نحو مأسسة ملف المصالحة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نحو مأسسة ملف المصالحة

 فلسطين اليوم -

نحو مأسسة ملف المصالحة

طلال عوكل

ها نحن نقترب من العام على توقيع اتفاقية الشاطئ، التي كان هدفها تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشأن المصالحة، لكن الأمور لا تزال على حالها، لم يغير منها، وجود حكومة الوفاق الوطني، التي دخلت هي الأخرى مربع النقد والتشكيك، والاتهامات.
الأزمات السياسية والحياتية للمواطنين، أخذت تتفاقم، وتجتاح ما تبقى من عوامل الصمود، وتطيح بكل الأحلام الكبيرة منها والصغيرة، فيما لا تزال حسابات الأطراف الفلسطينية الفاعلة، والمسؤولة عن استمرار الانقسام، تضرب أخماسها بأسداسها، وترتبك حساباتها مع ارتباك وتطورات الوضع العربي والإقليمي.
لا يجد المواطن الفلسطيني فرصة للتفاؤل، بأن القضية الفلسطينية لا تزال تحظى بأولوية العرب والعجم، فيما تتركز الاهتمامات والأنظار نحو مشروع الدولة الإسلامية وتداعياته، أو على ما يجري في اليمن من تحولات جذرية، لتشكل عنصراً قوياً وفاعلاً، وشديد التأثير على سياسات وحسابات، ومواقف دول مجلس التعاون الخليجي. 
كثيرون ينتظرون جديداً مختلفاً عما سبق، بعد تسلم العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مقاليد الحكم في السعودية، وبعض هؤلاء ينتظرون إعادة النظر في حساباتهم على ضوء هذا المتغير، الذي يحتاج هو الآخر إلى التريث قبل أن يقدم رؤيته لدور السعودية في المنطقة والإقليم وهو دور مهم، وبخاصة في ضوء الحدث اليمني.
العرب، كل منشغل بهمومه ومخاوفه، التي تطغى على أي اهتمام آخر، بضمن ذلك القضية الفلسطينية، فها هي السلطة تصرخ ليل نهار للشهر الثاني على التوالي، بسبب احتجاز إسرائيل للأموال الفلسطينية، دون أن يتقدم العرب لتنفيذ ما يترتب عليهم من دعم مالي لتعويض العجز الفادح في قدرة السلطة على الوفاء بالتزاماتها.
أين هو قرار العرب بشأن توفير شبكة أمان مالية بمقدار مئة مليون دولار للسلطة في حال تعرضت لقرارات إسرائيلية باحتجاز أموال الضرائب؟ لا يدرك العرب أن تنفيذ هذا القرار هو استحقاق واجب وضريبة انتماء، فضلاً عن أنه موضوعياً، يشكل أحد أهم عوامل استقرار من تبقى منه ينشد استقراراً، ذلك أن انفلات كوابح الصراع مع إسرائيل، من شأنها أن تخرج المارد الفلسطيني عن كل الضوابط والقيود.
مئة مليون دولار كثيرة بالنسبة للسلطة، فهي تحل مشكلة مئات آلاف الأسر، لكنها تدخل في خانة الآحاد العشرية بالنسبة لبعض الدول، أو حتى بالنسبة لبعض الأغنياء العرب.
ولكن عودة إلى الأوضاع الفلسطينية البائسة، ينبغي على المسؤول السياسي أن يدرك بأن الناس على الأقل هنا في قطاع غزة، لم يعودوا ينتظرون وفوداً، وزيارات، ولقاءات، وهم قد فقدوا الأمل بكل ما يصدر عن القيادات السياسية، بشأن المصالحة واستعادة الوحدة، وهم يلمسون ويرون، ما يجري على الأرض، ويراقبون عمليات التحريض والتعريض والاتهامات المتبادلة، المقرونة بممارسات على الأرض باتت تهدد أمن المواطن.
الآن يدرك بعض الأطراف، مدى أهمية أن يتجاوز الحوار طابعه الثنائي بين فتح وحماس، إلى الطابع الوطني الجماعي، وذلك أن التجربة السابقة أنتجت فقدان الأطراف الثقة ببعضها، وعمّقت من طبيعة الخلافات والمخاوف المتبادلة. 
الأسابيع الأخيرة شهدت الحوارات التي تجري في قطاع غزة قدراً من الموضوعية والإيجابية، وقدراً أكبر من الانفتاح على الآراء والاقتراحات بشأن الخروج من الأزمة، بالرغم من أن ذلك لم يؤد إلى تغيير في مواقف الأطراف، أو إلى مبادرات لتحريك المياه الآسنة التي تجري في الأرض السياسية الفلسطينية.
الرئيس محمود عباس، أصدر قراراً بتشكيل فريق وطني متخصص للعناية بملف محاكمة إسرائيل دولياً على ما ارتكبت وترتكب من جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني، أي أن الرئيس يأخذ بمنطق المأسسة لهذا الملف، الذي لا يجوز أن يديره، سوى أهل الاختصاص، وهؤلاء بالتأكيد سيعملون تحت مسؤولية القرار السياسي.
يبدو لي أن ملف المصالحة واستعادة الوحدة، قد بلغ هو الآخر، حداً من التعقيد، الذي يحتاج إلى مأسسة. هذا الملف لم يعد فلسطينياً محضاً، ولم يعد فصائلياً وحسب، فثمة تداخلات وتدخلات مؤثرة إلى حد كبير في صياغة الأوضاع الداخلية الفلسطينية. 
نأمل ألاّ نعود كفلسطينيين إلى ما سبق من اتهامات متبادلة، هذا يتهم الآخر، بالخضوع لتأثيرات إيرانية، وذاك بالخضوع لتأثيرات أميركية أو أوروبية أو إسرائيلية، فلقد بات معلوماً أن تحقيق أي إنجاز من قبل هذا الطرف أو ذاك على أساس فصائلي لا يمكن أن يثمر على أرض الواقع للشعب الفلسطيني طالما بقي الانقسام.
المقصود بالمأسسة هنا، هو أن تتفق الأطراف الفلسطينية بمجموعها على تشكيل لجنة حكماء وطنية، تنخرط في تقديم قراءة تحليلية للظروف المحيطة، وآثارها على القضية الفلسطينية، وتضع سيناريوهات وبدائل بالإضافة إلى تقديم مقترحات، بشأن استراتيجية وطنية جديدة، تؤسس لبرنامج اجماع وطني سياسي، ولتحديد سبل الخروج من عنق الزجاجة فيما يتعلق بإعادة بناء الوضع الفلسطيني برمته.
نعلم أن الحكماء موجودون داخل الفصائل وخارجها، ونعلم أيضاً أن ثمة العديد من مؤسسات الدراسات والبحث الجاد، قد حضرت وأنجزت الكثير من الأوراق المهمة، والصالحة، لكن أحداً لم يتعاط معها بما تستحق من جدية. 
نذكر في هذا المجال ما أنجزته مؤسسة مسارات، من أوراق بحثية، شارك في إنجازها عشرات الشخصيات الوطنية فصائلية وغير فصائلية، خصوصاً في ملفات المصالحة الوطنية، بما يعني أن اللجنة الوطنية للمصالحة لن تبدأ من الصفر.
التوافق حول مثل هذه اللجنة، يعطيها القوة والحصانة، والقدرة على الإشارة باصبع اليد إلى مكامن التعطيل، والجهات المسؤولة عن ذلك، في حال وقوعه، ويجعلها قادرة على تقديم أوراق عمل بعيدة عن العصبوية، وبعيدة عن الحسابات الفصائلية، وبعيدة ولكن ليس بمعزل عن قراءة، المؤثرات الخارجية.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو مأسسة ملف المصالحة نحو مأسسة ملف المصالحة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday