موجبات الأمن القومي العربي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

موجبات الأمن القومي العربي

 فلسطين اليوم -

موجبات الأمن القومي العربي

طلال عوكل

انتهت القمة العربية التي انعقدت في ظروف عصيبة، تطغى عليها مخاوف ذات طابع استراتيجي، بالنظر إلى خطورة الأبعاد التي تهدد قلب الجزيرة العربية وأطرافها، فضلاً عمّا تنطوي عليه من تهديدات شاملة الأبعاد بالنسبة لعدد آخر من الدول العربية في مقدمتها مصر.
الحدث اليمني الذي هيمن على القمة، دون أن يتمكن جدول الأعمال الطويل من إخفاء حقيقة أن هذا الحدث هو الملف الرئيس الذي يقضُّ مضاجع ومواجع الزعماء العرب، هذا الحدث، لا ينتمي بالضبط إلى الأحداث التي تتصل بالحراكات الداخلية محصورة النتائج بالحدود القطرية. 
ينظر الزعماء العرب للتغيير الذي وقع في اليمن وأطاح بالشرعية التي انبثقت عن تنفيذ المبادرة الخليجية، على أنه انتصار كبير واستراتيجي للسياسة الإيرانية التي تتطلع نحو إقامة أو استعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية، على أنقاض الأنظمة التي تتربع على عرش النفط.
القمة وإن كان انعقادها دورياً، لكنها كانت أقرب إلى المصادقة على قرار تم اتخاذه مسبقاً، حين بادرت السعودية لإقامة تحالف عربي إسلامي، بدأ العمل العسكري ضد الحوثيين، وأنصارهم وبالتالي، كان قرار القمة العربية وكأنه تحصيل حاصل.
بإمكان دول الخليج أن تفعل ذلك، وأن تفرض أجندتها وقراراتها على القمة العربية، فالحريق قد أخذ يمتد إلى حدودها ومصالحها وأنظمتها واستقرارها، وهي خصوصاً في ظل غياب الدول العربية المركزية التي تعرضت للتهشيم والإضعاف، تملك الإمكانيات المادية والمعنوية التي يحتاجها من تبقّى من العرب.
ربما يقول قائل إن التدخل العربي العسكري في اليمن، على النحو الذي يقع، إنما يبعد مخاطر تدخل أجنبي، بما في ذلك تدخل إسرائيلي، بدعوى أن سقوط اليمن في يد السياسة الإيرانية من شأنه أن يهدد الأمن الاستراتيجي لعدد من الدول، ويهدد، أيضاً، إمدادات، وخطوط النفط، ولكن هذا السلوك لا يشير إلى نضج الأمة العربية وأنظمتها وزعمائها لطبيعة المخاطر الاستراتيجية التي تهدد الأمن القومي العربي الشامل.
التهديدات الاستراتيجية للأمن القومي العربي، بما في ذلك استقرار الحدود الجيوسياسية للقطريات العربية، تحتاج إلى نظرة شاملة أوسع، تلاحظ أن الأعداء الرئيسيين للأمة العربية وشعوبها هم الولايات المتحدة وإسرائيل، ما يعني أن الربط بين القضية الفلسطينية التي يكرر الكل العربي أنها القضية المركزية للأمة العربية، بالقضايا والمصالح القطرية، هذا الربط، شكلي ولن يدرك العرب مدى أهميته ومركزيته، إلاّ بعد أن تنهار استراتيجياتهم المبنية على المصالح القطرية فقط.
بعد أربع سنوات من بدء الحراك الشعبي في عديد الدول العربية لم يصل الزعماء العرب إلى حقيقة أن الولايات المتحدة، وحلفاءها يخططون لتقسيم الدول العربية، تحت عنوان الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاّقة، وبأن ما يتعرض له العراق وسورية وليبيا واليمن ومصر وتونس، لن يتوقف دون أن يمر على الأغلبية الساحقة من الدول العربية بما في ذلك معظم دول الخليج.
كان لا بد من الانتباه لأبعاد ما يجري في المنطقة، لصياغة سياسات واستراتيجيات تجاه البلدان التي تتعرض لاضطراب كبير، بحيث تمنع وقوع هذه الدول فريسة للمخططات الأميركية التمزيقية. 
السياسة القائمة على الانتقام والثأر، وردود الفعل لا يمكن أن تنتج استراتيجيات وطنية أو قومية سليمة، وكان يفترض أن تمارس الأنظمة القطرية السياسة باتباع أن ترضى للآخرين ما ترتضيه لنفسها.
ما تقوم به القمة وما ينتظر الترويكا القيادية ليس سوى استدراك لقصور فادح في وعي أولويات الأمن القومي والقطري العربي وكان من المفروض، أن يكون التدخل في اليمن بطرق سياسية قبل أن يقع المحظور أما وان ما وقع قد وقع، فإن المعركة في اليمن وعليها ستكون طويلة ومكلفة، ومع استمرار الوقت، ستدخل عناصر أخرى قد تؤدي إلى اندلاع صراع واشتباك مفتوح مع إيران دون أن نستبعد، تدخلات إسرائيلية ودولية مباشرة أو غير مباشرة.
سيكتشف العرب إذاً، أن أمنهم القومي الاستراتيجي، يبدأ بتحرير علاقاتهم مع الولايات المتحدة، وبتركيز قواهم، على مجابهة المخاطر والأطماع، الأميركية والإسرائيلية، هكذا تكون القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى وهكذا يبدؤون في وعي أسباب الدفاع عن المشروع القومي العربي المشترك بعد أن فشلت السياسات القطرية في الدفاع عن مجتمعاتها.
والحال أن الاستراتيجية العربية الجماعية سواء كان للدفاع عن ما تبقى أو للنهوض بآمال الأمة، لا بد وأن تتخذ طابعاً وقائياً وأحياناً هجومياً غير أن ذلك لا يكون إلاّ بوجود أنظمة تحقق مصالح مجتمعاتها في الحرية والعدالة الاجتماعية والتقدم، والسؤال: هل كانت القمة العربية الاستثنائية في ظروف انعقادها وفي أولوياتها بمستوى المخاطر التي تواجه الأمة العربية أو الأجسام السليمة منها؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موجبات الأمن القومي العربي موجبات الأمن القومي العربي



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday