غزة المقفلة على وجع التاريخ
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

غزة المقفلة على وجع التاريخ

 فلسطين اليوم -

غزة المقفلة على وجع التاريخ

طلال عوكل

لا أحد يهتم بشؤون الناس، فهم وما يملكون جزء من السياسة، حتى لو كانت السياسة فوق أو دون خط الوطنية. وحتى الآن يبدو أن ثمة نقصاً في وعي المسؤول الفصائلي الكبير، لمدى أهمية الصمود على الأرض، حتى لو أن هذا المواطن الذي عليه أن يصمد كان مدركاً بأنه ترس صغير في آلة السياسة الوطنية، أو انه يعرف بأنه وقود السياسة ومحل استهدافها.
لقد بدأ فصل الشتاء فعلاً، واستبشر الناس عموماً الخير في هذه البدايات التي تشهد فصلاً قد يكون افضل من الفصول السابقة، وقد يعفي خبراء المياه من كثرة التحذير بالكارثة التي تنتظر سكان القطاع جراء نقص المياه الجوفية وتلوثها.
في العام الماضي، والذي سبق، لبى الناس الدعوة لإقامة صلاة الاستسقاء، خوفاً من الجفاف وبسبب تأخر سقوط الأمطار، وقلة ما سقط منها، لكن الكثيرين منهم، عادوا وندموا بعد المنخفض الجوي القوي، الذي احدث الطوفان والغرق في عديد مناطق قطاع غزة ونجمت عنه أضرار كبيرة عجزت عن احتوائها إمكانيات الدفاع المدني. 
اليوم ثمة عشرات آلاف الأُسر، التي دمر العدوان الإسرائيلي بيوتها، ومصالحها ومنشآتها ودمر البنى التحتية، وهي تنتظر الفرج القريب، والأغلب ان هذه الآلاف، ستصلي من أجل أن يتأخر سقوط المطر، وان يكون فصل الشتاء، تكراراً لفصل الخريف، فالصيف الذي حمل لها بلاءً عظيماً لا يختلف عن الشتاء، الذي يواصل ما لحق بهم في فصل الصيف.
قصة غريبة في هذا الزمان، حين يصلي الناس، حتى يحبس الله الخير عنهم، لأنه فائض بؤس عليهم. المانحون في القاهرة قدروا مبالغ تفيض عما تحتاجه عملية إعادة الإعمار، وفائض عما تقدمت حكومة الوفاق بطلبه، ولكن المانحين أيضاً وضعوا آليات واشتراطات صعبة، لتنفيذ وعودهم وقراراتهم.
الإسرائيلي الذي غاب عن مؤتمر المانحين، وأفعاله تشير الى انه يستحق التغييب عن كل مؤتمر أو تجمع إقليمي أو دولي، يحتفظ لنفسه بحق الفيتو، ويواصل تهديداته، حتى قبل أن تبدأ عملية إعادة الإعمار، بتعطيلها، اذا توفرت لديه معلومات بأن حركة حماس، ستستفيد منها في ترميم وإعادة إعمار الأنفاق التي تعتقد إسرائيل أنها نجحت في تدميرها.
في كل وقت يمكن لإسرائيل ان تجرد هذه الذريعة وتختلقها حتى تعطل عملية إعادة الإعمار، ولتحريض المانحين، الذين لا يحتاجون لمن يحرضهم على تأخير دفع المستحقات التي تعهدوا بها من أجل إعادة الإعمار.
وقد يتكرر سيناريو مؤتمر إعادة إعمار القطاع الذي انعقد في شرم الشيخ عام ٢٠٠٩، الذي خصص نحو أربعة مليارات ونصف المليار من الدولارات، لم يصل منها الا نحو مئتي مليون دولار.
الفلسطينيون انفسهم قد يتكفلون بتعطيل عملية إعادة الإعمار بسبب الخلافات المتزايدة حول ملف وآليات عمل المصالحة، التي تتوقف عند تشكيل حكومة الوفاق، ولا تتحرك الى الأمام. كان تشكيل حكومة الوفاق، واتفاق الفلسطينيين على انها المسؤولة عن ملف إعادة الإعمار ضرورياً حتى تستجيب الدول المانحة، لمتطلبات عملية إعادة الإاعمار، ولكن حتى تنجح العملية وتسير على نحو جيد لا بد من أن يتجاوز الفلسطينيون، الى تمكين الحكومة فعلياً من أداء مهمتها. الحاجة لتمكين الحكومة من أداء مهمتها، هدف تطالب به كل الأطراف السياسية، ولكنها تختلف حول آليات التمكين، وحول من يسيطر وحده، او عبر الشراكة على حركة المعابر.
هكذا تصبح عملية إعادة الإعمار، وما ينطوي عليه ملفها من أموال وآليات جزءاً من عملية الصراع الداخلي، المتصل بعملية المصالحة وهو ما يدركه الناس الذين لم يعودوا سذجاً أو بسطاء الى الحد الذي يجعلهم غير متفائلين حتى بما خصصه مؤتمر القاهرة.
الحكومة حتى الآن لم تحرك ساكناً في قطاع غزة، وكان الناس ينتظرون انجازاً واحداً ملموساً، يخلق لديهم الأمل بأن المصالحة قد بدأت، وبدأت تعطي ثمارها.
كثيرة التصريحات والوعود وكثيرة الخلافات والاختلافات التي تمنع تحقيق الإنجاز، أي إنجاز، وفي قطاع غزة، لا يلاحظ المرء أي وجود أو آثار لحكومة التوافق، بل على العكس من ذلك، فتأخر قضية رواتب الموظفين المدنيين لدى الحكومة المقالة، يؤدي الى شلل الكثير من المرافق والمصالح المتعلقة بحياة الناس.
كان الناس ينتظرون حلاً، ولو جزئياً او مؤقتاً لقضية التيار الكهربائي، غير ان الأمور لا تتحرك الى الأمام، فيما يكثر الحديث والمتابعة للحل التركي، الذي تنتظره الكثير من العقبات، ولا يرقى الى مستوى الحل المأمول. وينتظر الناس حل مشكلة معبر رفح الحدودي، خاصة وان الأمر لا يتعلق بإسرائيل، وان معالجة هذه المشكلة قد تكون أيسر وفي متناول اليد لكونها تتصل بالعلاقات الفلسطينية المصرية. الأوضاع في غزة لم تختلف إلا بحجم العذابات والمعانيات، وهي اشد من ذي قبل، واغلب الظن أن الأسباب فلسطينية فلسطينية، قبل أن تكون من أي طرف آخر، فهل يبرهن المسؤول السياسي عن وعيه لأهمية وأولوية البشر على المصالح الفئوية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة المقفلة على وجع التاريخ غزة المقفلة على وجع التاريخ



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday