زيارة رمزية، وترحيب غير مناسب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

زيارة رمزية، وترحيب غير مناسب

 فلسطين اليوم -

زيارة رمزية، وترحيب غير مناسب

طلال عوكل

من المعيب وغير اللائق أن نتحدث عن زيارة يقوم بها رئيس حكومة الوفاق الدكتور رامي الحمد الله لقطاع غزة، ولكنها بالفعل زيارة تستمر لبضع ساعات، ينتقل بعدها إلى مصر حيث ينعقد في الثاني عشر من الجاري مؤتمر دولي لإعمار قطاع غزة.
ثمة وقت إذاً بين موعد زيارة غزة، وعقد اجتماع للحكومة فيها، وبين موعد انعقاد مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة، يحتاج خلاله سكان القطاع إلى تأكيد الأبعاد الإيجابية لهذه الزيارة، وربما كان من الضروري استثمار هذا الوقت، لتفقد الدمار العظيم الذي يصيب القطاع وسكانه، وللتعرف على مدى عمق المآسي والآلام التي خلفها الاحتلال، وتتحمل حكومة الوفاق المسؤولية والصلاحية لمعالجتها.
في كل الأحوال، ليس أمام أهل القطاع، فصائل، وشخصيات، ومواطنين سوى أن يرحبوا بهذه الزيارة على قِصَر مدتها، ومحدودية نتائجها وأن يواصلوا الضغط من أجل ممارسة حقيقية جادة وفاعلة للحكومة على أرض الواقع.
سئم الناس لكثرة خيبات الأمل، إذ كانوا أكثر من مرة على وعد وموعد، بدفع المصالحة، لكن النتائج جاءت، المزيد من خيبات الأمل ولذلك، كان على الحكومة ورئيسها أن تستهدف فعلياً من خلال بعض النشاطات والقرارات الملموسة، إحياء الأمل لدى المواطنين.
غير أن طبيعة ومدة الزيارة، تنطوي على أبعاد رمزية مهمة، إذ انها وانعقاد الاجتماع الوزاري في قطاع غزة، يسجلان خطوة أخرى ملموسة على طريق تحقيق المصالحة، بعد أن تعثّرت لأكثر من ثلاثة أشهر، مضت على تشكيل حكومة الوفاق، ونحو ستة أشهر منذ توقيع اتفاق المصالحة في الشاطئ.
في البعد الرمزي أيضاً، يشكل انعقاد اجتماع الحكومة في قطاع غزة، إنجازاً فلسطينياً، حيث إن ذلك يعني أن السياسة الفلسطينية نجحت في أن تفرض المصالحة على كل من له علاقة، وبخاصة إسرائيل التي أعلنت عند تشكيل الحكومة معارضتها وعدم اعترافها بحكومة الوفاق، واتخذت إجراءات لمنع الحكومة والوزراء من الوصول والتواصل مع قطاع غزة.
على أن نجاح الحكومة في العمل في قطاع غزة، يتطلب ضمانات وتسهيلات حقيقية من قبل حركة حماس أولاً، بما أنها لا تزال الحركة التي تسيطر فعلياً على الأوضاع في القطاع ثم من قبل كافة فصائل العمل الوطني ومن الجمهور الفلسطيني ومؤسسات المجتمع المدني والأهلي.
هنا لا بد من تسجيل ملاحظة نقدية، إذ من غير المقبول أبداً، أن يحدث تفجير في المركز الثقافي الفرنسي، قبل وصول الحكومة ورئيسها بنحو ثلاثين ساعة. لا ينطوي ذلك على اتهام لحماس أو غير حماس إزاء من ارتكب هذا الفعل المدان، ولكن الحركة، هي المسؤولة عن الأمن، وعليها أن تجد الفاعلين وأن تتخذ بحقهم العقاب المناسب، وأن تفتح أجهزة الأمن والشرطة عيونها حتى لا تقع محاولات تخريب أخرى، خلال فترة زيارة الحكومة ورئيسها. هنا لا عذر لحركة حماس إن أعلنت أنها لم تعد مسؤولة عن الأمن، وان هناك أجهزة ومؤسسات قائمة تأتمر بأمر الحكومة، خصوصاً وأن رئيسها الحمد الله، هو المكلف بوزارة الداخلية.
الكل يعلم أن المؤسسات القائمة الأمنية والمدنية، تتشكل بنسبة عالية جداً، من كوادر وأفراد وأنصار حركة حماس، ولذلك كيفما تدير قرص الاتهام فإنه سيذهب باتجاه أن حماس هي المسؤولة عن الأمن، وعليها أن تؤكد مصداقية التوجيهات التي تحدث عنها الأخ إسماعيل هنية، لضمان استقبال الحكومة ورئيسها بشكل إيجابي، وحسن.
من ناحية أخرى، فإن الاعتداء على المركز الثقافي الفرنسي، ينطوي على رسالة سلبية جداً، إزاء دولة، تبدي استعداداً للاعتراف بالدولة الفلسطينية وتتخذ سياسات ومواقف، ليست كما نشتهي ونأمل، ولكنها متقدمة على مواقف الكثير من الدول الأوروبية. الاعتداء مرفوض مبدئياً، فضلاً عن أنه يأتي في توقيت غير مناسب أبداً، حيث بالإضافة إلى ما ورد آنفاً، فإن فرنسا دولة مشاركة بفعالية في المؤتمر الذي سينعقد في القاهرة بهدف إعادة إعمار قطاع غزة. في الواقع نحن كشعب وأصحاب قضية، نحتاج في هذه الأوقات إلى أعلى درجات الحكمة، والانضباط إزاء خطواتنا، سواء فيما يتعلق بالعلاقة مع المحيط العربي، أو فيما يتعلق بالمجتمع الدولي.
ينبغي أن يتوقع من قام بالاعتداء على المركز الثقافي الفرنسي، أن إسرائيل، ستتخذ من هذا الاعتداء، مادة للتحريض، ولتحذير الدول التي تستعد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتأييد مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي، من أنها قد تتهم بدعم ما يسمى بالإرهاب.
نحن بغنى عن هذه الممارسات، إذ إن إسرائيل تواصل تحريض المجتمع الدولي ضد حركات المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، التي تصفها إسرائيل بأنها داعش، وتحاول تبرير رفضها الاعتراف بالحقوق الفلسطينية بذريعة أن الرئيس محمود عباس اختار السلام مع حماس.
الأكاذيب الإسرائيلية لا تتوقف، والمحاولات الإسرائيلية لاستغلال أية أخطاء فلسطينية، لا تتوقف، خصوصاً وأن إسرائيل تعيش أسوأ أوقاتها حيث تتعرض لإدانة دولية واسعة حتى من حليفتها الولايات المتحدة بسبب سياساتها ومشاريعها الاستيطانية في الضفة، ومخططاتها التهويدية للقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة رمزية، وترحيب غير مناسب زيارة رمزية، وترحيب غير مناسب



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday