تتبدل التكتيكات ويظل الهدف دولة غزة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

تتبدل التكتيكات ويظل الهدف دولة غزة

 فلسطين اليوم -

تتبدل التكتيكات ويظل الهدف دولة غزة

طلال عوكل

التساؤلات التي يطرحها بكثافة هذه الأيام السياسيون والصحافيون أجانب وعرب وفلسطينيون بشأن النتائج التي انتهت إليها الحرب الإسرائيلية الثالثة على قطاع غزة، التي تصادف بداية اندلاعها هذه الأيام، هذه التساؤلات، تنطوي على الكثير من التداعيات، وبعضها ماكر، محكوم لحسابات سياسية مقصودة.
وحدهم سكان قطاع غزة، لا يتساءلون بشأن هذه النتائج والأسئلة التي تدور حولها، إلاّ حين المقارنة بظروف شهر رمضان هذا العام وبين الظروف التي مرت عليهم خلال العام الماضي.
لا داعي للشرح، فسكان القطاع لا يزالون غارقين في همومهم وأزماتهم المتفاقمة، واستكانوا إلى ما هم فيه من إحباط ويأس، فكلما لاحت تباشير فرج محدود، عادت الأمور إلى سابق عهدها.
الدمار الكبير وكثير من الركام لا يزال على حاله يشهد على الجريمة، والحصار على حاله، وعلى حالتها عملية إعادة الإعمار المعطلة، والمصالحة إلى نقطة الصفر، فيما تتسع دائرة الفقر والبطالة، ولا شيء يزداد سوى المزيد من الراغبين في الهجرة التي أشارت بعض استطلاعات الرأي إلى أنها بلغت نسبة 50% من السكان.
عودة إلى النتائج، التي تمخضت عنها أطول حرب إسرائيلية على قطاع غزة، لأن حرب الاستيطان هي الأطول على الشعب الفلسطيني، هذه النتائج على الجانب الفلسطيني تشير إلى أن الفلسطينيين لم يحققوا شيئاً سوى المزيد من الخراب والدمار، والمزيد من الخطوات الانقسامية إضافة إلى آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين.
كانت الآمال كبيرة، استناداً إلى الأداء الرائع للمقاومة خلال الحرب، وإلى وحدة الموقف الفلسطيني، الذي تجلى بخوض المفاوضات بعد الحرب من خلال وفد وطني موحد، بأن يحقق الفلسطينيون بعض الإنجازات مثل رفع الحصار، وبناء المطار والميناء، والإفراج عن أسرى لكن النتيجة كانت صفراً.
المطالب الفلسطينية لا تخرج عن كونها استحقاقات، كان الفلسطينيون قد حصلوا عليها قبل سنوات، لكن سياق تطور الأحداث جعلها أهدافاً تستحق أن يدفعوا بالدم ثمنها، لكنهم دفعوا دماء غزيرة، وتضحيات كبيرة، بدون أن يستعيدوها، الأمر الذي يذهب بالسياسة الفلسطينية إلى أخطاء كبيرة ارتكبوها في الماضي القريب.
قطعت إسرائيل المفاوضات وقاطعتها لسبب واضح، وهو أنها لا ترغب في التفاوض مع وفد وطني موحد، سيفسد عليها، مخططاتها الرامية إلى تعميق الانقسام، ودفع القطاع نحو الانفصال، تمهيداً لفرض دولة غزة.
وفي السياق اعتقدت إسرائيل أنها نجحت في تدمير شبكة الأنفاق الهجومية، واستنزفت نحو 70% من القدرات العسكرية للمقاومة وذلك حسب ادعاءات مصادر مسؤولة، الأمر الذي كان سيجعلها في وقت لاحق، قادرة على فرض شروطها، لكنها بعد عام على الحرب، أدركت خطأ حساباتها، فكان عليها أن تغير في تكتيكاتها.
تعترف الأوساط الإسرائيلية أن المقاومة استعادت قدرتها على ترميم شبكة الأنفاق، وتعزيز قدراتها العسكرية، وأنها لم تحصد سوى المزيد من العزلة الدولية، والمزيد من التقارير الدولية التي تتهمها بارتكاب المزيد من جرائم الحرب.
هكذا، أدت نتائج الحرب وما بعدها إلى تزايد الأصوات الداعية لتحقيق الأمن، عبر وسائل أخرى، سياسية واقتصادية، فراحت تبحث عن مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس وحدها، سعياً وراء هدنة طويلة مقابل تخفيف الحصار، وفتح المعابر، والسماح بممر بحري، وربما لاحق بإعادة بناء وتشغيل مطار غزة.
هرع الكثير من الأوروبيين، وبعض العرب، وتركيا، يتطوعون للتوسط من أجل إنجاز هذه الصفقة، رغم علمهم بأن إنجازها سيؤدي إلى تعميق الانقسام وتأجيج التناقضات الفلسطينية، ولخدمة أهداف إسرائيل التي لم تتغير.
مر وقت ليس قصيراً على الوسطاء، لكن الأمور تبدو صعبة، إذ ليس بمقدور حماس أن تخوض هذه التجربة، وتنفرد بإجراء هذه المفاوضات، لتحقق المطالب ذاتها، التي أرادت تحقيقها، من مفاوضات ما بعد الحرب.
إسرائيل لم تفقد الأمل في إنجاز مثل هذه الصفقة، لكنها استدارت نحو طرح ملف الأسرى من جنودها، كمدخل لتنشيط المفاوضات والوساطات، ذلك أنها المرة الأولى التي يعترف فيها وزير الحرب الإسرائيلي بوجود أسرى لدى المقاومة.
غير أن إسرائيل التي تعرف مدى صعوبة التعاطي مع هذا الملف، بعد أن فقدت مصداقيتها إزاء صفقات التبادل السابق، حيث عادت لملاحقة الأسرى المحررين، واستهدافهم بالقتل أو الاعتقال فبدأت بالتعاطي مع آليات وأفكار أخرى.
استناداً إلى قراءة إسرائيلية لما وصلت إليه المصالحة، وانزلاق الأطراف الفلسطينية إلى تناقضات وخلافات أعمق، وتهديدات صعبة، تعود إسرائيل للتفكير في اتخاذ إجراءات من طرف واحد، بدون اتفاقات وصفقات مباشرة، طالما أن حماس تعلن أنها لا ترغب في التصعيد، وبالتالي فإن الهدوء لا يزال مسيطراً على الوضع بين القطاع وإسرائيل، وربما يستقر لفترة أطول.
الآن ترتفع من جديد الأصوات، ومن قبل ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، تطالب وزير الدفاع والحكومة بالمبادرة لتغيير طريق التعامل مع قطاع غزة.
يقترح هؤلاء، إعادة فتح معبر كارني، وتوسيع معبر كرم أبو سالم، والسماح بدخول مواد كان إدخالها للقطاع ممنوعاً، وتسهيل إعادة الإعمار، فضلاً عن السماح لآلاف العمال بالدخول إلى إسرائيل، وللسكان المرور نحو الأردن والخارج.
في الجوهر تنوي إسرائيل ممارسة المعادلة التي طرحها وزير الخارجية الألماني شتاينماير حين زار غزة، وهي الأمن مقابل التنمية، وفي الترجمة، تحرص حماس على التهدئة، ما يسمح لإسرائيل بالتخفيف عن سكان القطاع، ليس سعياً وراء تحسين صورتها أمام العالم، وإنما مرة أخرى كسبيل لتعميق الانقسام، وتهيئة الظروف لدولة غزة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تتبدل التكتيكات ويظل الهدف دولة غزة تتبدل التكتيكات ويظل الهدف دولة غزة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday