نحو استثمار المرحلة الرمادية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نحو استثمار المرحلة الرمادية

 فلسطين اليوم -

نحو استثمار المرحلة الرمادية

طلال عوكل

خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي، الثلاثين من أيلول، لم يكن عادياً، ولا هو مكرر، كما يدعي البعض، ولكنه لم يكن خطاباً حاسماً باتجاه القطع مع المرحلة السابقة، نحو مرحلة جديدة واستراتيجية فلسطينية جديدة.
أراد الرئيس أن يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته إزاء عملية سياسية مستمرة منذ أكثر من عشرين عاماً، أنتجت أوضاعاً لا تمكن الفلسطينيين من إحراز حقوقهم أياً من حقوقهم الوطنية، ولا تحقق الحد الأدنى من سلام تحدثوا عنه طويلاً.
الرسالة الأساسية في الخطاب، تنطوي على بعد تقييمي للمرحلة السابقة، مع استنتاجات غير قطعية، وعلى تحذير للمجتمع الدولي من أن الفلسطينيين لا يمكنهم الاستمرار في الالتزام بشروط اتفاقية نسفتها إسرائيل هي اتفاقية أوسلو.
هذا يعني أن الرئيس يعطي مهلة من الوقت لمن أراد أن يتقدم بمبادرات دولية فاعلة، تصحح المسار الذي اتخذته عملية السلام، وإلاّ فإن الفلسطينيين سيتصرفون على نحو مختلف، يؤكد ما أعلنه الرئيس من أن القضية الفلسطينية هي عنوان ومحور وأساس الحرب والسلام في المنطقة.
ومع أننا لا نعتقد بأن هناك من ينتظر وبإمكانه أن يصحح المسار الأعوج لعملية السلام، فإن الرسالة ستكون لها آثار إيجابية على مستوى تحريك مواقف بعض الدول والمجتمعات الفاعلة خصوصاً في أوروبا نحو اتخاذ مواقف إيجابية لصالح القضية الفلسطينية، وربما الاعتراف بالدولة الفلسطينية فضلاً عن تعميق عملية الوعي الدولي لحقائق الصراع في هذه المنطقة.
ربما كان على الرئيس أن يعلن موقفاً أكثر جرأة وشجاعة إزاء السياسة الأميركية التي تتحمل مسؤولية أساسية وكبيرة تجاه فشل خيار المفاوضات ومسار عملية السلام، لأنها وهي القادرة على التأثير في السياسة الإسرائيلية، آثرت على مدار كل الوقت تبني ودعم وتغطية كل ما تقوم به إسرائيل.
خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما جاء قبل خطاب الرئيس عباس، وقد كان حرياً بالرئيس الفلسطيني أن يرد بقوة على تجاهل الرئيس الأميركي للقضية الفلسطينية في خطابه، وانحرافه نحو أولويات في السياسة الأميركية، تتنكر لحقائق الصراع الأساسي في المنطقة.
أميركا أعلنت عبر رئيسها عن فشلها الكامل في تحقيق السلام وإن كان تهرب من إعلان هذا الفشل، لكنه بانسحابه عن الاهتمام بجوهر الصراع في المنطقة، إنما يعطي إسرائيل الأفضلية في ظل ظروف عربية متردية، تعاني من صراعات دموية وتنشغل بعض أنظمتها السياسية في أولوية الحفاظ على وجودها واستقرارها.
ثمة توافق كامل بين السياسة الأميركية والإسرائيلية فلقد تجاهل نتنياهو، كما فعل تقريباً اوباما، حقائق الصراع واكتفى بإعلان مختصر عن أنه مستعد للقاء الرئيس عباس ثم استغرق في الحديث عن الخطر الإيراني، الذي يشكل بالنسبة لإسرائيل أداة ابتزاز للمجتمع الدولي.
المسؤولة عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني التقطت رسالة الرئيس عباس، واعتبرتها رسالة تحذيرية قوية، وأعلنت عن أن ثمة تحركات نحو تفعيل المفاوضات، وعملية السلام.
قد يكون الوقت مناسباً لأوروبا الموحدة لكي تتقدم بمبادرات، تتجاوز الدور الأميركي، الذي يتراجع إلى الخلف، خاصة وأنه عدا الانسحاب الأميركي، فإنه لم يتبق سوى عام على الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يتنافس فيها الحزبان الديمقراطي والجمهوري على كسب الصوت اليهودي، واسترضاء إسرائيل.
ومع أننا نشك كثيراً في أن تتحلى أوروبا الموحدة بكل الشجاعة والجرأة اللازمة، لتفعيل قدراتها في اتجاه التأثير الفعال على السياسة الإسرائيلية، حتى لو حصلت على المزيد من الوقت، فإن أي تحرك جدي تقوم به القارة العجوز المتصابية قد يترك للفلسطينيين بعض الآثار الإيجابية، بما في ذلك منحهم بعض الوقت لإعادة ترتيب أوضاعهم الذاتية، استعدادا لمرحلة قريبة قادمة تتجه فيها الأوضاع نحو صراع شامل ومفتوح.
الفلسطينيون اليوم غير جاهزين بما هم عليه من حال، لمقابلة وخوض التحدي مع السياسات الإسرائيلية، ذلك أن خوض هذه المجابهة يتطلب تغييرات جذرية على مستوى طبيعة المؤسسة ووظائفها، وطبيعة وآليات اتخاذ القرار وقد يتطلب ذلك تغييرات جذرية وشاملة.
المرحلة المقبلة، بعد الوقت الوقت المتاح لتحرك أوروبي، تستدعي حواراً وطنياً فلسطينياً جامعاً وشاملاً، لوضع استراتيجيات جديدة وخيارات جديدة، وتستدعي إعادة بناء مؤسسات القرار السياسي الفلسطيني على نحو يسمح بتعبئة كل طاقات الشعب الفلسطيني لخوض هذه المواجهة.
مما جرى ويجري بعد الخطابات في الأمم المتحدة يتضح أن اسرائيل تبادر إلى التصعيد عبر المستوطنين والجيش والأجهزة الأمنية، وتستنفر المزيد من قدراتها العدوانية كترجمة لخطاب نتنياهو، فيما لا يزال الطرف الفلسطيني يخوض مجابهات شعبية محدودة، تتخللها رسائل عنفية، قد تتسع وتتكرر، على غرار عمليتي نابلس والقدس دون أن يكون الفلسطينيون قد أخذوا فرصتهم في ترتيب أوضاعهم، والاتفاق على أشكال خوض الصراع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو استثمار المرحلة الرمادية نحو استثمار المرحلة الرمادية



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday