لمواجهة إرهاب دولة ومجتمع
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

لمواجهة إرهاب دولة ومجتمع

 فلسطين اليوم -

لمواجهة إرهاب دولة ومجتمع

طلال عوكل

قد لا تكون جريمة إقدام ستة مستوطنين على إضرام النار في بيت فلسطيني آمن، لتستحق كل هذا الاهتمام الواسع لو أنها كانت حدثاً معزولاً، أو حدثاً فردياً يسعى وراء الانتقام لسبب أو آخر.
في حالة كهذه يكفي أن ينال المجرمون عقابهم وينتهي الأمر، غير أن جريمة حرق بيت آل دوابشة، وسكانه الأحياء ما أدّى إلى وفاة الرضيع علي، وتعريض حياة والديه، وشقيقته للخطر، تندرج في سياق عام، يشير بعمق إلى طبيعة التحولات التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي.
الرئيس الإسرائيلي ريفلين اعترف بأن ثمة هشاشة في التعامل مع الإرهاب اليهودي ضد الفلسطينيين، والمحلل السياسي بن يشاي يبشر بقدوم الجهاد اليهودي الداعشي. ما يؤكد أن ما جرى بحق عائلة دوابشة، إنما هو نتاج لسياسة عامة، تقوم على دوام الاحتلال، والعنصرية ضد الفلسطينيين.
الجيش الإسرائيلي الذي يرعى ويحمي ظاهرة تشكل وتبلور ميليشيات المستوطنين، يحاول الإيحاء بأنه محايد في صراع بين مجتمع المستوطنين والمجتمع الفلسطيني، لكن استمرار وتطور هذه الظاهرة ينطوي على تهديد خطر للمجتمع الإسرائيلي.
بعد قليل من الوقت، ستكون حكومة إسرائيل ومجتمعها أمام انقلاب السحر على الساحر فالمجتمع العنيف والمتطرف، سيرتد عاجلاً أم آجلاً على البيئة التي خلقته. انفلات المستوطنين في ظل حكومة شديدة التطرف، من شأنه أن يخلق لإسرائيل ظاهرة إرهابية سيكون من الصعب عليها استيعابها والحد من خطورتها.
قبل جريمة حرق بيت آل دوابشة، كانت إسرائيل الرسمية، قد اندفعت نحو مرحلة من التصعيد الخطير في مجال الاستيطان، وفي باحات المسجد الأقصى، وداخل سجون الاحتلال، وبالتالي فإن سلوك المجرمين يشكل جزءاً مكملاً من هذا السياق.
بعض المحللين الإسرائيليين حذروا من أن تنظيم الدولة الإسلامية سيتحول بعد وقت ليس ببعيد إلى العمل ضد إسرائيل، لكن هؤلاء لا ينتبهون إلى أن ظاهرة «داعش» اليهودية، قد بدأت في الظهور قبل «داعش» الإسلامية، وانها اليوم في مرحلة التبلور، والعمل.
الرئيس الإسرائيلي ريفلين أشار إلى حقيقة تاريخية وهي أن القضاء الإسرائيلي كان دائماً متسامحاً إلى حد الدهشة، إزاء من ارتكبوا جرائم بحق الفلسطينيين، ما يعني بالملموس أن الدولة ترعى الإرهاب، وتشجع على ممارسته.
أرشيف الأمم المتحدة، طافح بالاتهامات المعلّلة على ارتكاب إسرائيل الرسمية، جرائم حرب ضد الفلسطينيين، والعالم لم ينسَ ما ارتكبته إسرائيل وجيشها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة خلال الحروب الثلاث التي شنتها ضد قطاع غزة.
الأسبوع الماضي، كانت «أمنستي» قد أصدرت تقريراً يشير إلى أن ثمة أدلة دامغة، على ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب في رفح، هذا عدا عما ورد في تقرير المجلس العالمي لحقوق الإنسان بشأن الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع العام الماضي.
إسرائيل الرسمية ومجتمعها بكليته تندفع نحو مربع الصراع وتقطع كل محاولة لإنعاش المفاوضات وعملية السلام، وفي المقابل يتردد الفلسطينيون عن الاستجابة بما ينبغي على هذا التحول. كان علينا نحن الفلسطينيين أن نكون المبادرين، من واقع تقييمنا لنتائج مرحلة طويلة من المفاوضات والمحاولات والمبادرات من أجل تحقيق السلام، لكن إسرائيل اشتغلت كل الوقت ومن خلال وقائع ملموسة على الأرض، لنسف كل إمكانية لتحقيق السلام.
إذا كان المجتمع الدولي لا يريد الاعتراف بهذه الحقيقة، وبالتالي يمارس ضغوطه على الطرف الفلسطيني، من أجل منع التصعيد فإن هذا المجتمع بمسمياته المعروفة أميركا، الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، هذا المجتمع متهم بالتواطؤ مع السياسة الإسرائيلية والجرائم التي ترتكبها. لا يكفي لوقف جرائم الجيش والمستوطنين، أن يعبر الرئيس الإسرائيلي عن جملة مما وقع بحق آل دوابشة، أو أن يدين نتنياهو الجريمة، ولا يكفي أن تنطلق تصريحات الإدانة من أميركا، وبان كي مون ومسؤولي الاتحاد الأوروبي، فكل هذه الإدانات، لا تؤخر ولا تقدم وهي لم تمنع المستوطنين من مواصلة اعتداءاتهم على الفلسطينيين وأراضيهم ومزارعهم حتى بعد وقوع جريمة فجر يوم الجمعة.
في فمي ماء، والمقام لا يسمح بأن يعبر الإنسان عن كل ما يجول بخاطره، خصوصاً إزاء طبيعة الوضع الفلسطيني، وطبيعة الردود على الجريمة ومدى فاعلية هذه الردود. ما نتمناه تجاوز مرحلة التصريحات التي تنطوي على تهديدات ووعود، ثم تنتهي إلى مواصلة سياسة التأجيل والتردد. إسرائيل، بجيشها وشرطتها وأجهزة أمنها، ومستوطنيها، قد خلقت مناخاً من العنف والإرهاب يتطلب انتفاضة شعبية عارمة في كل أنحاء الضفة الغربية، لكن اندلاع هذه الانتفاضة يحتاج إلى ترميم البيت الفلسطيني الداخلي واستعادة الوحدة، وهنا تكمن المسؤولية التاريخية للقيادات السياسية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمواجهة إرهاب دولة ومجتمع لمواجهة إرهاب دولة ومجتمع



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday