حين يقطع نتنياهو قول كل خطيب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حين يقطع نتنياهو قول كل خطيب؟

 فلسطين اليوم -

حين يقطع نتنياهو قول كل خطيب

طلال عوكل

مفاجئة نتائج الانتخابات الإسرائيلية، التي أعطت الليكود وزعيمه بنيامين نتنياهو، أصواتاً ومقاعد في الكنيست لم يكن لا هو ولا حزبه يحلم بها في هذه الأيام.
النتائج هزمت كل مراكز استطلاعات الرأي، وهزمت من راهنوا كل من راهنوا على المعسكر الصهيوني، وانتظروه. في الواقع يمكن الحديث جزئياً عن أسباب هذا التفوق الكبير وغير المتوقع لنتنياهو، غير أن أصل التحليل هو أن هذه النتائج تنسجم تماماً مع الطبيعة الغالبة للمجتمع الإسرائيلي الذي يقر الجميع بأنه يميل أكثر فأكثر نحو التطرف وتعميق البيئة العنصرية.
نتنياهو لعب على مخاوف المجتمع الأمنية، التي تتصل بهاجس الخطر الوجودي الذي يهدد إسرائيل، ونفخ من روحه العنصرية حين طالب اليهود بأن يتركوا كل شيء ليتوجهوا فوراً إلى صناديق الاقتراع، لإبعاد خطر العرب والمقصود الفلسطينيين من مواطني الدولة. وعلى نحو حاسم هذه المرة، أقفل نتنياهو كل المراهنات والتحليلات، بشأن مدى استعداده لتحقيق السلام، ورؤية الدولتين وهو بذلك أقفل كل طريق إلى المفاوضات، وإلى كل المبادرات بما في ذلك المبادرة التي قيل إن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيتقدم بها لاستئناف المفاوضات بعد بازار الانتخابات الإسرائيلية.
قد لا يؤدي هذا الموقف الوقح من قبل نتنياهو، إلى تعديل جذري في سياسات الولايات المتحدة، الضامن الأساسي والحليف الاستراتيجي لإسرائيل، ولكنه بالتأكيد سيترك آثاراً وانطباعات سلبية لدى الإدارة وشرائح من الحزب الديمقراطي، والمجتمع الأميركي. يكفينا في ضوء ذلك من الإدارة الأميركية أن تتوقف عن ممارسة ضغوطها الثقيلة على السلطة الفلسطينية، وأن تتوقف عن أن تكون حجر عثرة أمام توجه الفلسطينيين إلى المؤسسات الدولية، ذلك أننا لا نتوقع منها حتى أن تتوقف عن صرف المزيد من المكافآت لإسرائيل رغم مسلسل الإهانات التي وجهها نتنياهو ورجالاته للإدارة الأميركية ورجالاتها.
ولكن الآن مطلوب من الاتحاد الأوروبي، وكذا من الولايات المتحدة، أن يفكروا ملياً وبعمق في مصالحهم في المنطقة طالما أنهم غير قادرين على تحمل مسؤولياتهم إزاء ما يجتاحها من إرهاب، بمسمياته المختلفة وعلى رأسها الإرهاب الإسرائيلي. على أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تظهر عدا عما تقدم بعض الملاحظات الجوهرية، التي تفضح عمق أزمة النظام السياسي الإسرائيلي، الذي يتبجح بالديمقراطية ويعادي السلام، وينزلق أكثر فأكثر نحو العنصرية، ونظام الابارتهايد.
أمام سيناريوهات متعددة لتشكيل الحكومة المقبلة، يتقدم خيار إقامة تحالف يميني سيحتاج لاستمالة كل الكتل اليمينية التي تجاوزت نسبة الحسم بما في ذلك اليمين الديني، واليمين القومي المتطرف. في التصنيف العام للمشهد الحزبي السياسي بعد الانتخابات يتمتع اليمين بكل أصنافه، بأغلبية نحو خمسة وستين عضو كنيست، ما يعني أن نتنياهو حتى يضمن تحالفاً هشاً، عليه أن يرضي كل هذه الكتل. غير أنه لو نجح في ذلك فإنه على الأرجح، سيحصل على حكومة مرهونة لأصغر الكتل السياسية المشاركة في التحالف والتي ستخضعه وحكومته لعملية ابتزاز لا تتوقف.
ثمة خيار آخر، وهو أن يشرع في مفاوضات لإقامة حكومة وحدة وطنية، تضم الكتل الكبيرة وعلى رأسها المعسكر الصهيوني، و»يوجد مستقبل»، و»البيت اليهودي»، وكتلة موشي كحلون، ومثل هذه الحكومة قد تساعده على تحسين مكانة إسرائيل دولياً في ضوء العزلة المتزايدة التي تواجهها الدولة اليهودية. هذا السيناريو هو محاولة لجمع المتناقضات، والبرامج المتعارضة، وسيعطي للقائمة العربية الموحدة، مكانة رئاسة المعارضة، وهو أمر لا ترغب به الكتل اليمينية أو حتى الكتل الأخرى المحسوبة زوراً وبهتاناً على اليسار ويسار الوسط.
إذا كان هذا السيناريو غير قابل للتنفيذ، أو ان صعوبات كبيرة تحول دون تحقيقه فإن حكومة نتنياهو المقبلة ستكون حكومة ضعيفة وهشة، معرضة للسقوط لأي سبب، ما يعني أن إسرائيل قد تعود بعد عام أو عامين إلى انتخابات مبكرة أخرى.
يبقى في هذه الحالة أن يحسم الفلسطينيون أمورهم وأن يتحولوا فعلياً وان استمروا لفظياً في الحديث عن المفاوضات لأسباب تكتيكية. الحسم يعني أولاً بناء السياسة الفلسطينية على قاعدة الاشتباك المفتوح والواسع مع المحتل الإسرائيلي، ما يقتضي الإسراع في ترميم البيت الفلسطيني وتحقيق المصالح واستعادة الوحدة.
وتالياً فتح حوار وطني يستهدف الاتفاق على استراتيجية وطنية جديدة، والبدء بتنفيذ قرارات المجلس المركزي في دورته الأخيرة مع فحص كل الاحتمالات والبدائل بما في ذلك مواصلة التوجه نحو الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات، وتنشيط المقاومة الشعبية.
أخيراً نحذر من أن إسرائيل قد تعمل على تخفيف إجراءاتها تجاه قطاع غزة، وتصعيد عدوانها في الضفة والقدس، في محاولة لتعميق الانقسام وتأجيج الصراع الفلسطيني الداخلي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين يقطع نتنياهو قول كل خطيب حين يقطع نتنياهو قول كل خطيب



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday