لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

 فلسطين اليوم -

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

طلال عوكل
بقلم : طلال عوكل

في وقت صعب يمر فيه لبنان، حتى أصبح على حافة الهاوية، يشكل الانفجار الضخم الذي تعرضت له بيروت، نقلة خطيرة، في الصراع على لبنان وفي لبنان. الاحتجاجات لم تتوقف، والشلل يصيب الدولة بكل مفاصلها، في ظل انهيار اقتصادي وتدهور قيمة الليرة اللبنانية، من دون أن يملك أي طرف وصفة للحل أو وقف حالة الانهيار.

«حزب الله» في الواجهة، فهو متهم بالسيطرة على السلطة وهو متهم بتنفيذ أجندات خارجية، ومتهم، أيضاً، بحماية نظام الفساد، وهو الآن متهم من قبل فرق لبنانية بالمسؤولية عن الانفجار.
التجاذبات اللبنانية الداخلية تجد من يقف وراءها، ويحرض على انفجار الوضع، ورفع الغطاء عن المقاومة.

لا شك أن لإسرائيل والولايات المتحدة دوراً أساسياً فيما يتعرض له لبنان. هذا الحلف، يعمل كل الوقت بصورة مباشرة ومكشوفة عبر اعتداءاته على لبنان وسورية، وإحراج «حزب الله»، وتصعيد التحريض الشعبي، والحزبي ضده. وبالاضافة إلى ذلك تتعاون بعض الدول العربية، التي دفعت مبالغ ضخمة، وقدمت أسلحة للمعارضة السورية العنيفة بكل مسمّياتها، لإسقاط نظام الأسد، وإقفال سورية، أمام إيران، و»حزب الله».

تراقب هذه المجموعة الدولية والإقليمية، تدهور الأوضاع في لبنان من دون أن تقدم يد المساعدة، إلاّ بشرط يعلن عنه البعض، ويتحفز بشأنه بعض آخر، ويتعلق بإنهاء المقاومة، وسحب سلاح «حزب الله». إذاً هو صراع وتصفية حسابات إقليمية ودولية على لبنان الدولة، ولبنان الميدان.

من الواضح أن ثمة مواد شديدة الانفجار، مخزّنة في مرفأ بيروت منذ عام 2014 بحسب تصريح رئيس الوزراء، الذي يصفه مناوئو «حزب الله»، بأنه دمية في يد الحزب، ويحمّلونه جزءاً من المسؤولية، طالما أنه يعرف بوجود هذه المواد ولم يفعل شيئاً.

الانفجار الضخم ترك دماراً كبيراً وخسائر تقدّر بنحو ثلاثة إلى خمسة مليارات من الدولارات، فضلاً عن أكثر من مئة ضحية، وأربعة آلاف جريح. الخزانة اللبنانية فارغة، ولا تقوى على تحمُّل مثل هذا العبء، بينما المساعدات التي تقدم للبنان على خلفية الكارثة، لا تحمل سوى مواد علاجية وإغاثية، أو مجرد تعاطف لغوي لا يضمّد جراحاً. مرّة أخرى الكارثة رغم ضخامتها، لن تجد من يمدّ يد المساعدة الحقيقية لإنقاذ لبنان.

فالإنقاذ الحقيقي الممكن مرهون بشرط إزاحة «حزب الله» وسلاحه عن المشهد. بالتأكيد يشكل الانفجار فرصة إضافية لتصعيد التحريض على «حزب الله» والدولة اللبنانية. ولذلك فإن الباب أصبح مفتوحاً على مصراعيه، لإشعال المزيد من النيران في التركيبة اللبنانية الهشة.

من تابع تصريحات وردود أفعال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يصاب بالذهول ولا يترك مجالاً للشك بأن الولايات المتحدة تعرف بالضبط ما الذي حصل. في أوّل تصريح له قال ترامب إن الانفجار يبدو وكأنه هجوم ثم تلا ذلك تصريح يقول بأن بعض الجنرالات يرجّحون وقوع هجوم أو انفجار قنبلة في بيروت. بعد ذلك قال ترامب إن انفجار بيروت ناجم عن قنبلة ما بحسب اعتقاد خبراء عسكريين، أتبعه بتصريح يتجاوز الاعتقاد، ويتحدث عن ترجيح خبراء عسكريين بأن الانفجار ناتج عن قنبلة ما.

يبدو أن «حزب الله» سيجد نفسه أمام خيارات محدودة، كلها تؤدي إلى واحد من أمرين؛ فإما استمرار الصمود على حاله، الصمت والامتناع عن الرد الفاعل ضد إسرائيل، وإما أن يجد نفسه مجبراً على القيام بعمل كبير لوقف حالة الاستنزاف التي تمارسها إسرائيل كل الوقت.

من الواضح أن إسرائيل في ظل الأزمات الداخلية التي تعصف بالحكومة ورئيسها، ستواصل حرب الاستنزاف، للتغطية على تلك الأزمات من خلال استدعاء خطر قومي وجودي، لا تتوفر مقوماته في هذه المرحلة. إذا كان لبنان يتعرض لمؤامرة خارجية تستجيب لها قوى داخلية، فإن حدة الصراع الإقليمي، لا بد وأن تدفع المنطقة إلى شفير حرب واسعة.

لبنان مستهدف بدوره ومقاومته، ومستهدف بثرواته من الغاز والنفط في شرق المتوسط، وإسرائيل هي الطامع الأساسي. الذي يسعى بكل وسيلة لوضع اليد والسيطرة على كل تلك الثروات، وإخراج لبنان وسورية من دائرة التأثير الإيراني.

العرب منشغلون بعضهم في ترميم أوضاعه الداخلية، وبعضهم ينخرط بطريقة مباشرة وغير مباشرة، في الصراعات التي تجتاح المنطقة، والأغلبية منهم يعرفون الحقيقة ولكنهم إما لا يجرؤون أو يتواطؤون مع استراتيجيات وأهداف إسرائيل التوسعية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday