رؤية يسارية لأوضاع اليسار
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

رؤية يسارية لأوضاع اليسار

 فلسطين اليوم -

رؤية يسارية لأوضاع اليسار

طلال عوكل

باهتة وعلى غير العادة، جاءت احتفالات الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية، لمناسبة انطلاقاتها، ابتداءً من ذكرى انطلاقة حركة «حماس» نهاية العام الماضي، مروراً بذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية، فحركة «فتح»، التي فجرت الثورة المعاصرة، إلى الذكرى السادسة والأربعين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية التي صادفت ذكرى انطلاقتها الثاني والعشرين من هذا الشهر. سببان يمكن الإشارة إليهما لتفسير هذا التراجع في الاهتمام، الأول، هو أن حركة «حماس» أرادت أن تغلق الطريق أمام إمكانية أن تقيم حركة فتح مهرجاناً كبيراً في قطاع غزة، سيبدو وكأنه استفتاء شعبي، أما الثاني، فهو أن معظم الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حركة «حماس»، تمر في ضائقة مالية، تستدعي الاستجابة للداعين حتى من هذه الفصائل، لتوخي التقشف في النفقات العالية، التي تتطلبها إقامة مهرجانات مركزية ذات طابع شعبي واسع.
على أن هناك ما يمكن إضافته، ولا تعترف به الفصائل إلاّ لماماً، وهو أن هذه المهرجانات لا تضيف شيئاً للفصائل، وان ثمة، أزمة في العلاقة بين الجماهير الشعبية، وبين الفصائل، لكونها تتحمل المسؤولية عما يكابده الشعب الفلسطيني.
الفصائل لجأت إلى أشكال أخرى من الاحتفال، أكثر تواضعاً وشعبية من المهرجانات الكبيرة، وهو أمر مهم خصوصاً بالنسبة لفصائل العمل الوطني التي قاربت أعمارها الخمسة عقود، لتؤكد بان تاريخ النضال التحرري الفلسطيني بعد النكبة لم يبدأ من الحركات الإسلامية، وان هذه الفصائل لم تبلغ سن التقاعد، ولا هي بصدد الالتزام بسن معينة للتقاعد طالما أن الشعب الفلسطيني لم يسترجع كامل حقوقه.
على أن المناسبات السنوية، لانطلاقات الفصائل وطنية كانت أم إسلامية، تتجنب حتى الآن، التقليد الأهم، والذي يتعلق بضرورة المراجعة السنوية، لما تم إنجازه، ولما وقع فيه هذا الفصيل أو ذاك من أخطاء تستدعي الاعتراف، والتغيير.
الفصائل تترك عمليات المراجعة للمؤتمرات الوطنية العامة، ومعدل انعقاد هذه المؤتمرات، يقترب من مؤتمر كل عشرة أعوام، والأهم هو أنه يتم التعامل مع مسألة المراجعة والنقد الذاتي وكأنه عيب، أو كأنه يأتي من باب رفع العتب والذرائعية.
منذ بعض الوقت، والمطالبات تتزايد في الساحة الفلسطينية، لضرورة إجراء حوار جدي وطني، مسؤول وعميق، حول الشأن السياسي، والاستراتيجية والمشروع الوطني، والخيارات، وأشكال النضال. ولكن مثل هذا الحوار الضروري، لم يجد من يتسلم رايته، ويدفعه نحو أن يتحول إلى حقيقة وطنية، مثمرة.
الجبهة الديمقراطية يعود إليها شرف المبادرة إلى البرنامج المرحلي الذي تبنته منظمة التحرير الفلسطينية أواسط سبعينيات القرن الماضي، وكان ذلك تعبيراً عن الواقعية السياسية التي تتحلى بها الجبهة الديمقراطية، ولكن لم يحن الوقت لإعادة النظر في مكونات الفكر السياسي الجمعي الفلسطيني؟
ثمة جملة من القضايا الأساسية التي تحتاج إلى مراجعات جريئة داخل فصائل اليسار، وخارجها إلى الفضاء الوطني، الذي يخص الجميع وليس فقط اليسار.
على رأس هذه القضايا ذات الطابع الفكري، موضوع الالتزام الأيديولوجي خصوصاً واننا حركة تحرر وطني فلسطينية، فإذا حاولنا الاقتداء بحركة مشابهة، نجحت شعوب أخرى في تحقيق استقلالها فإننا سنجد تنوعاً واسعاً في أيديولوجيات قوى التحرر.
الفكر الاشتراكي حيوي وخيار أساسي في النظر في قضايا المجتمعات ولكنه في الحالة الفلسطينية يصلح منهجاً للتفكير خصوصاً في المستويات القيادية، لكنه لا يصلح للتحشيد، ولا ضرورة لأن يكون كل مناضل في صفوف هذا الفصيل أو ذاك ملتزماً بالفكر الاشتراكي.
مجتمعنا، معروفة طبيعته، ولا بد من مراعاة الثقافة والعادات والتقاليد المجتمعية، ما يتطلب تغيير نظرة الناس لفصائل اليسار، وكأنها ملحدة وشيوعية، ولا تحترم الأديان أو العادات والتقاليد والثقافة المجتمعية. ومطلوب داخلياً أيضاً إعادة النظر في مسألة التحالفات الطبقية صاحبة المصلحة في التحرر الوطني، وكذا موضوع المركزية الديمقراطية، أو العكس، ومسألة الحزب الحديدي، ما يعني فتح الباب لانضمام جماهير واسعة، غير قادرة على تلبية كل شروط العضوية الحزبية كما تنص عليها الأنظمة الداخلية لأحزاب اليسار.
أعتقد أن من المناسب، التفكير في تغيير الصيغ التنظيمية الضيقة، والاتجاه نحو المرونة، والمنظمات الحزبية المفتوحة، والقبول بتعدد الآراء داخل الحزب الواحد.
على الصعيد الوطني العام، مطلوب مبادرات فكرية سياسية، تستظهر أكثر العلاقة بين أشكال النضال، وأولوياتها، وعلى نحو جريء ومحدد في هذه المرحلة، إذ اننا لا نلحظ تميزاً واضحاً لليسار عن غيره فهو يتحدث كما الآخرين، شعارات كفاحية عالية، وضعف في أشكال النضال الأخرى التي تتصل بالمقاومة الشعبية والسياسية.
وعلى الصعيد الوطني العام أيضاً، وعدا عن الحاجة لمبادرات سياسية تتصل بمراجعة ضرورية لمكونات المشروع الوطني، الذي يتعرض للتهشيم من قبل السياسة الاحتلالية، وعدا عن الحاجة لقراء المستقبل وما ينطوي عليه من سيناريوهات، وحلول، فإن مسألة وحدة اليسار تظل تحظى وينبغي أن تحظى بأولوية فصائله.
على اليسار ان يجدد ذاته داخلياً، وان تتوجه فصائله بشكل حقيقي نحو أي صيغة تضمن له أن يتحول إلى قوة وازنة، طالما أن كل فصيل لم ينجح حتى الآن في أن يتحول إلى قوة مؤثرة في المشهد السياسي العام. بصراحة أمر وحدة اليسار محيرة جداً، ومستهجنة من قبل كل من يتابع الشأن الفلسطيني، خصوصاً وأن الفوارق البرنامجية والفكرية، والاجتماعية بين فصائله محدودة. ومطلوب من اليسار أن يبادر إلى إعادة بناء تحالفاته على الصعيدين العربي والدولي، خصوصاً في ضوء ما تتعرض له المنطقة من صراعات ومؤامرات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رؤية يسارية لأوضاع اليسار رؤية يسارية لأوضاع اليسار



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday