قبل انهيار المشروع الوطني
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

قبل انهيار المشروع الوطني

 فلسطين اليوم -

قبل انهيار المشروع الوطني

طلال عوكل

اضطررت لتقديم الكثير من الوقائع لإقناع صحافية ألمانية جاءتني، يوم أمس، تحمل أسئلة في العمق، لمناسبة مرور عشر سنوات على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وعام على الحرب الإجرامية التي شنتها إسرائيل على القطاع في مثل هذه الأيام من العام الماضي، وكانت الصحافية شاهداً عياناً وحاضراً على وقائعها.
من بين ما تطرقت إليه خلال المقابلة الصحافية، استنتاج يفيد بأن إسرائيل تتجه نحو أن تكون دولة دينية عنصرية، الأمر الذي أثار استغرابها لأن العالم اليوم كما تقول لا يمكن أن يسمح بقيام دولة دينية عنصرية ترتكب جريمة ترانسفير واسعة ضد الفلسطينيين. كان علي أن أذكّرها، بأن الولايات المتحدة، وأوروبا الغربية وبضمنها ألمانيا، كلها تدعم الطلب أو الشرط الإسرائيلي الذي يتمسك بيهودية الدولة، وان آخر ما ورد، جاء في نص كجزء من المبادرة الفرنسية إلى مجلس الأمن، والتي تراجعت فرنسا عنها.
إسرائيل التي يحكمها تحالف اليمين المتطرف والأشدّ تطرفاً، هي الأخطر على الدولة، لكن الدول الغربية الحليفة لها تساهم بقدر وافر من الأسباب التي تدفعها نحو حتفها المؤكد وإن طال الزمن. أحد أبرز الكتّاب الإسرائيليين، ألون بن مئير كتب مقالة قبل ثلاثة أيام، يحذر فيه من استمرار السياسة الإسرائيلية التي تنزلق أكثر فأكثر نحو العنصرية.
بن مئير انتقد سياسات الولايات المتحدة والدول الغربية التي تمارس سياسة الدلال للدولة العبرية، وتقدم لها الدعم الوفير، الأمر الذي يشجع الساسة الإسرائيليين على مواصلة السياسة ذاتها التي ستؤدي في نهاية الأمر إلى أن تدمر إسرائيل نفسها.
هذا الخطاب مقروء بالنسبة للفلسطينيين، وتساهم السياسة العامة الفلسطينية في فضح الطبيعة العنصرية والفاشية للدولة الإسرائيلية، لكنها أي السياسة الفلسطينية تخدم في الأمد القريب السياسة الإسرائيلية الرامية لمصادرة الحقوق الفلسطينية وتقزيمها إلى دولة في قطاع غزة، والإمعان في شرذمة الشعب الفلسطيني.
سألتني الصحافية الألمانية، فيما بدا وكأنها اقتنعت بما أقول عن الخيارات الفلسطينية في مواجهة هذه المخططات الإسرائيلية، فكان جوابي تقليدياً ممجوجاً، وهو أن المصالحة الفلسطينية هي مبتدأ الكلام. أعرف أن الجواب ناقص فأكملت لها ان المجتمع الدولي والمقصود الدول الغربية، تتحمل مسؤولية جدية إزاء تأكيد التزامها عملياً، برؤية الدولتين، ولمحاصرة السياسة الإسرائيلية التي تتصادم مع الموقف الدولي.
شعرت بالخجل وأنا أتحدث عن المصالحة الفلسطينية كمدخل لإفشال المخططات الإسرائيلية، لأن الفلسطينيين بدلاً من ذلك، يمعنون في تعميق الانقسام، ويقدمون لإسرائيل أفضل الفرص لفرض مخططاتها. القيادات الفلسطينية إما أنها لم تعد تعرف ماذا تفعل وإما أنها مقصرة في شرح استراتيجياتها، وخطواتها المقبلة لمجابهة المخططات الإسرائيلية.
في هذا الاطار، لا يمكن للعقل السوي، أن يعفي أيا من الطرفين فتح وحماس من المسؤولية عن هذا الوضع الهابط، والمتردي. بإمكان الطرفين أن يواصلا، اتهام بعضهما البعض بالمسؤولية عن إفشال المصالحة، وتعطيل عمل حكومة الوفاق التي فقدت رجليها وتحولت إلى أداة معاقة لا تستحق أن يتابع المواطن أخبارها.
قبل أن نتحدث عن التدمير الذاتي الذي تمارسه القيادة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، علينا أن نقف ونفكر ملياً في سياسة التدمير الذاتي التي يمارسها الفلسطينيون بحق أنفسهم وشعبهم وقضيتهم. في الخيارات لم نعد نعرف ما هو خيار السلطة والقيادة الفلسطينية في ضوء ما آلت إليه الأمور، وبعد اعتراف معظم أفرادها بأن طريق أوسلو وصل إلى فشل ذريع، فيما تتجاهل هذه القيادة، الدعوات التي أخذت تتصاعد في أوساط النخبة السياسية والثقافية الفلسطينية، التي تدعو للمراجعة الوطنية الجماعية، وإلى دعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير.
لا تزال هذه القيادة تتجاهل أوضاع المجتمع، وهمومه المتزايدة وتواصل الالتزام بكل ما يخدم مصالح إسرائيل وأمنها، ومخططاتها، أما الحديث عن المقاومة الشعبية والسياسية فهو فقط لتأكيد خطابها الملتزم بالسلام والموجه للمجتمع الدولي.
من ناحية ثانية، تمضي حركة حماس في خياراتها المنفردة نحو البحث عن حلول لقطاع غزة، طالما أن المصالحة قد أصبحت في خبر كان، وتشيح بوجهها عن الصرخات المتعالية التي تحذر من مخطط دولة غزة، فلقد أقفلوا وهي ساهمت في إقفال كافة الخيارات سوى هذا الخيار. بصراحة إذا كانت الدعوات والصلوات لا تكفي لتصحيح الأوضاع، بل إنها لا تصل إلى عقول المعنيين حتى إن وصلت إلى آذانهم، فإنه لم يعد أمامنا سوى مطالبة الفصائل الأخرى ومنظمات المجتمع المدني، والنشطاء والنخب، إلى توليد جبهة إنقاذ تضغط على الطرفين فتح وحماس، هذه الدعوة ليست جديدة، لكنها كما يتضح لم تكن قابلة للتنفيذ، أما الآن فإن وصول السكين، إلى الرقبة، يستدعي هذه المحاولة الأخيرة قبل أن نعلن بأنفسنا انهيار المشروع الوطني الفلسطيني، والانتقال إلى مرحلة جديدة عنوانها نكبة جديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل انهيار المشروع الوطني قبل انهيار المشروع الوطني



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday