بؤس السياسة وبئس الأداء
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

بؤس السياسة وبئس الأداء

 فلسطين اليوم -

بؤس السياسة وبئس الأداء

طلال عوكل

من الطبيعي أن يكون التنوع والاختلاف مفيداً لأي نظام سياسي، والفلسطينيون أحوج إلى امتلاك خاصية الاستفادة من التنوع الواسع، لولا أن الاختلاف يصل إلى حد الصراع والانقسام، حينذاك يصبح الاختلاف والتنوع عبئاً على الشعب والقضية وعلى الحركة الوطنية. ومن الطبيعي، أيضاً، أن سياسة التحالفات، مرتبطة بالمصالح، وبعضها شبه ثابت حين يتعلق بالاستراتيجيات الكبرى، وبعضها الآخر متغير حين يتعلق بالتكتيك السياسي. النوع الأول من التحالفات يكون الحلفاء على قدر عال من الاستقرار، أما النوع الثاني فيتغير الحلفاء بين مرحلة وأخرى، الأمر الذي يجعلها خاضعة لمبدأ الفائدة المشتركة والاستثمار.
في الحالة الفلسطينية الأمر لا ينسجم وأية قواعد، ذلك أنها خاضعة لقيادتين وسلطتين ورقعتين جغرافيتين منفصلتين عن بعضهما البعض. لحركة حماس وسلطتها في قطاع غزة رؤية مختلفة لكيفية إدارة الصراع، والتحالفات، والتعامل مع الشعب، ولها مشروعها فوق الوطني حتى لو أنه ينطوي على بعد وطني تفرضه طبيعة العلاقة مع الأطراف المرتبطة بالصراع مع الاحتلال ومع الداخل الفلسطيني. ولحركة فتح، رؤيتها الوطنية ومشروعها الوطني، وأيضاً ميكانيزمات علاقتها بالشعب والقضية.
لكل طرف تحالفاته في الإطار الوطني الفلسطيني، بعضها على أساس فرز واضح، وأغلبها ينطوي على قدر من التداخل، نقصد أنه في الظاهر فإن منظمة التحرير الفلسطينية تشكل الإطار الوطني للفصائل التي خاضت مرحلة الثورة المسلحة، ولكن عند فحص الرؤى سنجد أن بعضها ينتمي سياسياً، أو هو أقرب إلى المنظور السياسي لحركة حماس، ولكنه أقرب إلى المنظور الاجتماعي لحركة فتح.
هذا التداخل يخلق في الواقع خطوطاً حمرا، لحركة بعض الفصائل وتشل قدرتها على الحركة في مربعات البحث عن ممكنات التأثير في سياسات ومواقف الحركتين الرئيسيتين فتح وحماس.
في الضفة تشرف حركة فتح على مشروعها، وتحاول تجنيد أجهزتها وأجهزة السلطة الأمنية والمدنية، للمحافظة على تجربتها وإمكانياتها لكن حركة حماس لا تملك حتى الآن مشروعاً في الضفة، ويبدو أنها تسلم بالأمر إلى حين ما يجعل إدارة السلطة للضفة مرتاحة الى حد ما، والاحتلال هو مصدر القلق والخطر والإزعاج.
في قطاع غزة حركة حماس وأجهزتها الأمنية والمدنية تشرف هي الأخرى على مشروعها من منظورها الخاص، وهي مستعدة لأن تفعل كل شيء من أجل المحافظة على تجربتها ودورها دون أن تخشى حركة فتح في القطاع، ذلك أن حركة فتح لا مشروع لها في القطاع. هذه الوضعية التي تشير إلى وجود مشروعين ورؤيتين وأداتين، ليس فيهما مكان لفعل مؤثر من قبل الأطراف الأخرى بين الحركتين، تعبر عن نفسها في ميدان العلاقات الخارجية بما ينسجم مع المشاريع الداخلية، وما يتصل بذلك من حركيات تستدعي التغيير. حماس تحاول صياغة تحالفات خاصة بها ومن منظورها الخاص، وقد لاحظنا كيف تحركت هذه التحالفات والعلاقات خلال مرحلة الانقسام إلى أن استقرت على استعادة العلاقة مع السعودية كعنوان لدول الخليج، وعنوان لما يمكن اعتباره تحالفاً سنياً في المنطقة. محاولاتها في أن تجمع بين نقيضين هما إيران والسعودية، لم تنجح، وإن كانت هذه هي رغبة الحركة، فطالما لديها قدرة على الفعل والتأثير كحركة، فإن كل طرف سيحاول اجتذابها لصالحه. يجري ذلك لأن القضية الفلسطينية لم تعد، القاسم المشترك للمحيط العربي والإقليمي، بعد أن أصبحت القطريات العربية مهددة، وتكالبت على المنطقة استراتيجيات المصالح. لكن هذا الفعل من قبل حركة حماس لا يمكن أن يكون بدون مخاطر وأثمان تدفعها الأطراف الأخرى في الساحة الفلسطينية والأرجح على حساب القضية، خصوصاً وأن مثل هذه التحالفات مرتبطة بالسعي من أجل الشرعية والتمثيل، طالما أن الانقسام قائم. وفي المقابل ومن موقع الإدراك بأن القضية الفلسطينية لم تعد في الظروف الراهنة القاسم المشترك حتى للعرب، وان القطريات العربية تسعى وراء مصالحها الخاصة، فإن القيادة الفلسطينية وقيادة فتح على وجه الخصوص، تتجه نحو استعادة العلاقة وتقويتها مع إيران القوية، وصاحبة النفوذ في المنطقة. من المؤكد أن قيادة حركة فتح، ستفشل هي الأخرى، في أن تحافظ على علاقة قوية مع النقيضين، السعودية وإيران، وسينجم عن ذلك أيضاً مخاطر وتداعيات لا تقف عند حدود مكايدة حماس ومحاصرة مشروعها. في هذا الزمن، لن تشفع للفلسطينيين سياسة عدم الانحياز وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومع الأسف فإن هذا المبدأ يطبق حتى في العلاقة مع إسرائيل. الأوضاع في المنطقة تندفع بقوة نحو حدية سواء فيما يتعلق بالمصالح، أو فيما يتعلق بالتحالفات، ولكن الانقسام الفلسطيني يجعل القضية الفلسطينية خاسرة في كل الأحوال، وطالما أن التحالفات لا تقوم على أساس المبادئ وإنما على أساس المصالح ما يجعل الأطراف الخارجية تنظر لعلاقاتها مع الأطراف الفلسطينية المختلفة من باب التوظيف والتجنيد والاستخدام. والسؤال هو أوَ بعد ما يفعله الفلسطينيون بأنفسهم يجعلهم أخلاقياً في موقع المنتقد والشاكي على الآخرين؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بؤس السياسة وبئس الأداء بؤس السياسة وبئس الأداء



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday