حين يتطاول نتنياهو على أسياده
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حين يتطاول نتنياهو على أسياده

 فلسطين اليوم -

حين يتطاول نتنياهو على أسياده

طلال عوكل

يتمادى بنيامين نتنياهو في انتهاك كل المحرمات، حتى لو أن ذلك سيؤدي إلى تعريض إسرائيل إلى مغامرات ومخاطر، كتعبير فظ ووقح عن مدى ذاتيته، وسعيه وراء كرسي الحكم بصرف النظر عن الثمن، على نحو منهاجي، يسعى نتنياهو وراء فتح المزيد من الجبهات التي تضع إسرائيل في وضع مضطرب، قبيل موعد الانتخابات العامة التي ستجرى في السابع عشر من آذار الجاري، بهدف تحسين شعبية الليكود الذي يواجه منافسة قوية من تحالف العمل ليفني، وأيضاً من البيت اليهودي.
تصل المغامرة لدى نتنياهو إلى الحد، الذي يمكن أن يزج بإسرائيل إلى ظروف طارئة، قد تؤدي إلى تأجيل الانتخابات بذريعة أن البلاد تواجه خطراً خارجياً، في حال لم يتمكن من تعديل المزاج الشعبي لصالحه. وجود حزب الله، والحرس الثوري الإيراني في سورية، ليس جديداً ولا هو أمر غير معلوم، وغير مرئي، فضلاً عن أن منطقة القنيطرة تخضع لرقابة استخبارية متعددة الوسائل، ما يؤكد أن قرار شن العدوان الذي أدى إلى استشهاد ستة من كوادر حزب الله وجنرال إيراني، هو قرار مدروس، وعدوان مقصود.
يعرف نتنياهو أنه لن يكون قادراً على منع الأطراف التي استهدفها بعدوانه من أن تبادر إلى رد قوي، يفسد عليه مخططاته ويعرض إسرائيل إلى مخاطر جسيمة، هي رغم كل ما تملكه من أسلحة دمار شامل غير قادرة على حماية مواطنيها ومستوطنيها، وسفاراتها، ومصالحها. 
لا يكتفي نتنياهو بفتح صفحة الصراع مع الفلسطينيين، وتصعيد التوتر مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو توتر ممتد، مع قطاع غزة، حيث تواصل إسرائيل انتهاكاتها الفظة لحالة التهدئة الهشة التي وقعت اثر العدوان الأخير صيف العام الماضي، فبالرغم من التصعيد ضد الفلسطينيين إلاّ أن ذلك لم يسجل له نجاحاً، طالما أنه لم يكن الوحيد الذي يبدي استعداداً لممارسة المزيد من التطرف ضد الفلسطينيين، بل إن الحرب الأخيرة على قطاع غزة، والتصعيد الفلسطيني من خلال الأمم المتحدة، ومؤسساتها، قد يكونان وفرا لمعارضيه ذخائر إضافية لتخفيض شعبيته.
بعيداً عن الخوض في معاني الانتصار والهزيمة، فلقد تعرض نتنياهو إلى انتقادات صعبة، على خلفية الاخفاقات التي وقعت خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ما دعا نتنياهو إلى تأجيل الإعلان عن نتائج لجنة التحقيق في الاخفاقات إلى ما بعد الانتخابات.
الغريب في الأمر، ويتعارض مع مبادئ وقواعد العمل السياسي، هو أن نتنياهو الذي يبادر إلى فتح الصراع، وتوسيع دائرته، وأطرافه يتعمد خلق مشكلة، وتوتر مع الإدارة الأميركية، التي لم تقصر في دعم إسرائيل وحمايتها، حتى لو أدى ذلك إلى إحراج الولايات المتحدة. 
هذه الإدارة القائمة منذ ست سنوات، قدمت لإسرائيل كل الدعم والحماية، المادية والعسكرية والمالية، والسياسية، وبررت كل جرائمها، وتحديها للمجتمع الدولي والمواثيق الدولية.
يقرر نتنياهو، الذهاب إلى الولايات المتحدة لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأميركي بالتنسيق مع إدارته الجمهورية متجاوزاً الأصول الدبلوماسية ومتعمداً تحدي إدارة الرئيس باراك اوباما، الذي يفترض أن يكون العنوان الذي يتوجه إليه أي رئيس أجنبي يرغب في زيارة الولايات المتحدة.
نتنياهو ليس جاهلاً بالأعراف والأصول الدبلوماسية وهو يدرك مسبقاً طبيعة ردود الفعل السلبية التي ستصدر عن إدارة الرئيس اوباما، ويبدو أنه يستهتر بالإدارة الأميركية وقراراتها وردود فعلها المحتملة لكن الإدارة الأميركية، لا ترغب في أن تدخل في اشتباك مع الكونغرس وإسرائيل واللوبي اليهودي، الذي يتمتع بتأثير كبير على السياسة العامة ويشكل مصدراً مهماً لتمويل الانتخابات العامة في أميركا.
قبل ذلك، كان نتنياهو وحكومته، قد تدخل في الانتخابات الرئاسية السابقة، التي حملت أوباما إلى ولاية ثانية، ووقف بقوة إلى جانب المرشح الجمهوري، ويتذكر الجميع، والإدارة الأميركية قبل غيرها، كم تلقت إدارة الرئيس أوباما، ورجالاتها بما في ذلك الرئيس من إهانات شخصية وغير شخصية من قبل مسؤولين إسرائيليين بما في ذلك نتنياهو نفسه.
نفهم أن طبيعة التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لا تسمح بالمراهنة على التأثير سلبياً على هذا التحالف، ولكن صمت الإدارة الأميركية على ما تقوم به إسرائيل، أمر غير مفهوم، من حيث إنه ينال من هيبة الولايات المتحدة، وليس فقط من هيبة رئيسها وإدارتها. والأغرب من ذلك، أن هذه الإدارة التي تبدي ضعفاً أمام التدخلات والإهانات الإسرائيلية، تقابل كل تدخل أو إهانة، بمزيد من الدعم والمزيد من المكافآت لإسرائيل.
خلال المعركة الدبلوماسية التي تخوضها دولة فلسطين على المستوى الدولي سواء عبر مؤسسات الأمم المتحدة، أو محكمة الجنايات كان الموقف الأميركي أشد تطرفاً من الموقف الإسرائيلي، ذلك أن إسرائيل لا تستطيع إفشال المسعى الفلسطيني نحو العدالة الدولية، ولا سبيل لها سوى أن تعتمد على الدور الأميركي.
ربما لا يعطي هذا الدرس ثماره على المستوى الأميركي، ولكن هذا السلوك الإسرائيلي تجاه حليفتها وحاميتها الأساسية، بالتأكيد ستكون له آثار ونتائج سلبية على إسرائيل إزاء علاقاتها بأطراف الفعل السياسي الدولي، خصوصاً الاتحاد الأوروبي، ودوله.
يخطئ نتنياهو إن راهن على أنه سيفلت من العقاب، والأرجح أنه ينتظر ردود فعل صعبة، قد تطيح بما تبقى له من رصيد في الانتخابات القادمة، وفوق ذلك تعرض مواطنيه للخطر، وإسرائيل إلى الاضطراب. 
نتنياهو يخوض مثل هذه المغامرات، بدوافع شخصية أساساً، ولكنه لا يدرك أنه ليس روبن هود، ولا سوبرمان، فقد سقط شمعون بيريس في انتخابات العام 1996، بعد عدوانه على لبنان، وارتكابه مجزرة قانا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين يتطاول نتنياهو على أسياده حين يتطاول نتنياهو على أسياده



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday