قرار إعدام بحق قطاع غزة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

قرار إعدام بحق قطاع غزة

 فلسطين اليوم -

قرار إعدام بحق قطاع غزة

طلال عوكل

المجرى المائي الذي تجتهد وحدات الهندسة في الجيش المصري، لإنجازه على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة، يثير مخاوف متزايدة تتعدى القيادات السياسية لحركة حماس، إلى الجهات المتخصصة في موضوعات المياه والتربة والبيئة في القطاع.
قد يقول قائل إن مثل هذا المجرى الذي يمتد على مسافة أربعة عشر كيلومتراً من البحر حتى مثلث الحدود بين غزة ومصر والأراضي المحتلة العام 1948، لا يضيف الكثير من التداعيات الخطيرة على المستوى البيئي بعد أن أصدرت مؤسسات دولية تقارير تفيد بأن القطاع لن يكون صالحاً للحياة بحلول العام 2020، ما ينقل البحث إلى مستوى آخر يتصل بمسؤولية المجتمع الدولي، والسلطة الفلسطينية، إزاء الكارثة التي تنتظر نحو مليوني إنسان.
وبصرف النظر عن أي تبريرات جانبية، غير مقنعة، لتسويق مشروع المجرى المائي، فإن المسألة في جوهرها وشكلها أمنية سياسية ذلك أننا لا نشك للحظة أن الشقيقة مصر يمكن أن تفكر في القيام بأي عمل ضد القضية الفلسطينية وأهلها إن كانوا في غزة أو في أي مكان آخر.
ولكن من وجهة نظر أمنية سياسية، فإن المشروع يبدو غير ذي جدوى، خصوصاً وأن مصادر مصرية عديدة تشير إلى أن الجيش المصري نجح في تدمير خمسة وتسعين في المئة من شبكة الأنفاق، فضلاً عن الرقابة المشدّدة على مدار الساعة، على طول الحدود بين الجانبين المصري والفلسطيني فلماذا لا يستكمل الجيش إجراءاته الاعتيادية لتدمير ما تبقى من هذه الشبكة؟
أكثر من مسؤول مصري، وآخرهم الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن أن هذه الإجراءات القديمة منها والجديدة على الحدود تتم بالتنسيق الكامل مع السلطة الفلسطينية، وقد أكد الرئيس محمود عباس هذه الإعلانات، التي رحب بها.
على الصعيد المصري، يتخذ الحديث عن الأبعاد الأمنية، التي تقف وراء مشروع المجرى المائي، أبعاداً تتصل بما تواجهه مصر من حرب ضد الجماعات التكفيرية والإرهابية في شمال سيناء، وبحالة العداء السافر بين مصر وحركة حماس التي تدير قطاع غزة، وهي جزء من جماعة الإخوان المسلمين الذين يناصبون النظام في مصر، عداءً مستشرياً.
لقد باءت بالفشل كل المحاولات التي بذلتها حماس من أجل إقناع الأشقاء المصريين، بأنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لمصر، وان علاقتها بجماعة الإخوان المسلمين لا تلزمها بأن تتبنى السياسة ذاتها التي تمارسها الجماعة ضد النظام، ذلك أن مصادر إعلامية وأمنية مصرية لم تتوقف عن اتهام حماس بمساعدة الجماعات التكفيرية العاملة في سيناء.
طبعاً يضاف إلى كل ذلك أن مصر الدولة والنظام تتخذ موقفاً سياسياً، داعماً بالكامل للسلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، باعتبارها تمثل الشرعية.
إذاً فإن ملف إصلاح العلاقة بين مصر وحماس قد تم إغلاقه طالما بقيت الأوضاع في الساحة الفلسطينية على حالها من انقسام وصراع، ما يعني أن مسلسل الإجراءات العقابية من جانب مصر، سيستمر ضد حركة حماس ما لم تتغير جذرياً معطيات الوضع الفلسطيني، سواء من خلال مصالحة أكيدة أو من خلال تغيير جوهري في سياسة وسلوك حركة حماس.
في الواقع، فإن السؤال الأساسي يذهب إلى السلطة الفلسطينية وإلى الرئيس محمود عباس، حتى بشأن المجرى المائي، الذي عليه أن يجد طرقاً ووسائل أخرى، للفصل بين موقفه من حركة حماس ومسؤولياته تجاه الناس في القطاع.
أكثر من ثماني سنوات مرت منذ وقع الانقسام، فشلت كل مشاريع المصالحة، وفشلت كل محاولات إخضاع حركة حماس سواء بالحصار، أو إغلاق المعابر، أو بالحروب التي شنتها إسرائيل على القطاع، لكن الناس في غزة لم يتمردوا على سلطة حركة حماس وننصح بأن لا يراهن أحد على مثل هذا الخيار.
إذا كان ثمة من يراهن على تمرد واسع يطيح بسلطة حماس أو يضعفها إلى الحد الذي يجعلها تخضع لشروط مصالحة في غير صالحها فإن عليه أن يتمعن جيداً في واقع القوى السياسية، وعلى رأسها حركة فتح، حيث إن هذه القوى هي التي تملك القدرة على فعل التمرد، وليس الأفراد أو النخب السياسية والاجتماعية.
والسؤال إذا كانت القوى الأخرى عدا فتح لا تفكر بمثل هذا الخيار أو أن أوضاعها وقدراتها لا تمكنها من الإقدام على ذلك فأين هي حركة فتح، وما هو مشروعها في غزة، وفي غياب إجابات مقنعة عن هذه الأسئلة فهل يعقل أن يظل سكان القطاع يعانون أشد المعاناة، نتيجة لعناد أطراف الانقسام؟
ثمة شكوك بدأت تتسرب إلى نفوس الناس في القطاع من أن أطرافاً كثيرة ومن بينها فلسطينيون تتمنى ما تمناه اسحق رابين يوماً حين قال إنه يتمنى لو أن يصحو من النوم فيجد غزة وقد ابتلعها البحر. شعور عارم بظلم عميق يجتاح أهل القطاع، بسبب تجاهل السلطة والقيادة لأبسط متطلبات حياة تتوفر فيها الحدود الدنيا من أسباب الحياة التي تميزهم عن الحيوانات.
في كل مرة نواجه خلالها أزمة جديدة أو قديمة علينا أن نسأل أولاً عن مسؤولية الفلسطينيين إزاء أسباب وقوعها ووسائل معالجتها، ولذلك فإن المسؤولية الأساسية إزاء المجرى المائي على الحدود، تعود للطرف الفلسطيني، ودون الاستفاضة في شرح الأبعاد البيئية للمجرى المائي، ومسؤولية أي طرف عربي ونحن جزء منه، علينا أن ننتظر ما ستفعله إسرائيل التي أعلنت عبر القناة الثانية، عن مشروع مجرى مائي واسع يحيط بقطاع غزة ويحيله إلى جزيرة بكامل المواصفات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرار إعدام بحق قطاع غزة قرار إعدام بحق قطاع غزة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday