حتى تكتمل الصحوة العربية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حتى تكتمل الصحوة العربية

 فلسطين اليوم -

حتى تكتمل الصحوة العربية

طلال عوكل

غريبة ومستغربة حتى الدهشة، الصحوة ممن تبقى من النظام العربي الرسمي، على الحاجة لتشكيل قوة عسكرية عربية موحدة.
بين ليلة وضحاها فوجئنا بإعلان تحالف عربي إسلامي، يتحرك بقوة تحت عنوان عاصفة الحزم، التي تتصدى للتغيير الدراماتيكي الذي وقع في اليمن، وجعله في قبضة التحالف الحوثي مع الرئيس السابق المخلوع علي عبد الله صالح وحزبه.
سبعون عاماً انقضت من عمر الجامعة العربية، التي تطفح أدراجها بالمشاريع التي تتصل بتفعيل العمل العربي المشترك ومنه مشروع الدفاع العربي المشترك، لكن كل ما يقع تحت هذا العنوان، أي العمل العربي المشترك، بقي تحت أحذية التعامل القطري مع الدول الأجنبية فيما بقي المشترك في العمل مجرد كلاشيهات يغطي بها الزعماء صراعات بينية لا يستفيد منها إلاّ من يستهدفون نهضة الأمة وصلاحها.
والسؤال غير البريء هو لماذا ترتفع الدعوات لتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة، لا يمكن لأي عربي عاقل أن يكون ضد تشكيلها؟
عقود طويلة مرت على وجود إسرائيل، وهو وجود عدواني من الأساس ويمارس عدوانيته كل لحظة، دون أن يتقدم العرب نحو تشكيل مثل هذه القوة، حتى خلال الحروب العربية الإسرائيلية التي كان عماد التصدي لها من قبل مصر وسورية والعراق والفلسطينيين أما بقية العرب فأفضلهم حالاً، شارك فيها بشكل رمزي.
وإذا جاز لنا أن نستعيد تاريخ ضعف العرب في مواجهة العدوانات والحروب الإسرائيلية فإن علينا أن نذكر بالخير، قرار الملك السعودي المغفور له فيصل بن عبد العزيز، الذي أشهر سلاح النفط في وجه الدول التي دعمت إسرائيل وبررت عدوانها.
اليوم يصبح تشكيل قوة عسكرية عربية موحدة، أكثر من ضرورة، وهي دائماً كانت ضرورة، لكنها اليوم وإن جاءت على نحو متأخر، إلاّ أنها تستهدف الحفاظ على ما تبقى من النظام العربي الرسمي، الذي يخشى من أن يصل الحريق إلى أقدامه.
هو قرار متأخر جداً، ليس فقط لأنه لا ينشأ انطلاقاً من الحاجة لتحشيد الجهد العربي في مواجهة العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركياً ولكن لأنه أيضاً جاء بعد أن تغلغلت أظافر وأنياب الأجنبي تدخلاً في أكثر من دولة عربية، لم يترك هؤلاء لأهلها أن يقرروا مصيرهم، ومصائر أنظمتهم السياسية التي تستحق التغيير وتستحق التحديث.
ومع أننا بالتأكيد ندعم بقوة كل توجه حقيقي نحو عمل عربي مشترك وفي أي مجال من مجالات الحياة، وبحيث يكون ذلك منهجاً يمثل الأولوية في سلم اهتمامات وسياسات واستراتيجيات الدول العربية القطرية، إلاّ أننا سنظل ننبه إلى أن أي عمل عربي مشترك سيضل طريقه، ما لم يحدد بوضوح شديد طبيعة الأعداء الذين يضعون أنفسهم في رأس سلم المواجهة مع الأمة العربية ومصالحها.
يمكن هنا أن يتفاوت العرب في تحديد أولوية العداء والأعداء، فالبعض قد يضع إيران في مقدمة هذه القوى، والبعض الآخر قد يذهب، الجماعات الإسلامية المتطرفة، أو التيارات العلمانية الطامحة للتغيير، ولكن لا يقبل النقاش، هو ان الولايات المتحدة واسرائيل هما الاعداء الاساسيون، والدائمون للامة العربية وتحررها.
ربما لا نحتاج الكثير من الشرح والتفسير لتأكيد هذه الحقيقة بالنسبة للولايات المتحدة، التي تخوض حروبها على العرب، على نحو سافر ومباشر او عبر وكلاء ولكن على الكل أن يقتنع بأن الأيادي الإسرائيلية موجودة وتلعب بقوة وان على نحو خفي في كل الصراعات التي تجري في المنطقة طولاً وعرضاً.
قبل يومين قامت طائرات حربية إسرائيلية بقصف رتل من السيارات التي تدعي أنها تحمل أسلحة وذخائر من سورية إلى لبنان لصالح حزب الله، ما ادى الى استشهاد وجرح العشرات، لم تكن هذه اول مرة تقوم فيها اسرائيل بالاعتداء على سيادة دولة عربية فلقد تكرر الأمر، مرات كثيرة على سورية، وتكرر القصف ايضاً على السودان، تحت الذريعة ذاتها.
اسرائيل ليست دولة طبيعية مسالمة، يمكن غفران ما تقوم به من اعتداءات، أو ان ارتكاب العدوان عمل استثنائي بالنسبة لها، انها هي العدوان بحد ذاته، وكل ما يصدر عنها يشكل عدوانا على العرب. فلماذا تمر مثل هذه العدوانات والانتهاكات مرور الكرام، دون أن يأتي الوقت المناسب للرد؟
حزب الله رد موضعياً وعلى نحو موجع على العدوان الذي شنته اسرائيل قبل أشهر قليلة على مجموعة من قياداته في منطقة الجولان وراح ضحيته أيضاً جنرال ايراني.
يمكن لحزب الله أن يرد الصاع صاعين ولكن السؤال هو كيف يحدد العرب استراتيجياتهم في مواجهة عدوان اسرائيلي مستمر؟ في الواقع فإن الاستراتيجيات العربية ومنها ايضا الفلسطينية تفتقر الى الاصالة، بمعنى أنها تنبني دائماً على مبدأ رد الفعل على فعل اسرائيلي هذا في احسن الاحوال.
وحتى هذا المبدأ لا يسري على كل الحالات، فسورية تتلقى المزيد من الضربات وتتعرض للمزيد من العدوانات، دون أي رد سوى الرد اللفظي الذي يحمل تهديدات مؤجلة، لا يعرف احد متى يحين وقتها. مرة أخرى نؤكد أن صواب السياسة يقتضي من النظام في سورية أن يوجه بوصلة الصراع ضد المحتل والمعتدي الإسرائيلي، وذلك لأسباب مهمة كثيرة، ولأنه ايضاً لن يخسر اكثر مما تخسر سورية منذ أربع سنوات بسبب الصراع الداخلي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى تكتمل الصحوة العربية حتى تكتمل الصحوة العربية



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday