عندما تغلق بوابات السلام تفتح بوابات الحرب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عندما تغلق بوابات السلام تفتح بوابات الحرب

 فلسطين اليوم -

عندما تغلق بوابات السلام تفتح بوابات الحرب

طلال عوكل

إقدام إسرائيل على انتهاك اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 مع سورية، لا يمكن أن يكون حدثاً عادياً، ولا ينطبق عليه من حيث التداعيات ما جرى خلال المرات الكثيرة التي أقدمت فيها إسرائيل على قصف منشآت ومخازن أسلحة في سورية خلال السنوات الأربع المنصرمة.
بقصد أو بدون قصد، فإن القصف الذي بادرت إليه إسرائيل في القنيطرة وأودى بحياة ستة من الكوادر القيادية لـ»حزب الله»، وجنرال إيراني كبير، ذلك الفعل يخترق محرمات، ويتجاوز خطوطاً حمراء، لثلاثة أطراف فاعلة هي سورية، وإيران، و»حزب الله»، ما يعني أنه من المرجح أن يستدعي ردود فعل أبعد من الحدث ذاته.
إسرائيل التي تعاني من عزلة دولية متزايدة، على خلفية مسؤوليتها عن إفشال محاولات التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، وارتكابها جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني، وانتهاكها المستمر للقوانين والقرارات الدولية فيما يتعلق بالاستيطان غير الشرعي، وتهويد القدس، ومتابعة بناء جدار الفصل العنصري على الأراضي المحتلة العام 1967، هذه الـ»إسرائيل» لم تعد محصنة، ولا يمكنها الاعتماد فقط على قدراتها العسكرية التدميرية.
عندما تغلق إسرائيل كل النوافذ أمام أي إمكانية لإقامة السلام مع فلسطين وسورية، ولبنان، ما يعني أن أبواباً أخرى ستفتح في ظل استمرار السياسة العدوانية الإسرائيلية، وإنكار حقوق الآخرين،
لا يمكن في هذه الحالة أن تحظى إسرائيل بالهدوء والسلام وحدها. فيما يعاني الآخرون، ما يترتب عليها أن تواجه وضعاً متوتراً كل الوقت، مفتوحا على اشتباك وصراع واسع، ومتعدد الأشكال، والأدوات والوسائل.
فإذا كانت إسرائيل تراكم وتطور المزيد من وسائل الدمار لحماية نفسها وتحقيق مخططاتها التوسعية وأطماعها، فإن الآخرين يراكمون هم أيضاً وسائل قتالية ضخمة، سعياً وراء حقوقهم ومصالحهم. لماذا يراكم «حزب الله» مثلاً، هذه الترسانة الهائلة من الأسلحة والصواريخ والمعدات القتالية، ولماذا يطور إمكانية في المواجهة، ولماذا تراكم فصائل المقاومة الفلسطينية هي الأخرى، وسائل قتالية تتجاوز الأسلحة الفردية؟
ما يملكه ويراكمه «حزب الله»، يعظم قوته السياسية، والشعبية وتأثيره في لبنان وربما المحيط القريب، كما نلاحظ دوره في سورية، ولكن ليس بحاجة إلى هذا الكم الهائل من الصواريخ، فقط لحسم التناقضات الداخلية اللبنانية، والتساؤل ذاته ينسحب على فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بالرغم من أن أحداً لا يتجاهل مدى تأثير ما تملكه المقاومة من أسلحة في التأثير على الأوضاع الداخلية.
بعض المحللين الإسرائيليين، وهم قلائل، يعتقدون أن «حزب الله»، ليس في وارد، القيام بأي رد على الغارة الإسرائيلية في القنيطرة، بدعوى، أنه يحرص بشدة على أن يعرض الشيعة في لبنان إلى مخاطر جسيمة، كما حصل خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006. يسوق هؤلاء ما يقولون إنه معلومات، فضلاً عن استدعاء تصريح سابق للسيد حسن نصر الله، كان قد قال فيه إنه ما كان ليقدم على خطف الجنديين الإسرائيليين، لو أنه كان يتوقع ما قامت به إسرائيل خلال الحرب.
لو أن حسابات السياسة، والحقوق والخيارات على هذا النحو، لكان على إسرائيل أن تنجح في تنفيذ مخططاتها من النيل إلى الفرات، بل أبعد من ذلك، دون أن تدفع أثماناً باهظة، لكن السياسة لا تسمح بمثل هذه الاعتقادات. السعي وراء الحقوق، وتحقيق الأهداف والإنجازات الكبرى منها والصغرى، يحتاجان إلى إجراء الحسابات الدقيقة، واختيار الوسائل المناسبة، في التوقيتات المناسبة، من أجل تقليل أثمان تحقيق الإنجازات، ولكن لا يمكن تحقيق الإنجازات والأهداف دون أثمان.
قبل يومين تم إطلاق صاروخين من الأراضي السورية باتجاه الجولان المحتل، تبع ذلك تدمير جيب عسكري وقتل وجرح من فيه في منطقة شبعا جنوب لبنان، وإطلاق قذائف هاون الأمر الذي يحمل في طياته، مؤشراً على مرحلة قادمة مختلفة عما شهدته الحدود السورية مع إسرائيل من هدوء مطبق منذ العام 1974. 
إطلاق الصواريخ ليس هو الرد الذي يوازي ما قامت به إسرائيل، ولا هو الرد المقنع، الذي يردع إسرائيل من تكرار عدواناتها وتوسيع جغرافية عملياتها العسكرية خارج حدود فلسطين التاريخية.
إطلاق الصواريخ مجرد كلمة المرور، نحو فتح جبهة الجولان المحتل، وهي مبادرة، كان يفترض من النظام السوري، أن يقدم عليها منذ كثير من الوقت خلال مرحلة الصراع الداخلي.
إذا كانت المعارضة على كثرة انتماءاتها وأشكال عملها، وأهدافها تسعى لإسقاط النظام، حتى لو أدى ذلك إلى التضحية بالدولة والوطن السوري بالنسبة لبعض الجماعات، فإن المبادرة إلى فتح الصراع مع إسرائيل تشكل معياراً لوطنية المعارضين، خصوصاً وأن سورية تدفع الثمن باهظاً في الصراع الداخلي الذي يخدم إسرائيل. الثمن مدفوع سورياً في كل الأحوال، فلماذا لا يدفع هذا الثمن في سياق فكرة، تحرير الأراضي السورية المحتلة، خصوصاً وأن التدخلات الخارجية واقعة في كل الأحوال ولا تنتظر مبررات من نوع يتصل باشتباك سوري إسرائيلي. وبصراحة فإن العدوان الإسرائيلي في القنيطرة ونتائجه يضعان على المحك، «حزب الله» وإيران، التي لا تتوقف حربها السياسية النظرية على ما يسمونه الجرثومة السرطانية أي إسرائيل.
الاتجاه نحو فتح جبهة الجولان يستدعي إعادة بناء العلاقة بين كل الأطراف التي تنتسب للمقاومة، وبضمنها الفصائل الفلسطينية، بما يطلق يدها في العمل، كما أنه يستدعي أيضاً وعلى نحو عاجل التعامل بطريقة إيجابية مختلفة مع أبناء المخيمات الفلسطينية في سورية المطحونين بين المعارضة والنظام، وحتى لا يكون ما يتعرض له هؤلاء جزءاً من تنفيذ مخططات التهجير والتبديد، وإضاعة حقوقهم في العودة إلى وطنهم فلسطين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تغلق بوابات السلام تفتح بوابات الحرب عندما تغلق بوابات السلام تفتح بوابات الحرب



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday