عـام كـحـلـي بـامـتـيـاز
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عـام كـحـلـي بـامـتـيـاز

 فلسطين اليوم -

عـام كـحـلـي بـامـتـيـاز

طلال عوكل

لست ادري ان كان الاحتفال او الشعور بنهاية عام، شكلا من اشكال الرضا عن عام مضى، ام انه تفاؤل بعام قادم افضل. نهاية عام وبداية آخر، ليس مجرد تغيير في رقم، فهو بالنسبة لمن يحترمون الوقت، محطة لمراجعة عام سابق، بهدف استخلاص الدروس، وتجنب الوقوع في اخطاء ما كان ينبغي الوقوع فيها، او ان يتكلف الخطأ اثمانا باهظة.
في الواقع، فإن الحياة السياسية الفلسطينية، بمعطياتها وتفاصيلها وبالفاعلين فيها، لا تعرف شيئاً اسمه المراجعة، ولا تعترف بالنقد الذاتي، ولكنها تبدع في نقد الآخر، حتى تهشيمه.
اول العام مثل آخره، امضينا العام ٢٠١٤، ونحن نعاني من انقسام مديد، لكأن تجاوزه، بالمصالحة يشكل مساسا بكرامات وهويات القائمين عليه. بدأ العام بتنافر شديد، واتهامات متبادلة صعبة، وما كان ان ينتهي حتى انتهى مخزون كلمات التسامح، والتصالح، ومشاعر الاخوة، ودعوات الشراكة والبناء والتنمية واحترام حقوق الناس ومصالح الوطن ومواطنيه.
لم يكن الرئيس عباس في بداية العام رئيساً بالنسبة لفريق حماس، ولم يعد رئيسا بالنسبة لهم في نهاية العام، وكانت حماس في بدايته، مسؤولة عن الانقسام، وانتهى العام بها وهي كذلك بالنسبة لحركة فتح. ضاعت وتلاشت الخطابات الجميلة المتبادلة التي سمعناها من القيادات الفلسطينية اثناء وبعد اتفاق الشاطئ واستمرت حتى ما بعد تشكيل حكومة الوفاق، لينتهي هذا الموال، بشكل الحكومة والمصالحة. انتظر الناس وعد تسلم السلطة للمعابر قبل نهاية العام، عسى ان يؤدي ذلك الى معالجة عديد الازمات والمشاكل التي تتصل بإعادة الإعمار وبقدرة الناس على الحركة، لكن العام ينتهي الى ما بدأ به من خلاف واختلاف وتبديد للأمل.
فليتبادل الطرفان الشتائم وتحميل المسؤوليات عن بقاء الحصار واغلاق المعابر، لكن عليهم ان يدركوا بأن تعطيل تسلم السلطة للمعابر، من شأنه ان يذخر الاحتلال ببراءة ذمة، هو في الاساس ليس بريئاً منها، الاحتلال هو المسؤول الاول عن الحصار، وعن تعطيل عملية اعادة الاعمار، ولكن ثمة من سيقول ان السبب هو الخلاف بين الفلسطينيين الذين لا ينجحون في تسوية امر المسؤول عن تسلم المعابر وتحمل المسؤولية ازاء تسهيل عملية اعادة الاعمار.
العام بدأ واستمر لبعض الوقت، فيما برنامج التيار الكهربائي يقف على، ست ساعات وصل، واثنتي عشرة ساعة قطع، ثم عاد قبل نهاية العام بثلاثة ايام فقط على عهده القديم، رغم تحسن هذا البرنامج لبضعة اسابيع خلت، خلقت قدرا بسيطا من الارتياح النسبي لدى الناس. وفي الشأن الداخلي ايضا ازدادت نسب البطالة والفقر، وازدادت اعداد الراغبين في مغادرة الوطن، ولديهم ما يكفي من الاسباب اولها واهمها تجاهل الفصائل والقيادة السياسية لأمر مقومات الصمود على الارض، الوضع الداخلي الى المزيد من التفسخ والانقسام الذي يطال اكبر الفصائل واصغرها، ويؤدي الى تعميق الفئوية الحزبية والايديولوجية والسياسية حتى باتت الفصائل جزءاً من مركبات البناء الاجتماعي التحتي او تضاهيه في قيمها وارتباطاتها واختلافاتها. ونختم العام، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية اكثر انقساما واختلافا بشأن مشروع القرار الفلسطيني الى مجلس الامن الدولي، وتبدأ عملية الاستقطاب مرة اخرى، بين من يستجيب او على الاقل من يراعي الضغوطات الاميركية، والغربية، وبين من يعود الى قديمه بالبحث عن فرقاء محور الممانعة فيما يخسر الجميع.
على جبهة العلاقة بين المواطن والمسؤول، يطول الحديث عن التجاهل والتهميش والتخلي عن المسؤولية وعن سلبية المواطن وتزايد شعوره بالاحباط من اداء قياداته السياسية على مختلف مسمياتها.
وعدا الصفحة المشرقة التي سطرتها المقاومة الفلسطينية الباسلة في تصديها غير المسبوق لجبروت الاحتلال تلك الصفحة التي بددتها ألاعيب ورهانات السياسيين، فإن مجريات العام بعمومياتها وتفاصيلها قد ادت الى تعميق حالة الإحباط والى تفاقم الأزمات المعروفة وتزايد أعداد وأنواع المعاناة والألم.
لم تتحقق المصالحة، ولم يرفع الحصار، بل تم تشديده ولم يتم اصلاح العلاقة مع الشقيقة مصر، ولم يبق لدينا من العام سوى عشرات آلاف المنازل المدمرة كليا او جزئيا، واكثر من ألفي شهيد وأحد عشر ألف جريح، آلاف من بينهم معطلون حركيا.
على جبهة الصراع، تشتد الهجمة الصهيونية على البشر والشجر والحجر، في كافة انحاء الوطن، هجمة اقتلاعية، وتهويدية واستيطانية، هجمة عنصرية يقودها عتاة المتطرفين، الذين لا يجدون مكانا لحقوق فلسطينية ولا حتى لفلسطينيين على ارضهم.
اسرائيل كما أقرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تنفذ مخطط اسرائيل الكبرى وتظل تحظى بدعم اميركي لا حدود له، وسياسة اميركية تتمسك باحتكارها للملف دون ان يستطيع العرب المتشرذمون على تخليصه منها، عام، ينتهي بضعف وتشرذم فلسطيني، وضعف وتشرذم عربي، وامعان اميركي في التغطية على مخططات الاحتلال، لا تستطيع معه أوروبا الغربية من ان تفعل معه اكثر من تهدئة خواطر الفلسطينيين والعرب.
يستحق هذا العام، من قبل القيادات السياسية على اختلافها مراجعة جريئة ومسؤولة، لتعديل الوجهة عسى ان يكون العام القادم افضل ولكن يبدو اننا ننفخ في قربة مقطوعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عـام كـحـلـي بـامـتـيـاز عـام كـحـلـي بـامـتـيـاز



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday