حتى لا يتكرر العدوان
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حتى لا يتكرر العدوان ...

 فلسطين اليوم -

حتى لا يتكرر العدوان

طلال عوكل

المؤتمر الدولي الذي احتضنته القاهرة، يوم أمس الأحد، ينطوي على أبعاد مهمة تتجاوز البعد الاقتصادي والإنساني الذي يتصل بإعادة إعمار قطاع غزة، الذي دمرته آلة الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
أكثر من مئة دولة، ومؤسسة، دولية وإقليمية، التقت في القاهرة، بعد تنسيق مصري، مع دولة النرويج، التي تنازلت عن مبادرتها لعقده في عاصمتها التي حملت ولا تزال تحمل اسم الاتفاق التاريخي، الذي دشن مرحلة جديدة في الكفاح الوطني الفلسطيني، الذي يصارع من أجل انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني.
القاهرة تفرض نفسها مرة أخرى على عواصم العالم، باعتبارها عاصمة الدولة العربية الأكبر والأقوى، وذات القدرة على تأكيد دورها الإقليمي الفاعل، وسط محاولات أطراف ودول عديدة حاولت لسنوات تجاوز الاستحقاق الجيو سياسي التاريخي الذي تمثله مصر.
ها هي مصر تعود بقوة إلى المشهد العربي والإقليمي والدولي، وتستعيد دورها المركزي كحاضنة للقضية الفلسطينية والحصن المنيع في الدفاع عن حقوق وتطلعات الأمة العربية.
تتقدم مصر بدور ضابط الإيقاع للصراع الجاري على امتداد المنطقة بما في ذلك الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي، ولتنتزع مرة أخرى، دورها الموعود، رغم تحفظات الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية، التي لم يرق لها المسار السياسي الذي اختاره الشعب المصري.
المجتمعون في القاهرة، لم يأتوا إليها، في مؤتمر كهذا لكي يكفروا عن شعورهم بالتقصير أو الذنب الذي يرتكبونه من خلال التواطؤ أو التجاهل أو التساهل، أو الدعم الذي يجعل إسرائيل تكرر عدواناتها الوحشية على الشعب الفلسطيني، وتتنكر لحقوقه، ولمتطلبات تحقيق السلام.
ولم يأت هؤلاء بدوافع إنسانية وشفقة على الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع أنواع الاحتلال، وأكثرها إجراماً، وأشدها غطرسة وعنصرية، واستهتاراً بالقوانين الدولية، فمن يوجعه ضميره لما يعاني الشعب الفلسطيني، عليه أن لا يكتفي بتقديم الأموال والمساعدات الإغاثية.
إلى متى يستمر المجتمع الدولي في غسل الأوساخ الإسرائيلية وهل يمكن في كل مرة، تقوم بها آلة التدمير الإسرائيلية، أن يعودوا لإعادة البناء، التي تكلف شعوبهم أموالاً وإمكانيات، من حقهم أن يتمتعوا بها؟
كان في قطاع غزة مطار، وكان الميناء البحري قيد الإنشاء، والسلطة بدأت بتأسيس البنى التحتية، لكن إسرائيل دمرت كل شيء، وحرقت أموالاً باهظة، وكل ذلك بسبب عجز المجتمع الدولي عن وقف السياسات الإجرامية لدولة الاحتلال.
الولايات المتحدة ترتكب جرماً تاريخياً لا يقل خطورة عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، لأنها لا تكتفي بمنع تعرض إسرائيل للعقاب، ولكن أيضاً لأنها من يحمي هذه الدولة الغاشمة وهي من يمدها بأسباب وأدوات التدمير، ويغذي لديها عنجهية تجاهل إرادة المجتمع الدولي.
من الواضح أنه ليس لدى المجتمع الدولي ما يفعله وهو يقرر دفع تكاليف العدوان الإسرائيلي تحت عنوان إعادة إعمار قطاع غزة، سوى أن يطالب بتثبيت وقف إطلاق النار على نحو دائم، أي أن يتوقف الطرف الفلسطيني عن النضال من أجل حقوقه الوطنية، حتى لا يتعرض لبطش العدوان الإسرائيلي.
يعلم المجتمع الدولي أنه لا يمكن أن يتوقف الكفاح الفلسطيني، ولا أن يتوقف العدوان الإسرائيلي طالما لم يتحقق السلام الذي يلبي الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
إسرائيل لا تشن العدوانات على الشعب الفلسطيني، بذريعة وجود مقاومة مسلحة، وإنما هي مستعدة لمواصلة عدوانها على الأرض والحقوق وعلى المواطن الفلسطيني، انطلاقاً من سياساتها التوسعية.
والسؤال هل يمكن أن يتوقف العدوان الإسرائيلي الذي يتخذ أشكالاً أشد خطورة من العمل المسلح؟
هل توقف إسرائيل الاستيطان، ومصادرة الأرض، وهل توقف، عملية تهويد القدس، وتهديد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهل توقف قهرها للشعب الفلسطيني، وتخريب مقومات حياته اليومية؟ ألا يتوقع الذين اجتمعوا في القاهرة يوم أمس، أن إسرائيل مستعدة لارتكاب المزيد من المجازر، في حال، واصل الفلسطينيون نضالهم السياسي والدبلوماسي من خلال الأمم المتحدة؟ يطمح الذين اجتمعوا في القاهرة وخصوصاً الولايات المتحدة، إلى الالتفاف على السياسة الفلسطينية التي تتجه نحو الأمم المتحدة، ولقطع الطريق على المشروع الفلسطيني إلى مجلس الأمن الدولي.
ممثلو الإدارة الأميركية يطرحون مرة أخرى، العودة إلى البديل الفاشل والمجرّب وهو استئناف المفاوضات الثنائية التي توقفت في نيسان الماضي بسبب إسرائيل، المزيد من محاولات شراء الوقت، حتى تتمكن إسرائيل من الإجهاز واقعياً على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ومصادرة ممكنات تحقيق رؤية الدولتين.
الأصل في الجهد الذي ينبغي أن يقوم به المجتمع الدولي، هو أن يتحمل الطرف الذي دمر قطاع غزة، وارتكب المزيد من المجازر وجرائم الحرب، أن يتحمل هذا الطرف وهو إسرائيل المسؤولية المباشرة وحده عما اقترفت أيدي، مؤسساته المجرمة.
من الواضح أنه ما لم تتغرم إسرائيل تكاليف إعادة بناء ما دمرته آلتها العسكرية، فإنها لن تكف عن معاودة العدوان، وتدمير ما قد يقوم المجتمع الدولي ببنائه في قطاع غزة، وفي الضفة، والقدس.
فليجرب المجتمع الدولي مرة واحدة، إخضاع إسرائيل للمحاسبة والعقاب وتكبد تكاليف ما تقوم به، وحينها سيدرك هؤلاء أن إسرائيل ستفكر ألف مرة قبل أن تقرر ارتكاب عدوان جديد.
ولكن في غياب ذلك، في غياب عملية سلام حقيقية ومثمرة، فإن الذين اجتمعوا في القاهرة أمس، وقبل خمس سنوات في شرم الشيخ، سيجتمعون مرات أخرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا يتكرر العدوان حتى لا يتكرر العدوان



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday