«قنبلة» الرئيس
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

«قنبلة» الرئيس

 فلسطين اليوم -

«قنبلة» الرئيس

طلال عوكل

بينما تبحث الصحافة بما في ذلك الفلسطينية مبكراً عن سؤال «قنبلة» الرئيس محمود عباس التي أعلن أنه سيفجرها في الثلاثين من الشهر الجاري من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يصر هو على الاحتفاظ لنفسه بسحر القائد.
في كل مرة يخرج فيها الرئيس إلى الأمم المتحدة، ويلقي خطاباً، كان يستحوذ على اهتمام الجماهير الفلسطينية، ويستعيد من خلاله شعبية كان يفقدها خلال أيام السنة بسبب فشل العملية السياسية وخيارها.
في هذه المرة أيضاً سيفعل الشيء ذاته ويكون «لقنبلته» صدىً واسع دون أن يكسر «الجرة»، أو أن يقفل خط البحث عن السلام والمفاوضات أو يؤدي خطابه إلى توفير ذرائع ومبررات لإسرائيل لكي تتخذ إجراءات عدوانية دراماتيكية.
قبل أيام قليلة كان قد تسرب حديث عن أن القيادة الفلسطينية تتجه نحو البدء بتنفيذ بعض قرارات المجلس المركزي التي مضى على اتخاذها أكثر من ستة أشهر، دون أن يتحرك منها شيء.
الحديث كان يدور عن إمكانية إقدام القيادة الفلسطينية على التوقف عن التزامات السلطة الأهم تجاه إسرائيل بحسب اتفاقية أوسلو، وهي وقف التنسيق الأمني، ووقف العمل بموجب اتفاقية باريس.
في الحقيقة فإن هذين الالتزامين هما جوهر ومعنى وجود السلطة الوطنية، التي تريد إسرائيل استمرارها وتجريدها من صلاحياتها إلاّ ما يخدم منها الاحتلال، ويبقي السلطة أكبر من مجلس بلدي بقليل.
على أن مكر السياسة، يفتح المجال أمام إمكانية اتخاذ إجراءات أو قرارات غير مباشرة تؤدي إلى الغرض ذاته، وتترك للقيادة الفلسطينية آليات وطرق تحقيق الهدف دون أن تصطدم مباشرة بأصحاب المصلحة الإسرائيلية، وبحراس المصالح الإسرائيلية الأميركيين، الذين لا يقاس فشلهم بما يحقق أو لا يحقق للآخرين مصلحة ما، وإنما بقدر التصاقهم والتزامهم بحماية مصالح إسرائيل وأمنها.
وإذ من المستبعد أن يعلن الرئيس من على منصة الجمعية العامة انتهاء وموت أوسلو، أو وقف التنسيق الأمني والعمل باتفاقية باريس فإنه أيضاً لا يستطيع إعلان مسؤولية الولايات المتحدة وإسرائيل عن فشل العملية السلمية، لأن ذلك يجر ردود فعل أميركية غير مرغوبة، دون أن يوفر بدائل قوية تتجرّأ على تجاوز الدور الأميركي.
والأرجح أن يكتفي الرئيس بإعلان مسؤولية إسرائيل عن الفشل رغم علمه وقناعته بمسؤولية الولايات المتحدة الأساسية ذلك أنه يدرك بأن ثمة وحدة حال في الأساس بين دول الاتحاد الأوروبي وبين الولايات المتحدة، رغم الفوارق المحدودة بينهما ذلك أن الكل ينتمي إلى خلطة النظام الرأسمالي الاستعماري.
صفة الاستعماري هنا لا تشير إلى طبيعة الاستعمار القديم، ذلك أنه في الزمن الراهن يتخذ طابع أنانية المصالحة، ومن الواضح أن عمومية هذه الصفة على الدول الرأسمالية تلتقي، على حماية إسرائيل وبقائها واستمرار تفوقها، ما هو متوقع أن يرد في خطاب الرئيس عدا الشكوى المريرة، واستعراض، كل مفردات العدوان الإسرائيلي، هو أن يعلن عن قيام الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال.
من شأن مثل هذا الإعلان أن يهزّ أركان السياستين الأميركية والإسرائيلية دون أن تجدا مبرراً لاتخاذ إجراءات عقابية. الإعلان ينسجم تماماً مع قرار الجمعية العامة الذي اتخذته في أيلول 2012، بشأن وضعية دولة فلسطين مراقبا، والذي تعزز بقرار رفع العلم الفلسطيني على أروقة الاعلام لدول المنظمة الدولية الذي تم اتخاذه مؤخراً.
الإعلان بحدّ ذاته ينطوي على سحب لاعتراف دولة فلسطين والتزامها باتفاقية أوسلو، التي جرى توقيعها بين دولة إسرائيل ومنظمة التحرير، ويعني أيضاً إذا أراد الفلسطينيون سحب الاعتراف الذي قدمته المنظمة بإسرائيل.
والقرار يعني أن جسم السلطة، هو ذاته جسم الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال، ولكن للدولة أن تكيف أجهزتها ومؤسساتها مع متطلبات دولة بحيث يصبح المجلس التشريعي مثلاً برلمان دولة أو أن الدولة عليها أن تجد طريقها إلى برلمان تأسيسي وربما أيضاً يحتاج الأمر إلى تعديل النظام الأساسي.
يمكن لهذا القرار أيضاً أن يؤسس لتعامل مختلف مع الالتزامات التي تتقيد بها السلطة الملتزمة باتفاقية أوسلو، وأن تدعو دول العالم، للتعامل مع السلطة على أنها الدولة ما يضغط على الدول التي أوصت برلماناتها الاعتراف بدولة فلسطين لأن تتخذ موقفاً صريحاً من مسألة الاعتراف.
على كل حال بين «قنبلة» الرئيس المحتملة، وبين وضع تداعياته والممكنات التي يوفرها، قدر من الوقت، ومساحة أكبر للعمل ذلك أن الوضع الفلسطيني القائم وأهم عناوينه الانقسام لا يوفر فرصة قوية للإقدام على تنفيذ التداعيات التي تنطوي عليها «قنبلة الرئيس».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«قنبلة» الرئيس «قنبلة» الرئيس



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday