طبخة الحصى
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

طبخة الحصى

 فلسطين اليوم -

طبخة الحصى

طلال عوكل

تتأخر حركة الفكر السياسي، والثقافي في المنطقة العربية عن النهوض بدورها في تحديد ورسم اتجاهات التطور، في خضم الزلزال التاريخي الذي يعصف بالمنطقة كلها منذ ما يزيد على أربع سنوات.
من الواضح أن النظام السياسي والاجتماعي العربي، يحصد نتائج سياسات طال أمدها، منذ انهيار الخلافة العثمانية، التي استقرت في المنطقة لأكثر من أربعمائة عام، وتركتها دماراً شاملاً، جعلتها محكومة لسياقات تمكن القوى الاستعمارية من تحقيق أطماعها، والتحكم في مقدراتها، ووتائر دخولها إلى مربع الحداثة والعصرنة.
بغض النظر عن الدوافع والأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرائق في الدول العربية، وانتشارها بسرعة في هشيم الأنظمة السياسية المتهالكة، فإن أحداً لا يملك اليوم القدرة على استشراف المستقبل، الذي سيطول انتظاره لسنوات وسنوات قادمة.
كان على القبائل السياسية التي تحكمت في المجتمعات العربية، وصاغت أنظمتها السياسية على قياسات وقواعد، تهمش مجتمعاتها، وتحبسها في أقفاص التخلف، والقطرية البغيضة، كان على هذه القبائل أن تدرك منذ زمن أن العولمة التي تجتاح العالم، ستفقدها الحد الأدنى من القدرة على الدوام. خلال العقود الماضية أضاع العرب بوصلتهم، ولم يعودوا قادرين على تحديد أعدائهم الأساسيين، وبدلاً من تهيئة مجتمعاتهم وإطلاق طاقاتها نحو مجابهة أولئك الأعداء، اختاروا طريق التخاذل، والتنازل وأسلوب الممالأة، حتى الارتهان.
اعتقد الكثير من أهل النظام الرسمي العربي، أنهم وحدهم قادرون على التمتع بما يجلسون عليه من خيرات وثروات، فتجاهلوا قضية الصراع العربي الإسرائيلي، وتجاهلوا الاستراتيجيات الأميركية التي تسعى للسيطرة على ثرواتهم، وتجاهلوا الطامعين من حولهم.
الصراع الدائر في المنطقة وعليها، يستهدف الأرض أي الجغرافيا السياسية ويستهدف الثروة العربية، ويستهدف المكانة الاستراتيجية، لقد تجاهل العرب الدوافع الأساسية التي وقفت وراء المشروع الاستعماري الصهيوني الذي لم يكن يستهدف الشعب الفلسطيني وأرضه، إلاّ ليستهدف في الأساس منع الأمة العربية من النهوض، وقتل أي مشروع قومي عربي، والسيطرة على ثروات العرب، فكان لا بد أن يدفعوا الثمن الذي يدفعونه اليوم.
الدول الأوروبية المتطورة، استخلصت الدرس من الحروب العالمية الأولى والثانية، وأدركت متطلبات العصر، فأقامت وحدتها التي تضم حتى الآن سبعا وعشرين دولة، أما العرب الذين يتحدثون ويتحدرون من أمة واحدة، فقد آثر كل منهم أن يهرب بجلده وكان أسهل على كل منهم أن يخوض «حرباً» مع جاره العربي، من أن يخوض حرباً يشنها آخرون من خارج المنطقة.
في أحايين كثيرة، تصدر دراسات وأبحاث تشخص المخاطر التي تتهدد الأمة العربية، ومعظمها يشير إلى مخططات أميركية إسرائيلية خبيثة تستهدف تمزيق المجتمعات العربية، لكن ردود الأفعال تأتي على نحو يخدم تلك المخططات.
الأميركيون والإسرائيليون لديهم مشاريع ومخططات إزاء المنطقة برمتها، والإيرانيون لديهم رؤى وسياسات، وتطلعات وأدوار استراتيجية وكذلك الحال تركيا كدولة إقليمية كبيرة، أي أن كل من لديه القدرة على توسيع دائرة مصالحه، يجتهد من أجل تحقيق أهدافه، فما هي أهداف الدول العربية، وما هو المشروع العربي لحماية أرض العرب ومصالحهم وانتزاع حقوقهم؟
الدول العربية اليوم في حالة دفاع بائس عن الذات، وعما تبقى، وهم بعد لا يدركون أبعاد المخططات التي تستهدفهم، ولو افترضنا أنهم بدؤوا يدركون ذلك، فإنهم عاجزون عن الدفاع عن أنظمتهم ووجودهم.
الحال الفلسطيني ليس أفضل، والقضية الفلسطينية، تعاني من التراجع والتهميش من قبل المجموعة العربية، فلا تحظى سوى بالكثير من البيانات والتصريحات المتكررة، والقرارات غير القابلة للتنفيذ أو أن من يتخذون هذه القرارات، يعرفون مسبقاً أنهم ليسوا بصدد تنفيذها.
الفلسطينيون استبقوا الانهيار الكبير الذي تتعرض له المنطقة العربية فكان انقسامهم، وصراعاتهم الداخلية، وطغيان البرامج والتطلعات الفصائلية أسبق مما وقع في تونس نهاية العام 2010، وهم منذ ذلك الوقت، لم يدركوا بعد طريق خلاصهم مما صنعت أياديهم، بعد أن رتب لهم الاحتلال أسباب ما وقعوا فيه من خطايا.
عند الحديث عن الحاجة لحوار استراتيجي، وطني، عميق تفرضه طبيعة المرحلة، التي تشهد نهايات خط المفاوضات، واتفاقيات أوسلو، والبحث عن السلام، لا بد من الاعتراف بأن المهمة الأولى تكمن في توفير أسس وأدوات وقف التدهور، وتأمين بيئة الصمود على الأرض، إذا كانت فلسطين جزءاً من الأمة العربية، وما يصيبها ان هو إلاّ مقدمة لما سيصيب الأمة، فإن الغريب في الأمر أن نتوقع تحقيق إنجازات مهمة، فيما الوضع العربي يزداد سوءاً ودماراً وتدهوراً. يضطر الفلسطيني لأن يبتلع لسانه قبل أن يوجه نصائح، أو يتوجه بطلبات من الأشقاء العرب، فكيف نفعل ذلك، ونحن لا نرتضي لأنفسنا ما نتطلع لأن يرتضيه العرب لأنفسهم.
الأساس هو أن يبادر الفلسطينيون لتقديم النموذج، وهم ما زالوا لم يرتكبوا بحق بعضهم البعض، ما ترتكبه القوى العربية المتصارعة حتى الدمار والموت، خصوصاً وأن الوضع الفلسطيني يختلف من حيث أنه يخوض معركة تحرر وطني.
تصبح المسؤولية التاريخية ثقيلة جداً على القيادات السياسية التي لا تزال محكومة لبرامجها وحساباتها الخاصة، وتواصل استنزاف الطاقات الفلسطينية في خلافات وصراعات لم يعد المواطن الفلسطيني مقتنعا بأسبابها ولا هو مقتنع بجدواها، ولا هو أيضاً مقتنع بأن يظل ضحية لها، أو أن يدفع ثمنها، يصح مأثور القول على الفلسطينيين «إن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبخة الحصى طبخة الحصى



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday