في غياب العوامل الضرورية لتحقيق الانجاز
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

في غياب العوامل الضرورية لتحقيق الانجاز

 فلسطين اليوم -

في غياب العوامل الضرورية لتحقيق الانجاز

طلال عوكل

ما كان بالضرورة أن ينقضي اليوم الأخير في العام المنصرم المليء بالنكسات وخيبات الأمل، إلى ما آلت اليه الامور بالنسبة للملفين الأساسيين اللذين يشكلان العناوين الابرز لهذا العام. التصويت على مشروع القرار الفلسطيني العربي لانهاء الاحتلال، مني بالفشل، اذ لم تصوت عليه سوى ثماني دول، ما خفف عن الولايات المتحدة الحرج باستخدامها الفيتو، لو سارت الامور على نحو مختلف، فيما يتعلق بعدد الاصوات التسعة التي يحتاجها القرار.
الفشل الذي كان متوقعاً، وفق كل التقديرات، لا يعني ان القرار الفلسطيني خاطئ، بما أنه يؤشر على وجهة للسياسة الفلسطينية المطلوبة للتحول عن آليات ومرجعيات التفاوض، وعن احتكار الولايات المتحدة للملف، خلال عشرين عاماً مضت، غير أن هذا التحول كان يحتاج الى متطلبات أساسية تحضر لنجاحه، فضلاً عن اختيار التوقيت المناسب للتصويت على القرار حيث ان التشكيلة القادمة لمجلس الأمن تنطوي على ممكنات افضل.
أهم المتطلبات التحضيرية الغائبة، تتصل باستمرار حالة الانقسام، وتفاقم الخلافات الفلسطينية الداخلية، وتعطل عملية المصالحة، يتعلق الأمر، بالحاجة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وتنظيم أوراق القوة التي تستدعي الوحدة الوطنية، طالما ان القرار يدشن مرحلة تذهب في اتجاه فتح الصراع، وتوسيع دائرة الاشتباك مع الاحتلال، ومن يسهرون ليل نهار على رعايته، ودعمه وحمايته.
كان توفر العامل الداخلي القوي، العنصر الاساسي من متطلبات هذا التوجه، وهو ما يزال في بداياته، خصوصاً وان الوضع العربي، لا يسعف الفلسطينيين على تحقيق انجازات، او على حماية الإرادة الفلسطينية. الوضع العربي هش، ضعيف، وضعيف وهش الوضع الاسلامي، اللذان لا يصدر عن مؤسساتهما الجامعة سوى البيانات والتصريحات، التي تفتقر الى إرادة العمل الحقيقي الفاعل.
تبنى العرب القرار، ولكنهم لم يفعلوا شيئاً يساعد على نجاحه، بل ان بعضهم راح يعمل من وراء الظهر، للضغط على الفلسطينيين ومعاونة المساعي الأميركية الهادفة لإفشال القرار في مجلس الأمن.
وعند الحديث عن العرب، فإن التوصيف يستثني العديد من الدول العربية المركزية، والكبيرة، الغارقة في صراعاتها الداخلية، وفي مواجهة اشد المخاطر التي تهدد الوحدة الجيوسياسية لهذه الدول. لفظة العرب اليوم تعني حصرياً، مصر ودول الخليج العربي، والجزائر والمغرب، وبعد أيام قليلة تونس، أما بالمضمون فإنها تعني الطاقات والمصالح العربية، والإرادات القادرة على الضغط والتحشيد، والفعل، والعرب بهذا المفهوم غائبون عن الوعي. وبالنسبة للعامل الداخلي ايضا، لا بد ان يكون التوجه نحو الامم المتحدة، جزءاً يتكامل مع اجزاء اخرى لاستراتيجية وطنية فلسطينية، هي غير متوفرة. لقد اختلف الفلسطينيون بالنسبة لمضامين القرار وآليات اتخاذه، وبدا وكأن الرئيس وبعض مستشاريه هم المسؤولون والمعنيون بالأمر فيما عكست التبدلات التي جرت على صياغة مشروع القرار، قدراً من التردد، الذي شجع أعداء فلسطين على مواصلة العمل من اجل إفشاله.
وعلى جبهة الصراع مع الاحتلال ايضاً، كان لا بد من دراسة الخطوات اللاحقة، للتصويت في مجلس الأمن فشلاً كما حصل، او نجاحاً كما كنا نتمنى. في الواقع فإن السيناريوهات اللاحقة لفشل التصويت تنطوي على قدر من الارتباك، وخلط الاوراق، وعدم الوضوح فالبعض يتحدث عن الاستعجال في الانضمام لمعاهدة روما، وبعض آخر يتحدث عن وقف التنسيق الامني، او وقف التعامل بالكامل مع الاحتلال، وبعض ثالث يتحدث عن حل السلطة.
ان الاستعجال في اتخاذ أي من هذه الخطوات بدون تحضير الساحة الداخلية والاتفاق الوطني على البدائل السياسية، من شأنه أن يزج بالوضع الفلسطيني في متاهات، مكلفة الثمن، بدون تحقيق انجازات مقابل الثمن المدفوع.
الملف الثاني وهو ملف المصالحة الفلسطينية، الذي جاء السطر الاخير فيه في نهاية العام المنصرم، زيارة وفد وزاري من حكومة الوفاق الى قطاع غزة، محملاً، بوعود لم يعد المواطن الفلسطيني يصدقها ما يخلق عند الناس خيبات أمل جديدة.
التصريحات التي صدرت من بعض الوزراء، أو باسم الوزارة توزعت بين التواضع باعتبار ان مهمة الوفد الاطلاع على اوضاع المواطنين في قطاع غزة وتخفيف معاناتهم، وبين المبالغة بتسويق مهمات لا قبل للحكومة على تحقيقها، من مستوى ان الوفد سيعالج كافة الملفات من ملف اعادة الاعمار الى ملفات المياه والكهرباء وما بينهما.
المحصلة تشير الى ان لا تغيير في المناخات السلبية التي كانت سائدة قبل زيارة الوفد، ما يعني مجددا ان الحل لمعالجة العقبات التي تعترض نجاح المعارضة، لم تكن بحاجة الى الحكومة وزياراتها، وانما هي تحتاج الى حلول سياسية. نقصد بالحلول السياسية المطلوبة، عودة الاطراف في اطار وطني جماعي الى طاولة الحوار مجددا لتصحيح الخلل الكبير، وسد النواقص الأساسية التي تعتري كل اتفاقيات المصالحة، واهمها الاتفاق على استراتيجية عمل وطني وبرنامج سياسي، يشكل مرجعية سياسية للعمل الوطني الفلسطيني، بالتوازي مع المرجعية التنظيمية التي اتفقت عليها الأطراف خلال حوارات سابقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في غياب العوامل الضرورية لتحقيق الانجاز في غياب العوامل الضرورية لتحقيق الانجاز



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday