متى نجيد السباحة في مستنقع السياسة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

متى نجيد السباحة في مستنقع السياسة ؟

 فلسطين اليوم -

متى نجيد السباحة في مستنقع السياسة

طلال عوكل

النتائج التي انتهت إليها الانتخابات البرلمانية في تركيا التي جرت في متن هذا الأسبوع شكلت الحدث الأبرز على ساحة الشرق الأوسط الذي يعاني من اضطرابات واسعة وعميقة.
وعلى أهمية الحدث بالنسبة للشعب التركي، وذلك هو الأصل فإن ارتداداته وأبعاده، على صعيد الإقليم، تشكل محطة انقلاب لكثير من الاستراتيجيات والتوازنات والمصالح.
النتائج التي أعطت حزب العدالة والتنمية نحو 40% فقط من مقاعد مجلس الشعب، وأفقدته القدرة على تشكيل حكومة الحزب الواحد، وربما تفقده أيضاً القدرة على تشكيل ائتلاف حكومي نظراً لمحدودية الكتل البرلمانية، وصعوبة شروطها، هذه النتائج، جاءت لتؤشر إلى فشل كبير لقراءات القيادة السياسية، للحزب الذي يحكم منذ ثلاثة عشر عاماً.
كانت تطلعات قيادة الحزب، تنتظر حصوله على ثلثي مقاعد مجلس الشعب، وكان ذلك سيكون مقدمة لاتخاذ إجراءات تعديل الدستور، بما يحيل النظام السياسي من نظام برلماني إلى نظام جمهوري يتمتع فيه زعيم الحزب ورئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان بكل الصلاحيات التي تجعل منه سلطاناً.
في الحقيقة فإن حزب العدالة والتنمية التركي حقق نجاحات باهرة على المستوى الداخلي، فقد تمكن من تحجيم دور العسكر وفي الاستفادة من الكوادر المجربة التي ساهمت في بناء الدولة العلمانية، على نحو يخدم توجهات النظام الجديد.
وعلى المستوى الاقتصادي حققت تركيا تقدما كبيرا، حيث أصبحت واحدة من افضل وأقوى خمسة عشر اقتصاداً على مستوى العالم.
لسنا بصدد فحص الأسباب الداخلية لفشل حزب العدالة والتنمية، رغم النجاحات العظيمة التي حققها للشعب التركي والأرجح ان هناك أسباباً تفسر هذا الفشل، ولكن من المرجح ان السياسة الخارجية التركية، وقعت في أخطاء كبيرة.
نحن كشعب فلسطيني لا ننسى المواقف التاريخية الداعمة للقضية الفلسطينية إبان حكم حزب العدالة والتنمية، وللحق نشهد بأن تركيا رغم أنها أقامت علاقات خاصة مع حركة حماس انطلاقاً من توافق القناعات والخلفيات الأيديولوجية، إلاّ أن النظام ظل على عهده في التعامل مع الشرعية والتمثيل الفلسطيني، وقدم من خلالها مساعدات بأشكال مختلفة وليس فقط الدعم السياسي. إذاً الحديث عن تركيا بعد المتغير الكبير الذي وقع لا ينبغي أن يؤخذ على خلفية التشفي، أو الحسرة، بقدر ما أنه يستدعي من الفلسطينيين والأرجح من غير الفلسطينيين قراءة عميقة للأسباب والتداعيات والأبعاد بما يفترض أن يؤدي بدوره إلى تغيير الحسابات والمواقف.
تركيا التي فشلت في إقناع الاتحاد الأوروبي على الموافقة على انضمامها، إلى الاتحاد بالرغم من ان اكثر من ستين في المئة من تعاملاتها التجارية والاقتصادية مع دول الاتحاد، فشلت أيضاً في استراتيجيتها للتوجه نحو الشرق بهدف تحقيق مصالحها الإقليمية، والاستعانة به لكي تفرض على الأوروبيين قبولها في الاتحاد.
ينسب الى السياسة التركية تدخلها الفظ في أوضاع المنطقة ابتداء من سورية التي كانت حليفة لبعض الوقت، وأصبحت عدواً في وقت لاحق، الى العراق، حيث لعبت تركيا في ساحته الداخلية، وفي تناقضاته الطائفية والعرقية. بدت السياسة التركية متناقضة في التعامل مع بعض العوامل المحركة للصراع في هذه البلدان فهي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وتفتح كل الطرق وتقدم كل أشكال الدعم لذلك التنظيم، وبقية المجموعات المتطرفة في سورية، وبصفة عامة أقحمت تركيا نفسها في الصراع الدائر على طول وعرض المنطقة بين الجماعات الإسلامية وخصوصاً جماعة الإخوان المسلمين، وبين التيارات الوطنية والليبرالية وخصوصاً في دولة كبيرة مثل مصر.
تركيا جاهرت بتبنيها لجماعة الإخوان المسلمين، فسمحت لهم بعقد الاجتماعات والمؤتمرات ومنحتهم منصات إعلامية، فضلاً عن أنها أعربت صراحة في غير مرة عن عدائها للنظام المصري الجديد. حالة من الارتباك وسياسة تنطوي على مغامرات، تغلب أحياناً الأيديولوجي على السياسي سيطرت على المشهد السياسي التركي بدون أن يمتلك حزب العدالة والتنمية، الحصانة والضمانة الكاملة في الداخل، حيث تصاعدت التناقضات، وتزايدت الاحتجاجات وارتفع معها منسوب المواجهة والقمع للمعارضين. لم تنتبه القيادة التركية لتطورات الملف الكردي الذي يتحرك في سورية والعراق، وتمتد آثاره الى تركيا التي يقيم فيها نحو ثمانية ملايين كردي، مما يساوي ضعف أعداد الأكراد في العراق وسورية معاً.
بغض النظر عن طبيعة التطورات القادمة في الداخل التركي وما إذا كان فشل الحزب في الانتخابات مؤشرا نحو عودة النظام العلماني الأتاتوركي أم ان الحزب سيكون قادراً على تجاوز هذه الأزمة، فإن ما وقع يشكل ضربة تكسر الظهر بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا يتغنون بالنموذج التركي الناجح للتدليل على أولوية مشروع الإسلام السياسي الذي يكافح من أجل الحصول على فرصته التاريخية.
وفي السياق فإن هذا الفشل يكشف إلى حد كبير ظهر حركة حماس، التي راهنت على دور الأشقاء الأتراك، هو درس آخر للفصائل الفلسطينية بأن الثابت الأكيد هو المتغير، وان حصانة الوضع الداخلي عبر الوحدة هو الأساس، الذي يحفظ الكل من الانزلاق في متاهات المتغير في المحيط.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى نجيد السباحة في مستنقع السياسة متى نجيد السباحة في مستنقع السياسة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday