سياسة إن شاء الله
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

سياسة إن شاء الله

 فلسطين اليوم -

سياسة إن شاء الله

طلال عوكل

بعيداً عن المضمون الاستخدامي الشائع لدى الناس، الرعية الذين يعبرون عن توكلهم على الله، وانتظار أحكامه، والتحصن بالصبر الجميل، عندما يقولون «إن شاء الله» فإن الاستخدام السياسي، لهذه الجملة، ينطوي على أبعاد أخرى غير محمودة.
ليس لدى المواطن إلاّ أن يقول حسبنا الله ونعم الوكيل، وأن يتبعها بجملة إن شاء الله، أمام قليل النائبات وكثيرها، فهو لا حول له ولا قوة في مواجهة أزمات تبدو بالنسبة له كقدر لا رادّ له، حتى وهو أي المواطن يعرف أنها من صنع البشر.
لم يتعب المواطن الفلسطيني من استدعاء رحمة الله، حين ترهقه أزمة الانقسام، أو أزمة التيار الكهربائي، أو انقطاع وتلوث المياه، أو حين تفتّ من عضده، أزمة المعابر، وأزمة رغيف الخبز، وأزمة البطالة، فيظل يردد جملة إن شاء الله.
ولكن إذا كان المواطن المغلوب على أمره، لم يعد يملك سوى الدعاء وانتظار الفرج من عند الله، بعد أن فقد الأمل في تحقيق هذا الانفراج من عند البشر، فإنه لا يحق للسياسي، صانع القرار، المتحكم في شؤون البلاد والعباد، والمتحصن بالشعارات الكبرى، لا يحق لهذا السياسي المسؤول أن يكرر في شروط مختلفة تماماً ما يكرره المواطن. السياسة الفلسطينية العامة محكومة مع الأسف الشديد لجملة إن شاء الله، التي تعني في الجوهر، الضجر والتردّد، وقلة الحيلة، ومع كل ذلك، يتمسك بكرسيه، وبضخامة مسؤولياته، وكأنه تكليف إلهي، لا يجوز له، التخلي عنه.
في هذه الأيام، تسرح إسرائيل وتمرح في كل الاتجاهات، تمعن في إظهار واستنفار كل طبائعها العدوانية والعنصرية المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني، والأرض والحقوق، وهي تعلم يقيناً أن صرخات الفلسطينيين تذهب في واد سحيق، لا يصل صداها إلى الدول نافذة القوة التي تغدق عليها كل أشكال الدعم وأسباب القوة. الإدارة الأميركية التي تخشى من نفوذ إسرائيل على الكونغرس، ومن خلال اللوبيهات الصهيونية الأميركية، التي تملك القدرة على التأثير في السياسة الأميركية، هذه الإدارة، وحتى تفلح في تمرير اتفاق خمسة زائد واحد مع إيران، تجتهد أيما اجتهاد في استرضاء إسرائيل.
ثمة سياسة ابتزاز واضحة تمارسها الحكومة الإسرائيلية للدول الغربية الكبرى، فيما تستجيب هذه لعملية الابتزاز، وتقوم بمزيد من السخاء ما تقفل عليه مخازنها المدججة بأسلحة لم تستخدم بعد. يذهب السخاء الأميركي إلى حد الاستعداد للإفراج عن الجاسوس اليهودي الأميركي بولارد المحكوم عليه بالمؤبد، حتى لو كان ذلك مخالفا للقانون الأميركي، ومخالفا لرغبة الإدارة الأميركية.
في مثل هذه الأجواء من الدلع، والدلال، تجد إسرائيل فرصتها في اطلاق طاقتها العنصرية والعدوانية ضد الفلسطينيين، على الأرض وفي داخل السجون ضد الأسرى، وفي المسجد الأقصى والقدس عموماً.
خطير ما يجري من اقتحامات متكررة بمشاركة وليس فقط بحماية الجيش والشرطة الإسرائيلية، في محاولة لحسم معركة قلب القدس من خلال فرض تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى على غرار المسجد الإبراهيمي.
قد تستنكر الأمم المتحدة عبر أمينها العام بان كي مون، وربما تصدر بعض المؤسسات تقارير، أو تحذيرات، بشأن مخالفة إسرائيل للقرارات الدولية سواء فيما يتعلق بالقدس، أو الاستيطان أو الأسرى، ولكن تعرف إسرائيل أنها تتمتع بالحماية الكاملة من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
وفي المقابل تستمر السياسة الفلسطينية على مقولة إن شاء الله، إن شاء الله ستجتمع القيادة الفلسطينية في أقرب الآجال، إن شاء الله ستتخذ قرارات هامة، إنشاء الله تصحو منظمة التعاون الإسلامي، إن شاء الله، تجتمع لجنة المتابعة العربية.
إن شاء الله سنطلق طاقة المقاومة الشعبية والسياسية والدبلوماسية، إن شاء الله سنتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لتقديم مشروع إنهاء الاحتلال، إن شاء الله سنذهب بملفاتنا إلى المحكمة الجنائية الدولية، إن شاء الله سنتمم المصالحة الفلسطينية، وسنجري الانتخابات، إن شاء الله سنرفع الحصار عن غزة، وعن اليرموك، وندرأ الفتنة عن مخيمات لبنان.
إن شاء الله سنطيل عمر شهرزاد، ونمنع الملك شهريار من أن يتخذ قراراً بإعدامها، إن شاء الله سنبدل وظيفة السلطة أو ربما نستغني عنها، ونبني مؤسسات الدولة. كل شيء بالنسبة للفلسطينيين مؤجل إلى حين لا يعرف إلاّ الله مداه، فلقد غابت الخيارات، وغابت الاستراتيجيات، وفي غيابها فإن قديم التمسك بخيار المفاوضات يبقى على قدمه.
يعز على القيادات الفلسطينية أن تتخلى عن بعض امتيازاتها التي تعودت عليها، فبات حالها حال المواطن، تردد قوله حسبنا الله ونعم الوكيل، وجملة إن شاء الله، بمضمون الضياع وتحذير المواطن.
إن كان تحذير المواطن أحد أهداف سياسة العجز والتردد، للهروب من استحقاقات المسؤولية التاريخية، فإن هذا المواطن قد استكان إلى قدره، وهبط بسقف أحلامه وتطلعاته إلى أدنى مستوى ممكن من متطلبات الحياة المتعسرة، بطرحه آن الأوان لأن نرفع شعار «ثورة في الثورة»، أي أن نثور على أنفسنا، وعلى عجزنا، وعلى المتحكمين بغير حق في أمرنا، أو أن يوفروا علينا الجهد والعرق، فيرحلوا عنا، إلى جيل جديد غير مدجج بالمصالح وثقافة التردد وعدم الثقة بالنفس وبالشعب وبعدالة القضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسة إن شاء الله سياسة إن شاء الله



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday