالح الولايات المتحدة، لكونها تتحول ذاتياً وبفعل ميكانيزمات داخلية إلى دولة عنصرية، ودولة إرهاب. نتائج وتداعيات خطوة نتنياهو وخطابه في الكونغرس الأميركي، أشعلت أيضاً الساحة الداخلية الإسرائيلية، وسلحت المعارضة بذخيرة قوية ربما تؤدي إلى تخفيض شعبيته، وخدمة معارضيه، ولكن بدون أن يتوهم أحد أن ما يسمى باليسار، سيكون مؤهلاً لتشكيل الحكومة القادمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقاحة نتنياهو في ميزان العلاقة مع أميركا وقاحة نتنياهو في ميزان العلاقة مع أميركا



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday